facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اتفقنا على تجريم مسلسل " جن " ولم نتفق على العلاج


د.بكر خازر المجالي
15-06-2019 12:07 PM

مسلسل "جن " صرعة جديدة في عالم الفن المباشر والجريء ونشر كل ما يجري في اذهان طبقة معينة من الناس بشكل فاضح دون اي اعتبار لاي قيمة اخلاقية .. ليمثل المسلسل تحديا اجتماعيا باسلوب تعرية المجتمع وتجريده حتى من ورقة التوت .وربما يضع هذا المسلسل اللبنة الاولى في بنيان الانفلات الاجتماعي
العمل بحد ذاته قصة اجتماعية نقلت حوارات وسلوكيات معينة هي في الواقع موجودة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي حفلات ماجنة بعضها تم تنفيذه واخرى تم وقفها قبل بدئها ، وترجمتها بحوار وتمثيل واستخدام كل انواع الالفاظ التي تدور بين هذه الفئات .
ونحن جميعا اتفقنا على مهاجمته وتجريم منفذيه ، حتى كان التجريم من كثير من الاشخاص لم يشاهدوه بل اكتفوا فقط بردود الافعال ..
اقول اننا بحاجة لهذا النوع من المسلسلات ولكن بدون الالفاظ السوقية والاشارات الفاضحة . بحاجة لعرض امشكلات الاجتماعية المختلفة بطريقة مهذبة ولكن يجب ان تكون جريئة ومباشرة ،
بحاجة الى التحليل ومن ثم عرض المعالجات من خلال السيناريو وتصوير المشكلة كواقع وعرض اثارها السلبيىة ومن ثم عرض الحلول ..
وايضا هناك جانب مهم وهو تحديد المسؤولية الاجتماعية والرسمية ،والتنبيه الى مكامن الاخطاء ، وهناك واقع سينمائي اردني ناجح في اعمال معينة كفلم " ذيب " مثلا ،وفي مسلسلات مختلفة ، ولكن هناك فشل ذريع في كيفية توضيح وشرح مسيرة الدولة الاردنية التاريخية ،او في عرض تاريخ الشخصيات الوطنية ،وليس لدينا اعمال عن حروب ومعارك اردنية ،وان وجدت فهي حلقات تستند على كلام شهود ومشاركين بلا اي نوع من الدراما . ولعل "جن" هذه اول محاولة جريئة لنبش الداخل الاجتماعي ولكن باسلوب اللغة المبتذلة والالفاظ الدخيلة ،واذا ما أُعيد المسلسل بلغة مهذبة ومشاهد مقبولة لربما يكون لنا رأي آخر .
وعودة الى " جن " فمن خلال استعراض ما كتب عنه وقد ظهرت بعض المقالات وكأنها تؤيد هذا المسلسل ،فان المحصلة اننا نتقن فن جلد الذات ،وحتى نتناول بشكل شخصي افراد بعينهم دون ان نسمح لانفسنا بقراءة ما بين السطور وما هي الاهداف والمغازي ، ولكن يبقى اننا بحاجة الى البحث بشكل علمي في الواقع الذي يمثله هذا المسلسل ،
ولعل الفرضية الاولى تقول ما هي حدود الظواهر التي عرضها المسلسل في مجتمعنا ؟ ومن ثم ما هي الاسباب وراء هذه الظواهر ؟
ومن ثم مدى تأثيرها الاخلاقي والاجتماعي والاقتصادي ؟
وأيضا هل لهذه الظواهر ابعاد تتمثل في سلخ الشباب عن قيم المواطنة وفهم التحديات ومصادر التهديد لبلدنا ؟
وما هي حدود مسؤلية الاسرة اولا ومن ثم المسؤلية الرسمية ؟
هل هناك دراسات اجتماعية عن هذه الظواهر ؟ ربما اكثر الدراسات عن المخدرات والعنف والتطرف ،ولكن هل لدينا معايير دراسية تتناول القيم والاخلاقيات وقياس الانتماء والمواطنة واحترام سيادة الدولة و مسيرة التاريخ الوطني ؟
هل هذا المسلسل مفاجأة في عرضه ؟ ام انه مفاجأة في تجاوزه حدود المحظورات واختراق الواقع ونزع ورقة التوت ؟
هل نحن نتجاوز القيم باسم الحرية الشخصية المصونة وباسم حقوق الانسان ،وهل اصبحت هذه مذبح القيم الاجتماعية وتنخر حتى في المعايير السيادية .؟.
لقد كانت الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني تركز على التربية والتعليم للنهوض في المجتمع وتصويب المسارات الاجتماعية والثقافية ؟؟ فقط اذكر ذلك دون تعقيب أو تعليق والتي جاءت بعد الورقة السادسة التي تناولت امرا مهما وهو سيادة القانون .
لقد اتفقنا جميعا على نقد المسلسل وتجريم منفذيه واعتباره خروجا عن قيم مجتمعنا الاردني ،ولكن لم نقدم طروحات ومعالجات ،ولم نبحث في الاسباب لمثل هذه الظواهر ،ولم نتناول موضوعات التربية الاجتماعية والوطنية والاستراتيجيات الشبابية والثقافية ،ولم نصل بعد الى ارساء لغة حوار اجتماعي تنطلق من التناقضات والمشكلات الاجتماعية ،وحتى نرى ان هناك سطحية ثقافية في هيئاتنا الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني التي لا تحظى اصلا بالاهتمام الرسمي ولا تندرج ضمن سلم اولويات الجهات الرسمية ،ونلاحظ غلبة السياسة على كل الانشطة ،ونعلم معاناتنا من السياسة التي نحن ضحيتها في اغلب نتائجها.ونعلم ان المؤسسات الرسمية تلتزم بالانظمة فقط دون تدخل في المحتوى .
اشبعنا "جن" ضربا وتشريحا ونقدا .. وبعد ايام قلائل سننسى جن وتنسانا ،وسيبقى الامر على حاله .. وكثير هي الشواهد في سيرة مجتمعنا التي تنشط حول قضية لايام اواسبوع وحتى اسبوعين ثم تظهر قضية اخرى ةننشغل بها .. وهكذا دواليك .. بمعنى انه ليس لدينا مؤسسية في العمل الاجتماعي والسياسي ،والاولوية دائما لاغتيال شخصيات وتسديد حسابات واقتناص فرص ما ومن ثم تبقى جن سيدة الموقف وتنتشر بسرعة بكل وسائل التواصل ..
هذه النتائج بلا مقدمات .. وهذه بعض من الصراحة .. ولكن هل نعيد النظر بالتركيز على المعالجات والبحث في المناهج والسياسات والاستراتيجيات وعمل بعض المؤسسات الرقابية وتوجيه الاهتمام الى الاسرة والمدرسة والجامعة وحتى الشارع ..
كنا نسمع بمصطلح " مقص الرقيب " وهذا كان سيفا مصلتا على الصحف المحلية والمستوردة وعلى الافلام والاشرطة ،ولكن اختفى هذا المصطلح واختفت الرقابة المسبقة ..وتصريح رسمي لهيئة الافلام يؤكد ويقول "" ليس لنا اية مهمة رقابية ؟؟ ""
واصبحنا نعالج ونضع التعليمات والانظمة بعد حدوث الخلل و"جن " خير دليل .
والسلام علينا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :