عمون - أبرزت تقارير سعودية بعض اللقطات التي أظهرت ما وصفته بـ"العلاقة الأبوية الكبيرة والعميقة" بين الملك سلمان وحارسه الشخصي الأمين، اللواء عبدالعزيز الفغم، الذي لقي حتفه برصاص أحد أصدقائه، إثر خلاف شخصي مساء أمس السبت.

أبدى الفغم، الذي لقّبته منظمة الأكاديمة العالمية في عام 2017 بـ"أفضل حارس على مستوى العالم"، إخلاصه وتفانيه الشديدين خلال عمله حارسًا شخصيًا للملك سلمان، ومن قبله العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي عمل معه لنحو 10 أعوام، وحرص على مُرافقته في كل الأوقات وفي مُختلف المناسبات الرسمية.

وذكرت صحيفة "عاجل" السعودية أن من أبرز اللقطات التي جسّدت العلاقة الأبوية بين العاهل السعودي وحارسه الشخصي، كانت الصورة التي التُقِطت خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عُقدت في مايو 2017، للفغم وهو يبادر بربط حذاء الملك سلمان أثناء استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوفود المشاركة بالقمة.

وانتشرت الصورة -وقتذاك- كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها مُغرّدون أنها تُجسّد "علاقة "الابن بأبيه". وقال مدير عام قطار الحرمين الدكتور بسام غلمان: "ولد صالح يبر أباه.. جزاه الله خيرا".

كما أظهر مقطع فيديو رد الفعل السريع من اللواء الفغم تجاه خادم الحرمين الشريفين، بعد أن وضع يده أمام الملك سلمان أثناء هبوطه من سُلّم الطائرة، ليُسنده بعد توقف السُلّم بشكل مفاجئ أثناء هبوط الطائرة الملكية في مطار العاصمة الروسية موسكو، خلال زيارة خادم الحرمين لروسيا في أكتوبر عام 2017.

وفي مشهد آخر، ظهرت فطنة الفغم وحرصه على سلامة الملك سلمان، وذلك عند استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقيام أحد حراس السيسي بإدخال يده في جيبه؛ ليتوجه الفغم على الفور نحوه ويحول بين الحارس والملك.

وفي نهاية عام 2016، أثناء حضور العاهل السعودي حفلا غنائيا ثقافيا بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، برفقة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، على هامش زيارة العاهل السعودي للكويت، حاول الفنان حبيب الحبيب وضع يده على كتف الملك سلمان أثناء التقاط صورة معه، لكن سارع الفغم لمنع الشخص وإبعاد يده عن الملك.

ووفق بيان المتحدث الإعلامي باسم شرطة مكة، كان الفغم في زيارة لصديق له يُدعى تركي بن عبدالعزيز السبتي، بمنزله بحي الشاطئ في جدة، ودخل عليهما صديق آخر يُدعى ممدوح بن مشعل آل علي، وأثناء الحديث تطور النقاش بين اللواء الفغم و آل علي، فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار على الفغم.

وأسفر الحادث عن إصابة اثنين من الموجودين في المنزل؛ هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية، و5 آخرين. فيما قُتِل الجاني على يد قوات الأمن.

ومن المُقرر تشييع جثمان الفغم بعد صلاة العشاء اليوم الأحد في الحرم المكي، فيما سيتم استقبال المُعزين يوميّ الثلاثاء والأربعاء بعد الخامسة عصرًا (بالتوقيت المحلي) في منزل عائلته بالرياض.

وعمل الفغم حارسًا شخصيًا للعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمدة 10 أعوام، الأمر الذي دفع الملك سلمان لأن يختاره حارسًا شخصيًا له وذلك بسبب مهارته الاحترافية المتميزة، وسرعة بديهته، وحُسن تصرفه.

وأصدر الملك سلمان في منتصف عام 2017، أمرًا ملكيًا بترقية الفغم (ترقية استثنائية) إلى رُتبة لواء.

وحاز الفغم على لقب أفضل حارس شخصي في العالم من قِبل منظمة الأكاديمية العالمية في عام 2017. كما لقّبه السعوديون بـ"ظل الملوك" و"الحارس الأمين" و"الرجل المناسب في الوقت المناسب"، وفق تقارير محلية.