facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عطاء لا يليق بأحلامنا


سهير بشناق
13-09-2019 12:44 AM

في العلاقات الانسانية؛ عليك ان تكون انت مرة واحدة والطرف الاخر مرات ومرات لتتمكن من الاستمرار بها، هكذا نحن نتنازل عن احلامنا، مرة تلو الأخرى..

..ولكن:

ان خضنا تجارب الحب فنكون مختلفين!

تبدأ نفوسنا بالعطاء لمن نحب غير مدركين ان حجم العطاء عليه الا يتعارض دوما مع احلامنا ورغبتنا بان نكون نحن كما حلمنا يوماً ما.

عندما نحب ويستوطن قلوبنا ذاك الشعور الجميل نبدا بنسيان انفسنا وكأننا نضع احلامنا وامنياتنا في مكان ما بعيد عنا ونتنازل عن رغبتنا بالعودة اليها لاننا نحب فقط.

الحب بقاموس حياتنا هو نسيان الذات وتلاشي معالمها مرة تلو الاخرى!

فكم من النفوس التي كانت تحلم بشيء ما وعندما احبت منحت احلامها شهادة الاعتزال

وكم من القلوب التي لا تشعر بالسعادة الحقيقية،لانها ادمنت العطاء فاصبح للاخرين اسلوب حياة وحق لهم لا يتنازلون عنه ولو كان سببا لابعاد الفرح عن القلوب التي تحبهم.

وكم من قيم العطاء التي اغلقت ابواب الأمل من جديد بنفوس اصحابها الذين اعتادوا على تلك الحياة يلمحون الرضا والفرح بعيون من احبوا.

الحب ليس فرحا نمنحه لمن نحب (...) ونراه شيئاً بعيداً عنا نتازل عنه باسم المشاعر والعطاء

لطالما كانت القلوب القادرة على تحقيق احلامها واعطاء ذاتها مساحة لان تكون قلوباً اكثر سعادة وشعورا بالحياة

لطالما كانت احلامنا التي نسعى لتحقيقها بمشوار العمر جزءاً من سعادتنا وشعورنا بالرضا وتحقيق الذات

لكننا نتعامل مع انفسنا بمنأى عن سعادتنا ننحيها ولا نحاول البحث عنها بادق تفاصيل ايامنا لاننا نعيش لاجل الاخرين الذين نحبهم

نعتقد في كل مرة نمنح العطاء بان تلك السعادة التي يعيشون بها هي سعادتنا.

نعتقد ان التنازل عن احلامنا والتحليق باحلامهم هما جزء من سعادتنا نعيشه معهم وبهم.

لندرك بايام قادمة اننا لم نعش ولو بمساحة قليلة لنا نحن

نكتشف ان احلامنا ورغبتنا بان نحقق انفسنا تلاشت يوما تلو الاخر.. ندرك ان ايام العمر مرت من بين ايدينا ولم نعد نمتلك القدرة على استعادة انفسنا او تحقيق ما كنا نحلم به.. لنستمر بالعطاء لهم.

كم نحن مخطئون بحق انفسنا وبحق ايامنا واحلامنا.. كم نحن مخطئون عندما نمنح ذاك العطاء اللامحدود لمن نحبهم دون ان نتوقف قليلا امام انفسنا وما نريد وكيف نكون.

ياخذنا الحب للاخرين ورغبتنا بالعطاء الى أماكان تفقدنا كل ما حلمنا به لاننا لم نتقن فن ذاك العطاء ولم نحاول ان نكون جزءاً منه

الحب ليس رواية تبدأ وتنتهي عند الاخرين فقط بحياتنا.

الحب ليس نثر الفرح والرضا بقلوب ونفوس من نحب فقط لنكون نحن في مكان آخر من تلك السعادة...

الحب هو القدرة على ان نمنح عطاءنا لمن نحب ونكون ايضا قادرين على الشعور بهذا العطاء يتسرب لانفسنا!.

الحب ان نحيا نحن ومن نحب بذات العالم والايام فلا يعترينا ندم على عطائنا ولا نبقى ننتظر الآخرين ان يشعروا برغبتنا بان نكون نحن فالقلوب المحبة لا تخلو من انانية المشاعر والرغبة بالاخذ نحن فقط من نمتلك رسم تلك الحدود لعلاقتنا مع من نحب.

تلك النفوس وهذه القلوب بقيت تحيا حالة الانتظار.

انتظار الفرح من الاخرين.

انتظار ان يمنحونا مساحة لنكون نحن ونحقق ما نريد ستبقى قلوباً أبعد ما تكون عن السعادة.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :