facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هوشات وطوشات


طاهر العدوان
28-09-2009 05:39 AM

هذه وتلك (عنوان المقالة) اصبحتا خبراً شبه يومي في وسائل الاعلام والصحافة. (فالهوشة) بين شخصين تتحول الى (طوشة) بين عشيرتين, ولم يعد (الخبر) هو موضوع ما يحدث, انما اسم العائلات والعشائر المنخرطة فيه.

واذ اترك للزميل احمد ابو خليل بيان الفرق بين (الهوشة) و (الطوشة) من باب النقد اللغوي والاجتماعي.. الا ان اهتمامي انصب على الآراء والتحليلات, السياسية والاعلامية, التي ذهبت في تفسير هذه الاحداث العشائرية (ان صح التعبير) اكبر بكثير مما تحتمل. البعض فسرها على انها مظهر (لغياب الامن) وآخرون قالوا انها انعكاس لفقدان (هيبة) الدولة. وبين هؤلاء وهؤلاء, هناك من المفاهيم والاراء التي وجدت في هذه الاحداث الاجتماعية مدخلاً لنقد العشائرية الى حد المطالبة بانهائها او اقصائها او الدعوة للاصلاح السياسي باعتبار غيابه المحرك لهذه الحوادث.

لكل واحد من هذه الاراء والتحليلات (الحجة) التي يقدمها, او المنطق الذي يقف خلفه خاصة وانه يعبر عن مواقف فكرية وسياسية ناقدة بالاساس للاوضاع العامة بكل جوانبها وتفاصيلها المتعلقة بادارة الدولة. وان كنت اتفق مع بعض هذه الاراء في قراءة هذه الحوادث الاجتماعية - العشائرية. الا انني اختلف معها في النتائج والاستخلاصلات.

1- وجود هذه الظواهر ليست جديدة على هذه البلاد. وعلينا ان نعترف باننا (مجتمع عشائري) ولسنا (مجتمعا سياسيا). فمن احسن العائلات في ارقى احياء عمان الى حارات القرية والمخيم تسود (المفاخرات) العشائرية, فهذا ديوان للعشيرة الفلانية وذاك لاهالي البلدة العلانية وهكذا. وهذه الدواوين بصفتها العشائرية والمناطقية اكثر شهرة وارتيادا من مقرات الاحزاب وندواتها ومهرجاناتها.

2- لقد اعتبرت هذه التعددية الاجتماعية ظاهرة تميز الدولة الاردنية. لقد عبرت دائما عن الطابع المنفتح للنظام الهاشمي, الذي لم يكن يوما نظام الحزب الواحد او العشيرة الحاكمة. فلم يدخل المجتمع الاردني, في عهود انتشار الايديولوجيات الاشتراكية والحزبية في مخططات دولة تضع المجتمع في قوالب وتقسيمات طبقية. انما كانت الحرية الفردية والحريات الاجتماعية جزءا من مفاهيم النظام وطبيعته.

واذا كانت هذه الحالة الاجتماعية قد وفرت دائما قاعدة اجتماعية مساندة للدولة في اوقات الشدة والازمات, فانها ايضا ضمنت للمجتمع ما يكفي من الحريات لتجنب انزلاق الدولة نحو النظام البوليسي والقمعي كما حدث من حولنا.

3- لا اميل الى تصديق اي استنتاج بان (الهوشات والطوشات) العشائرية تعكس حالة من تدهور الامن او ضعف هيبة الدولة. جميع الحوادث وقعت بسبب خلافات شخصية وعائلية, او نتيجة جريمة فردية. ومثل هذا يحدث في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وفي كل دولة ديمقراطية. حيث يثور جمهور معين كرد فعل لحادث يمس احد افراده الذي تربطه بهم عقيدة او قومية او حالة اجتماعية.

لقد نمت عمان والمدن الاردنية وكبرت بشكل غير طبيعي بسبب الهجرات والنمو الطبيعي للسكان, وكل هذا يجعل (النقلة) الاجتماعية من زمان الى آخر, من مجتمع بسيط الى مجتمع مدني, كبيرة وواسعة, لها ايجابياتها وسلبياتها في آن.

واذا ما اضفنا الى ذلك ثورة الاعلام ووسائله وقدرته على نشر كل صغيرة وكبيرة فاننا نكون امام حالة مختلفة مما يجعلنا مطالبين بوعي جديد لقراءة الاحداث وتفسيرها.

وعلى اي حال, ففي كل ما حدث من طوشات وهوشات لم تكن هناك (ارادات) متصارعة لعشائر ومناطق تحركها مصالح مختلفة. هذا خارج الموضوع, وهو ما يجعلها في اطارها المتواضع, مجرد حوادث امنية, تحدث عادة في الدول, وهي ايضا تعبير عن مجتمع لا تزال تحكمه تقاليده العشائرية (بعجرها وبجرها), مجتمع يحتاج الى مبادرات استثنائية وعلى مراحل للانتقال الى المجتمع السياسي.

وعلى اي حال ايضا, ليست الهوشات خطرا على دولة منظمة لها قوتها السياسية والامنية ومخافرها وسجونها, ما هو خطير ان لا تكون للفساد والفاسدين سجون ومخافر (تضبهم) ولا حتى (عطوات وجاهات) تضع حداً لفسادهم.0

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :