facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب بين الإنعاش والانتعاش


د. ثابت النابلسي
03-08-2019 03:53 PM

ما أجمل معاني اللغة، ومفرداتها حينما تشكل عباراتها كلمات فريدة تشعر الشباب بالحياة، وتنبض الحروف في قلوبهم، فتبث الأمل والتفاؤل فيهم لتنتعش الحياة من جديد، فبهم تزداد الحياة رونقاً وجمالاً، وتمنحهم القوة والعزيمة، وتمنحهم نظرة إيجابيّة تبعث في نفوسهم السكينة والطمأنينة.
يُقال في اللغة أَنْعَشَهُ مِنْ كَبْوَتِهِ بمعنى أَنْهَضَهُ وَقَوَّى جَأْشَهُ، وأَنْعَشَهُ اللَّهُ أي شَدَّ مِنْ عَزْمِهِ وَقُوَّتِهِ وَساعَدَهُ على الخُروجِ مِنَ الصِّعابِ.
ويعرف الباحث الإنعاش اصطلاحًا بأنه إجراءات وطرائق تتّخذها المؤسسات المعنية تستهدف الشباب لتحقيق الإنتعاش لديهم من خلال تنشيط إشراكهم بالبرامج والأنشطة الهادفة، وتنشيطهم بهدف إعادة الحيوية لهم، وتمكينهم في مختلف المجالات.
إن المراقب لما يحدث من تفاعل بين صفوف الشباب في كافة المحافظات من الفعل وردّة الفعل، وبين ما يحدث في العاصمة "عمان" من أحداث تفاعلية لمختلف القطاعات، تنعكس بشكل مباشر من خلال برامج أو فعاليات يشارك بها عدد من الشباب والشابات، تجعل المراقب يطرح بعض التساؤلات:
- هل هناك فرق في محتوى البرامج والفعاليات التي يتم إقامتها في العاصمة عمان وبين المحافظات الأخرى؟ أم أنها متشابهة؟
- هل الغاية من تلك البرامج هي إنعاش الشباب بهدف بث الإيجابية لديهم، وزيادة قدرتهم على التأثير والعطاء في مجتمعات شبابية أخرى؟
المتأمل للواقع، والمتابع لتلك الفعاليات يجد فرق بين ما يتم تنفيذه من فعاليات في المحافظات بدافع الشعور بالذنب، وأهمية إعطاء المحافظات فرصة المشاركة، ومن جانب أخر ما يسعى له البعض في تنفيذ فعاليات تخدير للوسط الشبابي الغاضب، الذي يعتبر نفسه مهمشاً، والأقل حظاً، وأنه مسلوب الحقوق.
إن ما يحدث في العاصمة – عمان- من برامج، تأتي ضمن سلسلة حلقات متتالية لاستعراض القوة الشبابية من حشدٍ، وجذبٍ، وتسليط الضوء على ممثلين العمل الشبابي الذين امتهنوا العمل لإرضاء كافة الجهات التي تعمل في الحقل الشبابي.
أما فيما يتعلق بالسؤال المطروح من المراقب، حول الغاية من محتوى البرامج، هل هي إنعاشية تستهدف الشباب المؤثر لبث الإيجابية.
فالمراقب هنا يحتاج لبعض التفسيرات المتعلقة بعدد البرامج، والمبالغ المالية المرصودة لها، وماهية التمويلات التي تتلقاها عدد من المؤسسات الفردية أو المنتمية لجهات داعمة، التي تعمل على بث العديد من الرسائل الشبابية.
فالإيجابية المقدمة للشباب وما تحمله من محتوى إيمائي، دُست فيه حلاوة العسل مع سموم التغيير، لتنقلنا من شباب الإنتعاش لغرفة الإنعاش على أكسجين التغيير السريع والمتسارع والمشاركة السلبية الأوسع، لتكون النتيجة الدمار الشامل واختلاط الحابل بالنابل.
ما يريده الشباب الإنعاش والانتعاش:
لقد كان لهذا المصطلح "الإنعاش المجتمعي" حضور تاريخي في عدد من الدول التي خرجت من حروب أو تعرضت لأزمات اقتصادية أو سياسية أو عانت من مشكلات مجتمعية.
فالإنعاش الذي يريده الشباب في برامجهم يجب أن ينعكس على حياتهم، لذلك يُعد الجانب الاقتصادي وتفعيل الاقتصاد المحلي، أهم تلك الجوانب التي يجب أن تتضمنها البرامج الشبابية، وذلك لمجابهة تحدي البطالة، والتخفيف من حدة الفقر.
إن شبابنا اليوم ساهموا في حالة الضياع، وفقدان البوصلة الاقتصادية، لكنهم معذورون من شدة ما يتعرضون إليه من ضغوطات الحياة، فقد أصبحوا أدوات خطرة على أنفسهم وعلى مجتمعاتهم، إذا لم تتخذ كل الجهات إجراءات عملية لإنقاذ وإنعاش المجتمع الشبابي، وأن تكون تلك الإجراءات حقيقية يرصد لها التمويل اللازم بهدف بناء قدرات فعلية وعملية، تسهم في عملية النمو الاقتصادي الملموس، أما أن تُطرح الأفكار الاقتصادية دون ترجمة فعلية، فإن هذا يجعل الشباب أن يشعر بالغثيان من شدة التكرار لهذا القص واللصق.
الشباب اليوم بحاجة للإنتعاش الحقيقي، من خلال توفير فرص العمل لهم في كافة المحافظات قبل العاصمة، وخلق برامج تدريب مربوطة بعائد مادي مباشر لهم كي يتمركزوا في محافظاتهم، ويقدموا لمجتمعاتهم أفضل الخدمات والإنجازات، وتقديم المبادرات الابتكارية التي تسهم بالنمو الحقيقي.
نحتاج جميعًا أن نقف بقوة في وجه كل من يُمَوّل، ولا يعود على الشباب بالفائدة، نحتاج أن نقرر البرامج التي نحتاجها وتطور مجتمعنا، فلا ضرورة أن يكون الجميع ساسة، ونواب، وصُنّاع قرار، ولا أهمية لتدريب جميع الشباب على مناظرات لكسب التأييد، فهناك الكثير من الشباب يرغبون بكسب العيش، وكسب الأهل، والقرية، وكسب الوطن قبل كل شيء.
انتعاش شبابنا وإنعاشهم مطلب حيوي وضروري ليعيش الوطن.

حمى الله الأردن ملكًا وشعبًا وأرضًا، وعاش الشباب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :