facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين يغيب العقل وتتوارى الحكمة


د. موسى برهومة
09-11-2009 03:54 AM

ليس سهلا على أبناء "حي الطفايلة" تحمّل فقدان شاب كصادم السعود، لا ذنب له إلا أن حظه العاثر قاده إلى مشاجرة في جبل الحسين أعقبها احتجاز في مركز أمني خرج منه إلى المستشفى ليقضي فيه غائبا عن الوعي منذ الثامن عشر من الشهر الماضي، حتى صبيحة أمس الذي شهد وفاته.

أمر محزن أن تحدث هذه المأساة الإنسانية. لكنّ الأشد إيلاما هو ردة الفعل الساخطة التي رأيناها أمس في ردهات مستشفى البشير وفي جبلي الجوفة والتاج اللذين شهدا تصرفات تتعدى الغضب إلى الرغبة في إحلال القانون بالعنف والحرائق وإطلاق الرصاص وتعطيل الحياة العامة.

مؤسف حقا أن يجري إضرام النيران في كشك أمني، أو في سيارة تابعة للدفاع المدني، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فمثل هذه الممارسات من شأنها أن تقلب الحق باطلا، وتحوّل الضحية إلى جان لا يحظى بأي مقدار من التعاطف والإسناد النفسي.

أما إذا كان ثمة لدى مثيري الشغب والفوضى اعتقاد أنهم بذلك يحققون نصرا، أو يستثيرون رأيا عاما، أو يسجلون موقفا مناهضا لممارسات شرطييْن جرى تحويلهما إلى المحاكمة، فهم بذلك قد اختاروا الوسيلة الخاطئة في إيصال ما يعتقدون أنه عادل ومحق.

ونراهن على العقلاء والوجهاء في عشيرة السعود وفي مدينة الطفيلة أن تشكم ذوي النزعات التصعيدية ممن فار دمهم بعد نبأ وفاة "صادم" الذي ندعو له بالرحمة والمستقر الحسن.

آن الأوان لنكف عن التعامل مع أفراد الأمن باعتبارهم خصوما نبادلهم العداء، ونرميهم بالحجارة، ونشعل النار في مركباتهم، ونصيب أفرادا ستة منهم، فمثل هذه المسلكيات مرفوضة ومذمومة ولا تخدم قضية، ولا يبررها مبدأ.

دعونا نخرج من هذا المأزق المؤسف، ونعود إلى منطق العقل والحكمة، فثمة قضية منظورة أمام محكمة الشرطة، وثمة تحقيق يجريه الأمن العام على أعلى مستوى، وثمة مطالبات موازية بأن تأخذ العدالة مجراها، وأن يقدم المخطئون للمحاكمة فينالوا الجزاء الذي يستحقونه.

ومن غير إشاعة هذه المفاهيم الحضارية التي تنحاز إلى القانون وتحافظ على هيبة الدولة وصورتها، فإننا سنبدو كمن يصر على إحداث ثقب عميق في السفينة الوطنية وهي تمخر عباب المحيط.

علينا أن نرفض بشدة الردود الاستفزازية التي وقودها المركبات والحاويات وأملاك الناس وسكينتهم. وعلينا أن نطفئ ظمأ بعض الفتية والأشخاص التواقين إلى تنفيس احتقاناتهم بالحرق والتحطيم، مهما كانت المشكلة صغيرة ويمكن حلها في وقت وجيز، وعلى نحو حكيم ومرض.

يكفي الأردنيين ما بهم من احتقانات حتى نملأ سمعهم وأبصارهم بالحرائق والفوضى، فلقد، والله، سئم الناس المشاجرات والمشكلات وأشكال الضيق والهم، فقد ملأت عليهم الفضائيات أنباء الدم والقتل والحروب، وليس في وسعهم المزيد لرؤية دخان عاصف يملأ سماواتهم بالتوتر والغضب.

m.barhouma@alghad.jo

** الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الغد ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :