facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوضع الاقتصادي .. ظروف خارجية ام فشل داخلي


د. عبدالله صوالحة
26-08-2019 02:43 PM

يؤمن فريق من الأردنيين بأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي آلت إليها الأوضاع في المملكة تقف ورائها مجموعة من الضغوط الخارجية تمارسها قوى إقليمية ودولية لجر الاردن لمساحات من الهشاشة تحد من قدرته في ممارسة سيادته الوطنية في عمليات صنع القرار في االقضايا الداخلية ومسائل السياسة الخارجية ، والحقيقة ان هذه الفرضية او المقولة لا تستند الى حقائق علمية او إثباتات عملية من أرض الواقع ,وإنما هي وريثة افكار تسللت تاريخيا الى ذهن المواطن العربي تؤمن بنظرية الاستهداف والمؤامرة ,شجع على نشوئها ورواجها حالة اليأس والإحباط التي عانى منها العالم العربي ان كان لجهة فشلة في إقامة نموذج فكري, تنويري ,حداثي ,تنموي عربي في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين او بسبب الخسارة التي مني بها في الصراع العربي الاسرائيلي .

انا شخصيا اؤمن بقدرة وقوة المجتمع على التغيير افرادا وجماعات ونظم سياسية, ولا اعتقد ان هناك قوة عالمية مهما كانت تستطيع منع شعب او أمة من التطور او التقدم ، قد يكون هناك بعض العقبات والمعيقات وقد تواجه المجتمعات بعض التحديات المتعلقة بمواجهة الاخر لكنها حتما لن تستطيع قمع حركة شعب .

فيما يتعلق بالأردن لم تكف الدول المانحة عن دعم الاقتصاد الاردني ابتداء من الولايات المتحدة ومرورا بأوروبا واليابان وانتهاء بدول الخليج وهذا ما أكده جلالة الملك في اكثر من مناسبة ، ولَم تشهد علاقة الاردن توترا مع اي دولة أدت الى حجب مساعداتها عنا ، اما فيما يتعلق بدول الخليج فموضوع المساعدات الخارجية أصبح يخضع لحسابات داخلية, اولا بسبب عدم قدرة دول الخليج على الاستمرار في سياساتها التقليدية القائمة على الاذرع المالية ,وثانياً بسبب التغيرات الهيكلية التي تمر بها اقتصادات الخليج ، فالمواطن الخليجي لا يتصور ان تقوم دولته بفرض الضرائب عليه بينما تبذخ في الإنفاق على الدول المجاورة.
من ناحية اخرى فان القول بان هناك ضغوطات خارجية يتعرض لها الاردن يتناقض مع الانطباع السائد - وهو حقيقي وليس انطباعا فقط - عن كون الاردن دولة اعتدال وتتماشى سياستها الخارجية مع مصالح وقيم وسياسات الدول الكبرى ومكانة الاردن الدولية التي يمثلها جلالة الملك تعطي بما لا يدع مجالا للشك انه لا توجد خلافات سياسية او أيدلوجية او حتى حول المصالح مع الدول الناشطة والفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي ، فلماذا يكون الاردن مستهدف ولأجل من.

القضية الوحيدة التي يتعرض فيها الى الاردن الى ضغوط وهي بالمناسبة ضغوط ليست اقتصادية او بالحد الأدنى ضغوط سياسية لا يمكن ترجمتها لضغوط اقتصادية هو ما يتعلق بموقف الاردن من القضية الفلسطينية وخطة السلام الامريكية والدور الاردني في القدس ، لكن اللافت في الامر ان مشاكل الاردن الاقتصادية والمعيشية اجتماعيا وسياسيا سابقة لهذه الضغوط ، فالأوضاع في الاردن لم تكن يوما ما مزدهرة وتدهورت فجأه بسبب هذه الضغوط ، منذ عقدين ونحن نكرر نفس الشكوى ونتعايش مع نفس المشاكل ، صحيح أنتا عبرنا الكثير من التحديات لكن هذا العبور كان على حساب المواطن الاردني ورفاهيته و على حساب خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها .

أستطيع ان اسرد عشرات بل مئات المقالات والتعليقات لكتاب وصحفيين ومسؤولين تنتقد سوء ادارة الحكومات المتعاقبة لجميع الملفات ، واستطيع ان احصي كل اخطاء وخطايا الحكومات السابقة وعجزها وفشلها ,واستطيع ايضا ان اذكر بعض إنجازات الحكومات لكن هذا الفشل او ذلك الإنجاز على محدوديته لم يكن للعامل الخارجي يداً فيه وإنما هي الحكومات وما قدمت ايديها .

Mutaz876@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :