facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثلاثة افتراضات خاطئة


د. ابراهيم سيف
01-08-2019 04:19 AM

عندما نقوم بتحليل ظاهرة ما تتعلق بالعمل المؤسسي وتطوير الأداء في القطاع العام فإننا في الغالب نقع في مجموعة من الاخطاء القائمة على افتراضات مسبقة حول طبيعة العمل المؤسسي والقدرة على تحقيق الانجاز، هذه الافتراضات الخاطئة تسبب مزيجا من الاحباط وتضاؤل الثقة في السياسات العامة .
اولى الافتراضات الخاطئة لدى الاعلان عن توجه او سياسة عامة ترغب الحكومة في تنفيذها، هي أن الطاقات الموجودة في القطاع العام والكوادر الموجودة قادرة على تنفيذ تلك السياسات، فعلى سبيل المثال حينما تعلن الحكومة انها تتبنى موازنة موجهة بالنتائج، فإن الافتراض هو ان وزارة المالية لديها ما يكفي من الموارد والطاقات لكي تقوم بالتنفيذ، والحاصل ان هذا الموضوع لا يتعدى كونه شعارا لأن التنفيذ يتطلب قدرات في كافة مستويات القرار وفي مختلف المؤسسات، وهي ببساطة ليست موجودة لا تقنيا ولا فنيا بما يسمح بالتحول المرغوب، فنستمر في ترديد الشعار، ولكن المضمون الحقيقي لا ينفذ.
الافتراض الثاني، هو ان مجرد اعلان السياسة العامة مثلا حول تحديد رحلة المستثمر، هو قرار اتخذ ويجب تطبيقه على كافة المستويات، وهناك رغبة في التنفيذ، وهناك خريطة طريق، والاشخاص المؤهلون سوف يؤمنون “عبور المستثمر” بالشكل اللائق وسوف ينزل القرار من اعلى المستوى الإداري الى ادناه بكل وضوح وشفافية، ومن لا يلتزم التنفيذ سوف يتم تحييده على اقل تقدير لكي لا يعيق مسيرة التحول. هذا الافتراض يتجاهل الفجوات الموجودة والتي حذر منها اكثر من تقرير حول الاردن والتي تتحدث عن مستويات مقبولة في اعلى الهرم الاداري لا يماثلها مستوى مشابه في المستويات الادارية المختلفة والتي تحتاج الى استثمار وتواصل دائم معها، مما يفرغ السياسات العامة من مضمونها العملي.
الافتراض الثالث، هو اننا حسمنا هوية الاقتصاد الاردني، فهو اقتصاد خدمي يعمل على تعزيز الميزة التنافسية في بعض القطاعات مثل الخدمات المالية، السياحة، التعليم وبعض الخدمات الهندسية والاستشارية الميسرة للأعمال، والاردن بوابة العبور للجوار العربي وهو مفتوح لاستقطاب الاستثمار، والوصف السابق يمكن ان نستمع اليه وبشكل دائم من كافة المسؤولين، لكن التطبيق العملي لا يذهب بهذا الاتجاه، فموضوع القطاعات ذات الأولوية والتي يجب ان تحظى بمزيد من الاهتمام وبناء عناقيد حولها ليس موضوعا محسوما، وهناك مراوحة في نفس المكان وتردد اعتقدنا أن التحضير لمؤتمر لندن حسمه، لكن الواقع يشي بغير ذلك.
هذه افتراضات اساسية، ويجب الا نتوقع تغييرا في النتائج، مهما رددنا من شعارات، والافق الاقتصادي بات واضحا حتى ضمن توقعات صندوق النقد الدولي في ظل المعطيات السائدة، وإذا كان للنمو ان يتحقق وأن يتم ضخ روح جديدة في الاقتصاد فيجب اسقاط هذه الافتراضات والعمل على تقييم الواقع بشكل عملي، فالنوايا الحسنة وحدها لن تساهم بالقفزة التي نرغب لتحقيق النمو.
الغد.





  • 1 دكتور أنيس الخصاونة 01-08-2019 | 08:21 AM

    كلام صحيح وتحليل عميق وواقعي.الفجوة بين المعلن من السياسات العامة وبين قدرة الأجهزة الإدارية على تطبيقها فجوة واسعة وهي تتباين من قطاع إلى قطاع.والسياسات العامة للحكومة يمثلها ما تفعله الحكومة على الارض وليس ما تقول بأنها ستفعله حيث أن ما تفعله وما تنفذه الأجهزة الحكومية يأتي في كثير من الأحيان قاصرا عما تم إعلانه في السياسة العامة.مقال جيد للدكتور ابراهيم سيف يشكر عليه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :