facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفحات من عمر مضى


سهير بشناق
31-05-2019 02:19 AM

عاهدت نفسها مرات ومرات أن تعود لمذكراتها؛ أن تبدأ من جديد بممارسة الكتابة أن تعود وتعانق أوراقها وصفحات مذكراتها كما كانت من قبل.

فهي من تلك اللحظات الصادقة القليلة التي تعيشها بينها وبين ذاتها (...) في زمن غدا الصدق به مختلفا لم تعد تفهمه كما كانت.

كلما وقعت عيناها على دفتر مذكراتها شعرت بالخوف والغربة في ان واحد

لم تجرؤ طيلة السنوات الماضية من ان تعود لتلك الصفحات لتقرأ كلماتها ولتستعيد ايضا قدرتها على الكتابة

مشاعر مختلطة من الخوف والغربة تنتابها في كل مرة تريد ان تعود

ماذا ستكتب بهذه الصفحات؟

وهل تقوى ان تعود للحظات الصدق من جديد

تشعر بالحاجة الحقيقية لأن تعيد علاقتها مع أوراقها بأن تكتب عن كل ما مر بها بالحياة

ان تعاتب من جرحوها

أن تبكي على صفحات أوراقها لتسعيد قدرتها على الضعف بعد ان ادركت جيدا ان كل قصة بوح لما في اعماقها للاخرين هي ضعف بشري يتعاملون معه كحزن جديد يستوطنها

هم لا يفهمونها كما تريد ولا يمنحونها مساحه لتبوح بما في اعماقها دون ان يروها ضعيفة وهو ما لا يستهويها

وحدها تلك الاوراق التي تحتويها دون أن تستخدم ضعفها ولا تراه بحجمه

كم كانت تحتاج لأحد من الذين حولها ان يستمعوا لها فقط فنحن بالحياة نصل لمرحلة ندرك فيها اخطاءنا وعثراتنا وينتابنا الندم والقهر لكنّ كل ما نحتاجه انسان ما، صديق رفيق بالعمر يستمع لنا يحتوينا دون ان يتقمص دور القاضي فيصدر احكامه وكأنه يزيد من آلامنا ويذكرنا بخيباتنا وعثراتنا

كم كانت تحتاج لان يكون بحياتها بديلا عن صدق تلك الاوراق عن صفاء نفس لا تفكر بالعودة الى صفحات مذكراتها لتعوضها عن شيء ما باعماقها

كم بذاتها امنيات لا تراها اليوم الا من خلال اوراقها التي تشعر اليوم بغربة حقيقية اتجاهها

كم تتوق لأن تعود الى تلك المذاكرات
لربما لتعيدها مختلفة عما تحياه

لربما لتعود طفلة تملك علاقة خاصة بين اوراقها وقلمها تنثر ما تشعره بين سطورها فتعتريها مشاعر من الصدق والطمأنينة التي لا حدود لها

غربة لا تريدها تجمعها اليوم بمذكراتها وصفحات لا زالت تنتظرها لا تزال بيضاء كل ما تحتاجه ان تكتب وتملأها الحياة باختلاف محطاتها ومشاعرها

في هذه الصفحات محطات جميلة

أسماء لأناس كانوا في يوم مضى مختلفين

أشعروها بالدهشة والقدرة على ان تكتب عنهم

لربما ادركت اليوم بأن خيبات الحياة واوجاعها وامنيات لم تتحقق لا يمكن ان نواجهها سوى بالابتعاد عن انفسنا بالبقاء في مساحة لا نريد ان نكشف عنها حتى مع انفسنا لاننا اصبحنا غرباء عن ذاتنا وعن كل ما حولنا تلك الحياة بها ايضا اوراق واوراق لكنها مختلفه عن صفحات مذكراتنا في مرحلة عمرية معينة كانت الاجمل هي اليوم كلما ارادت ان تعود لتلك الصفحات لا تستطيع ليس فقط لانها لا تقوى على الكتابة من جديد لكنها لا تريد لتلك الصفحات ان تذكرها بكل ما كان بجمال نفوس تغيرت وبوجوه كان لها قناع واحد فقط هو الذي جعلها تكتب عنهم ضعيفة هي امام اوراقها التي لا زالت تراها كطفل وليد لم يرَ بعد شيئاً من قسوه البشر وخيباتهم، لن تعود لتلك الاوراق ولا لتلك المذكرات وستحتفظ بها لانها جزء من عمر جميل لن يتكرر!

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :