facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نقرأ خطة السلام الامريكية


د. عبدالله صوالحة
13-05-2019 01:53 PM

حول خطة السلام الامريكية المعروفة بصفقة القرن تدور الكثير من الشائعات والقليل من الحقائق ويعود السبب في ذلك الى ان الفريق الذي يعمل على الخطة حافظ على سرية عالية حتى ان مجتمع واشنطن السياسي شديد الاطلاع ومتعدد المصادر لم يستطع ان يخترق حاجز السرية التي غلفت تفاصيلها ، وبالتالي فان المصدر الوحيد لمعرفة ماهية هذه الخطة هو ما يصدر عن الأشخاص الذين أوكلت اليهم مهمة وضع بنودها، ومن خلال تتبع التصريحات التي ادلى بها كلا من جارد كوشنر مستشار الرئيس ترامب وجيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الخاص لشؤون المفاوضات يمكن قراءة الخطة من خلال ثلاثة ابعاد الاول :

من حيث المنهج تتبنى الخطة اقتراب جديد New paradigm يعتمد على مغادرة الأنماط التقليدية في حل الصراع العربي الاسرائيلي وتبني معالجات وحلول غير معهودة سابقا استنادا الى اطلاع الادارة الامريكية الحالية على تجارب الإدارات المتعاقبة في التعامل مع هذا الصراع اضافة الى مبادرات دولية اخرى لم تنجح في وضع حلولا مقبولة لطرفي النزاع ، لا نعرف لغاية الان ماهي هذه الحلول المبتكرة ، بانتظار اعلان الخطة ، لكن حسب وجهة نظر الادارة الامريكية فان التعامل مع هذا الملف سيكون غير مألوف .

ثانيا : من حيث المحتوى يمكن النظر الى هذه الخطة بوصفها Operational Document وثيقة عملية تعالج تفاصيل دقيقة في العلاقة بين الفلسطينين والاسرائيليين ، فالإدارة الامريكية ترى ان خطط ومبادرات السلام السابقة تطرقت الى مفاهيم عامة وواسعة وتجنبت بحث القضايا التفصيلية بينما ستعمل هذه الخطة على تقديم اجابات لكل المسائل الدقيقة وستتطرق الى جزئيات لم يتم البحث فيها سابقا ، وإضافة الى الشق السياسي في الخطة سيكون هناك شق اقتصادي يهدف الى التمكين الاقتصادي ويعمل على تحسين حياة السكان في منطقة الشرق الأوسط عموما وفي الضفة الغربية وغزة بشكل خاص.

ثالثا : النظر الى الخطة كمرجعية جديدة New reference point, ترى الادارة الامريكية ان الخطة هي مجرد اقتراح او رؤية للسلام وبهذا المعنى فانها لن تعمل على فرضها على اي طرف لان الامر بالنهاية منوط بالطرفين ان يتفاوضا للوصول الى حل مقبول ، لكن في حال رفض الخطة من قبل احد الأطراف او كليهما- بسبب اتساع الهوة بينهما - فان الادارة الامريكية تأمل ان تكون هده الخطة قد أوجدت نقاشا عاما جديدا وخلقت فرصة للحوار على أسس جديدة ويمكن اعتبارها بمثابة مرجعية جديدة لأية مبادرات او مفاوضات قادمة سواء من الأدارات الامريكية اللاحقة او من جانب أطراف النزاع أنفسهم .

رغم ان سقف التوقعات بالنسبة للفلسطينين يكاد يكون منخفضا بسبب التقارير الإعلامية التي نشرت عن هذه الخطة والتي لا تستند الى اساس من الصحة الا انه من المتوقع ان تكون اكثر إيجابية مما نشر ، اضافة الى انها ستطلب من اسرائيل أثماناً عالية ربما تجعل من الصعب قبولها .

بالنسبة الى الادارة الامريكية فان رفض الخطة لن يؤثر على شبكة العلاقات المكثفة بينها وبين العديد من دول المنطقة فجدول اعمال الولايات المتحدة والدول العربية واسرائيل مزدحم بالمصالح والتهديدات المشتركة ابتداء بايران ومرورا بمكافحة الجماعات الإرهابية المتشددة وانتهاء بمحاربة التطرف .اضافة الى الاولويات الامريكية في اسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها ,وليس لدى الادارة الامريكية المزيد من الجهد والوقت لاستثماره في النزاع العربي الإسرائيلي. وفي حال تم رفض الخطة ستنسحب الولايات المتحدة من هذا الملف وتترك الامر الواقع يفرض إملاءاته ، ولا اعتقد ان الفلسطينين والاسرائيلين مستعدين لانتفاضة ثالثة او انهيار السلطة الفلسطينية .
وبكل الأحوال فانه ينبغي على الفلسطينين الانتظار حتى صدور هذه الخطة وقراءتها والتشاور بخصوصها مع الدول العربية واتخاذ موقف جماعي وعدم التسرع برفضها دونما الرجوع الى الجامعة العربية .

Mutaz876@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :