facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فوضى التعليم الجامعي


فيصل تايه
11-07-2019 01:04 AM

واقع نلمسه من خلال متابعة أبنائنا الطلبة الذين يدرسون في الجامعات الرسمية وغير الرسمية ، ومعاناتهم من تدهور مستوى الأداء الأكاديمي في بعض كلياتها ، ونحن نجابه الحقيقة الغائبة أو المغيبة ، والتي تكمن في التدني الحاصل في مخرجات التعليم في بعض تلك الجامعات والذي يعود وبشكل بات جليا إلى ضعف مستوى بعض الأساتذة الجامعيين الأكاديمي والعلمي ، والذين تم تعيينهم في جامعاتنا على غير الأسس المعروفة ، فهذه القضية تحديداً والمتعلقة بتدهور مستوى طلبة الجامعات من سنة لأخرى تمتد إلى سنوات خلت ، ولو أننا نقول أنها محصورة في انعكاسات اداء بعض الأساتذة الجامعيين الذين اتخذوا من الجامعة مصدرا للجاه والسلطة والسيطرة وفرض الذات على الطلبة ومجتمعهم ، ما تسبب انتكاسة لمستوى التعليم الجامعي ، حيث باتت نتائجها وخيمة على المستوى العلمي الأكاديمي والبيداغوجي ، وما يترتب عنها من مخرجات هدامة .

اننا نطالب وزارة التعليم العالي وأملنا كبير بشخص معالي الوزير ، الرجل النبيل ، بالقيام بحملة تطهير واسعة في الجامعات ، وخاصة لبعض الأساتذة والدكاترة والباحثين بشهادات كارتونية لا تحمل غير الاسم ، والذين كانوا سبباً في جعل بعض الجامعات تغرق في آفة ضعف التسيير وغياب الكفاءة والعدالة ، فالأستاذ الجامعي هو الركن الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية في الجامعات ، فكيف إذا أصبح عاجزا عن أداء مهمته على أكمل وجه ، ويكون السبب في تدنّى مستوى التعليم العالي تدنيا كبيرا ، إضافة إلى وجود العديد من المعيقات والأنظمة الإدارية والمؤسسية الجامعية التي تسهم في ضعف هذه العملية ، والتي تتحكم في بنية الجامعة وعلاقاتها وقيمها وسير التعليم فيها ، إضافة إلى غياب الديمقراطية وروح الحوار الأكاديمي الخلاّق ما يولّد نوعا من الاستبداد والرغبة في التطويع والمناكفة الذي تمارسه بعض إدارات الجامعات أو الكليات ضد أساتذتها وطلابها ، ما يخلق جوّ القلق والتوتر لدى أطراف العملية التعليمة ، فيجد الواحد منهم نفسه فاقدا لحريته ، وعاجزا عن الإسهام في التغيير والتطوير وتتشكلّ في اعماقه كراهية دفينة ، وتقاعساً في الاداء ، و تتعطل طاقاته الإبداعية ، وملكاته وقدراته على العطاء العلمي والمعرفي والبحثي المنظّم ، التي اكتسبها بفضل مسيرته الطويلة أمام استبداد الإدارات الجامعية القمعية .

وهنا اعود الى التأكيد ان اللوم بهذا الخصوص يقع على عاتق رئاسات الجامعات ومجالس عمدائها التي تبتعد عن الدور الرقابي وتترك بعض الأساتذة الجامعيين وجل احترامي لغالبيتهمهؤلاء البعض الذين انحرفوا عن طريق المعرفة و الفضيلة والبحث العلمي المبدع ، إلى طريق الفساد والصغائر في أحيان كثيرة ، والأدلة كثيرة وواضحة يضاف إلى ذلك النقص العلمي والمعرفي الذاتي ، مبتعدين عن تطوير قدراتهم ، فلا يكلفون أنفسهم بتطوير معارفهم وتحسين قدراتهم وترقية ذواتهم اكاديمياً ويكتفون بالمسمى فقط ، كما وليس خفياً على أحد ان الكثير ممن حصلوا على شهاداتهم العلمية العالية من بعض الجامعات المعروف كيف تمنح درجات الماجستير و الدكتوراه لغير مستحقيها وبطرق غير مشروعة ، ليعودوا بشهاداتهم وبأبحاثهم المسروقة أو المزوّرة ، ليصبحوا أعضاء هيئة تدريس في الجامعات وهم يفتقدون إلى المعارف الأساسية و الضرورية في تخصصاتهم العملية والاكاديمية ، وكذلك فالغريب أن تعمل بعض الإدارات الجامعية لسنوات ، من دون أية تغذية راجعة او أية متابعات أكاديمية ، ترقب وتتابع من خلالها أداء أساتذتها ، كما لم تفكّر وزارة التعليم العالي أو مجلس التعليم العالي أو مجلس أمناء بعض الجامعات في استقراء آراء أعضاء الهيئات التدريسية حول جوانب حياتهم الأكاديمية والوظيفية دون خوفٍ منهم ، أو تخويفهم .

انني على اطلاع على كثير من ممارسات البعض المحسوب على جامعاتنا العتيدة ، ونحن نجد البعض منهم ضمن ممارسات خطيرة تسهم في تخلّف التعليم الجامعي وتفسده ، من خلال لجوء بعض أساتذة إلى السرقات الأدبيّة ، إذ يسطون على أبحاث غيرهم ، وينشرونها بأسمائهم ، وفي ظلّ هذه الأجواء يطفو على السطح الأستاذ الجامعي الهزيل علميا ، غير المعطاء ، ويتراجع الأستاذ الجامعي المبدع الباحث النشيط ، ويصاب بالخيبة و الإحباط وللأسف .

إننا نعاني بالفعل من عدم مراعاة أي جانب من جوانب العدل والحق والمساواة ، في تعينات بعض الجامعات لكوادرها التدريسية من الأساتذة الجامعيين ، بل تتدخل الوساطة والمعارف الشخصيّة والمحسوبيات والعلاقات المصلحية في هذه التعيينات ، وتعمل لجان الاختبار والمقابلات على خرق هذه الشروط وتهميشهاوتعيّن من لا يستحق ، وتبعد من يستحق من الجديرين والمتميزين علميا ومعرفيا ، وهذا واقع بات معروفاً ولا يمكن إنكاره على الإطلاق .

واخيراً فإن المشكلة أصبحت في جامعاتنا ذات أبعاد كثيرة ، لان كلّ واحد منّا يفتخر ، وحُقّ له الفخر بجامعاتنا التي حققت سمعة رائعة ، ومنجزاً رفيعاً ، وبقيت منافِسةً على المستوى الإقليمي ، ونخشى من ان التعليم العالي في بعض جامعتنا بدأ يترنح بفعل العديد من الأسباب التي ذكرت ، والتي ستفقدها اعتمادها وتميزها ، ما يسهم في إيجاد مخرجات هزيلة وسلبية لا تلبي حاجة المجتمع او سوق العمل وتنذر بكارثة لا حدود لها ، لكن يبقى السؤال : ما هي إجراءات وزارة التعليم العالي إزاء كل تلك التجاوزات وهذه التحديات ؟ .

والله ولي التوفيق





  • 1 وجدي خريسات 11-07-2019 | 02:27 PM

    اخونا فيصل.... جامعاتنا منارات علم وقدمت ومازالت تقدم الكثير فحبذا اعطائها حقها بصورة عادلة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :