facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اعترافات في سِفر الخذلان


فيصل تايه
28-08-2019 12:36 AM

أعترفُ بأننا خدعنا تجاه بعض من نادينا بهم مصدرا للقوة والعزوة ، حين اضطربت وتشوشت أفكارنا حدّ الغموض ، وكأنا ارتضينا الخنوع والهزيمة كي نعود إلى ذاواتنا خائبين منكسرين ، فلسنا وحدنا فمعنا كل من عشق هواء هذا الوطن وأصبح مثلنا يعشق ذات الهزيمة كي يبادر بالسكوت .

كم تأملنا نكبات الوطن على يد أشخاص هتفنا لهم وناصرناهم وبايعناهم ووليناهم أمورنا فخذلونا ، منهم الذي تمنينا أن يكون أكبر من مجرد مروّج للأوهام ، وأكبر من مجرد مسؤول منشغل بالهروب إلى الأمام حَذراً للطعنات ، كنا نتوقع أن يمنع الظلم عن الشرفاء ، فوجدناه أول الظالمين ..

نحن ومعنا المكلومة حقوقهم مثل كل البسطاء لا نطمع في أكثر من فرحة نجدد بها رغبتنا في هذه الحياة ، ولا نحلم بأكثر من لحظات كبرياء ، كنا نبحث عن حقنا في الوجود بين الأرقام ، تصدينا لتناسل الشائعات بعد ان قلبوها آيات بينات تتلى في سفركم المشؤوم لحين الاندحار عقب المشهد الأخير الذي ننتظر ، لمنح الفرصة لأسياد الوقت كي يمعنوا في السخرية منكم ومنا.

للاسف أنتم الذين نقضتم وعودكم فينا ، تلك هي اللعبة الماكرة الغادرة الشقية التي كانت سبب تغيرنا لنملّ المكوث على مدرجات انتظار يشبه العبث ، لقد كنا ولن ننسى أبدا ذاتَ زمن تقفُ على أبواب الأحلام نحرسُها من هجوم الكوابيس ، فصورناكم أسودا حقيقيين طالعين من زمرة الملوك ، لكم هيبة الأسود المبهجة التي تمنح المستضعفين كثيرا من الثقة ، وتزرع في البائسين كثيرا من الفرح ، ومن نشوة الانتصار في هذا الزمن ، لم نكن ننتبه إلى اين كنتم تقودونا ، ولا اهتممنا بما كان يقترفه في حقنا باعة الوعود والأحزان .

كنّا مشغولين بما كنا نصنعه من تمجيد وترفيع وترقيع لشانكم وقدركم ، لنوقن أننا كنا في جبهةٍ أخرى ، جبهةِ العمل الحقيقية نراوح مكاننا الذي لطالما فرحنا ورقصنا فيه ، الجبهة الوحيدة التي فيها نغضب ونثور فلا نخاف.

نجحتم في أن تُخروجنا لنهتف لكم ، في اللحظات التي تئن فيها بيارق الأمل المنسي خلف الجدران ، لينهش اليأس عقولنا المهزومة ، ليختلط المكر والدهاء فيها بالرأي والكلمة الطيبة ، بقينا خلف هذه الفقاعة المملوءة بالهواء بمنتهى السذاجة نطارد أفراحاً مؤقتةً تاركين خلفنا أحلاما حزينة يعيث فيها الألم فسادا، ومؤجِّلين وعودكم إلى حين ، فما بدوتم لنا في كثير من المحطات إلا أنكم المنقذون الذين يحملون بين كفيهم الخلاص ، غير أن عجزكم أعاد الشك في قدرتكم على تحقيق آمالنا فيكم ، فتقوقعت أفكارنا ، وتهجمت علينا الخبائث المدلهمة في زمن الانكسارات الرهيبة ، فقد خذلتم من أحبوكم ممن توجوكم فارساناً لأحلامهم الضائعة في زحمة المكان ، فصار لون وعودكم لوناً للخجل وللغروب المنذر بالظلام .

ما عاد فينا بقيةٌ من السذاجة ، لأن ما نحن به ضيّقَ ما اتسع فينا سابقا من هوامش الأمل فيكم ، ولم تكونوا أنتم كما تخيلناكم ، فتركناكم تنهشونا ولم تتركوا فينا حلاوة للروح ..

واخيراً .. اعذرونا على سذاجتنا وسوء اختيارنا ، فلم نكن نعرفكم جيداً والا ما كنا نرغب على أن تدخلوا للملعب لتغير قواعد اللعبة بذكاء يفوق ذكاءهم دون أن تنتظروا هدايا آخر دقيقة ، كي يرفع الوطنُ هامته دون أن يستحيي ، ولكنا تيقنا إنّكم عاجزون عن حماية طائرٍ في قفص ، فكيف يمكن أن نصدق أنهم قادرون على ترويض أسودٍ في مجاهل الغابات ؟

دمتم ودام فضلكم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :