facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرحّال علاء الجنيدي: أنا حكواتي


24-09-2019 04:51 PM

عمون - حاوره: محمد جميل خضر.
وهو يرمي ببصره نحو البعيد، نحو بلدان في البال تنتظر منه ترتيب سفرة لها، يدوّن الرحّال الفلسطيني علاء الجنيدي، درساً جديداً من دروس السفر والترحال بين بلدان العالم الواسع.
يقول حول هذه الدروس: "إن أكثر ما تعلمته من السفر هو أنني لست محور الكون، ولا قومي أو منطقتي أو بلدي محور الكون، وإن العالم أكبر وأوسع من أن نضيّق نظرتنا نحوه. كما تعلمت التواضع لكل الناس الذين ألقاهم في ترحالي، بل لكل شيء وحتى للحيوانات. تعلمتُ الاندماج أيضاً، والتناغم مع الكون وعادات الشعوب".

ليس السفر بعيداً عن الوطن هو ما يشغل بال الجنيدي الذي زار حتى اللحظة 48 بلداً من بلدان أوروبا وآسيا وإفريقيا، بل هو يرى أن السفر داخل الوطن أيضاً مهم، وكل ما يحتاجه هو مزيد من الخطط المتعلقة بتنشيط السياحة الداخلية وبناء جسور ثقة بين ابن البلد وبين حواضره التاريخية والجمالية والطبيعية التي يزخر الأردن بها.

يقول حول ذلك: "الترحال الداخلي مهم، بل ومهم جداً. سواء داخل الأردن أو داخل فلسطين. وعندما تقوم بترحال داخلي في بلدك فأنت عملياً تفيد بلدك. وتضع بين يديه خلاصة ما وصلت إليه من خبرة وتجارب. كما أن التنوّع الذي تمتع به بلادنا يحتاج إلى ترحال كثير ودائم. فعلى سبيل المثال لدينا في الخليل 13 حارة، 17 حارة، 19 حارة، بغض النظر عن العدد، فإن كل حارة من هذه الحارات تحتاج إلى رحلة مستقلة، فلكل واحدة منها قصة وثقافة مختلفة عن الأخرى، حتى لو كانت اختلافات غير جوهرية، ولكنها تستحق بشكل أو بآخر، الإشارة إليها وتسليط الضوء عليها.

وعلى سبيل المثال أيضاً، عندما تقوم بجولة في البتراء وما حولها، وتلتقي بمواطن متزوج من امرأة بريطانية فهذه قصة لوحدها، ومن الجميل رصدها وسرد حكايتهما".
وحول في أي خانة من الرحّالة يصنف نفسه، يقول الجنيدي: "أنا رحّال حكواتيّ، تثيرني القصة وأسعى لحبك خيوطها ورسم معالمها والنبش بتفاصيلها. لا يعنيني لون رمل وادي رم، على سبيل المثال، ولا في أي مخيم أقمت هناك، تعنيني قصص هذا الرمل وحكايات الوادي والجبل وأنفاس الناس المنتظرة زيارة القمر الدورية لمنازل صحرائهم وأنّات مغرهم".
السفر، إذن، بالنسبة له اكتشاف: "قد تكتشف أن لدى مجموعة من الناس يقيمون داخل غابة في الأمازون فكر عميق ومعرفة غير موجودة عند غيرهم"، يقول الجنيدي، ومن ثم يعاود تأمّل المدى، فشغف الرحّالة يسكن جوانحه ويتحفّز بين ضلوعه.

في سياق متصل، يستعرض الجنيدي مواصفات الرحّال الناجح: "لا بد من توفر بعض المواصفات لتمكين رحّال ما من تحقيق مختلف الأهداف التي يسعى لتحقيقها من خلال الترحال، ومن هذه المواصفات تحلّيه بلياقة عالية، فالنسبة للنوع الذي يختاره الرحّال من الأسفار، فعلى الأقل لا بد أن يحتوي هذا السفر على مشي كثير، وسير على الأقدام لساعات أحياناً، وحتى لو كانت وجهتك باريس رمز (الدلال) فلا بد لك أن تمشي. صعود الجبال وكل ما يدخل في إطار المغامرة adventure من تسلّق وصعود جبال شاهقة، فهنا سوف ندخل في قصة أخرى تتعلق بانتظام ضربات القلب، وضيق التنفس أو عدم ضيق التنفس. الارتفاعات تسبب تناقصاً في نسبة الأكسجين بسبب تغير درجات الضغط الجوي، وهو ما سوف يؤدي إلى تراجع كمية الهواء في الرئتين، وإلى تحلّي الدورة الدموية بقدرة استمرارها بأقل كمية ممكنة من الهواء ومن عملية التنفس الطبيعي".

العلاقة بين المتعة وبين الإنجاز، بحسب الجنيدي، هي علاقة طردية، فـ"كلما زادت المعاناة زاد الشعور بالمتعة والفرح لما تحقق من إنجاز. فلو كانت شهادة الثانوية العامة سهلة لما فرح الأهل كل هذا الفرح عندما يحقق ابنهم أو بنتهم النجاح، وهم يفرحون أكثر إن كان هذا النجاح مبهراً وبعلامات عالية تبهج قلوبهم وتخبرهم كم كانت معاناة ابنهم كبيرة ليتسنى له تحقيق هذا الإنجاز. والإنجاز، أي إنجاز يسعد الإنسان، ويحقق له متعة استثنائية مختلفة".

والده أول من غرس داخل وجدانه حب السفر، وكذلك مسلسل الرسوم المتحركة "حول العالم في 80 يوماً"، إضافة لتشجيع شقيقه الأكبر منه مباشرة.
الهدف النهائي الذي يضعه الجنيدي نصب عينيه، هو الوصول إلى 194 دولة معترف بها في الأمم المتحدة: "في الحقيقة عدد الدول المسجلة والمعتمدة من قبل هيئة الأمم المتحدة هي 193، ولكني أضيف إليها فلسطين وأعتبرها دولة شرعية ومعتمدة من جهة قلبي ووجداني على الأقل ووجدان كل عربي حر، ولا علاقة لي بحسابات السياسة".

ورغم كثير من الصعوبات التي قد تواجهه لدخول بعض الدول، مثل كوريا الشمالية على سبيل المثال، إلا أن الفكرة مغروسة داخل أعماقه، و"سوف أحققها عاجلاً أو آجلاً، وحتى لو بعد عشر سنوات، فسوف يتحقق الحلم، وتكتمل مسيرة (الرحّال) بوصوله إلى كل نقطة وبلد موجود على خارطة العالم. حتى اللحظة سافرت إلى 48 بلداً، وما تزال تنتظرني 146 بلداً، وما يزال الوقت في صالحي فأنا في مطلع الثلاثينيات من عمري (أنا من مواليد عام 1988). وأهم ما في الأمر أن الفكرة تترسخ كل يوم أكثر فأكثر. بحسب الخطة التي رسمتها، وإذا سارت الأمور كما ينبغي وكما آمل لها، فخلال عام إلى عامين سأكون وصلت إن شاء الله إلى رقم 100 دولة على الأقل، وصلتها ودخلتها كرحّال لدييّ أهدافي ورؤيتي حول فكرة السفر، وخصوصيتي بوصفي مسافر جوّال".

رسائل السفر كثيرة، يقول الجنيدي، ودروسه بليغة، ومنها كما يذكر أن المستحيل "غير موجود impossible is not available، أو كما يقول المثل الإنجليزي المتداول "المستحيل غير موجود" impossible is nothing".
ومن رسائله العميقة موضوع حرية التنقّل والحركة: "كل إنسان له الحق بالحرية وعلى رأسها حرية التنقل. وأنا شخصياً أطمح أن لا يكون هناك حدود بين العالم. لا حدود ولا مشاكل، وإذا وصلنا لهذا الحلم فتخيل الاندماج الثقافي والحضاري الذي سنحققه كمخلوقات بشرية وإلى مدى سوف نتطوّر بدون حدود أو حروب. وأنت تعلم كم أخرّت الحروب الإنسانية، وإلى أي حد أرجعتنا الحرب العالمية الثانية للوراء".

يتنقّل الجنيدي من بلد إلى آخر وفي باله مشروع لا ينفكّ يفكر فيه: "تأسيس رابطة أو هيئة أو نقابة ينضوي رحّالة العالم أجمع تحت لوائها". إنه مشروعه وإنه حلمه الذي عقد العزم أن يحققه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :