facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اذاعات في اذاعات


طاهر العدوان
14-11-2009 05:38 AM

اذا اردت تحريك مؤشر لوحة الراديو, في منزلك او سيارتك, ستجد نفسك تنتقل من اذاعة اردنية الى اخرى حتى لتجد صعوبة بالعثور على محطة اجنبية.

بتلاوين مختلفة على خط عريض من قوس قزح يمكنك ان تختار اذاعة متخصصة لمتابعة شؤون السير على الطرقات الى اذاعة دينية واخرى ترفيهية وثالثة تتميز ببرامج اتصالات مباشرة مع الناس. اذاعات للقطاع العام (مؤسسة الاذاعة والتلفزيون) واذاعات للقطاع الخاص, واذاعات للبلديات واخرى للجامعات وهكذا.

انفتاح الباب على مصراعيه امام حرية البث الاذاعي خطوة الى الامام وظاهرة جيدة في وقت اصبح فيه الاعلام بمختلف اشكاله, المرئي والمقروء والمسموع والالكتروني, احد اهم منتجات العصر ومن الحقائق التي تستحق الدراسة والوقوف امامها, ان هناك من راهن في العقدين الاخيرين من القرن الماضي على (اندثار الاذاعات) امام القفزات الهائلة للبث التلفزيوني والفضائي. لكن هذه الرهانات سقطت امام حقيقة عودة انتشار الاذاعات بقوة عبر محطات ال¯ F.M, لتشكل وسيلة استماع جاذبة للجمهور خاصة في اوقات محددة حيث يتنقل ملايين الناس بسياراتهم في الصباح والمساء, ذاهبين الى عملهم او عائدين الى منازلهم مقتنصين الفرصة للاستماع الى الاذاعات.

غير ان هذا الكم الكبير من الاذاعات المحلية, كأي وسيلة اعلامية اخرى, فيه من السلبيات مثلما الايجابيات. فأحيانا تستمتع بما تسمع من برامج واغان, واحيانا اخرى يصدمك هذا الهبوط المفجع في المحتوى والاداء, سواء كان في الاغاني التي تبث او الاسلوب الذي يخرج فيه البرنامج ومقدمه الى الناس.

وقد يقال, بأن امزجة واذواق المستمعين تختلف مما يجعل الاذاعات تسعى الى جذب مختلف الاذواق. لكن, هذه المقولة, تتجاهل بان دور الاعلام ليس الجري في المنحدرات خلف الاذواق الهابطة انما الصعود بمستويات التفكير واساليب الحوار وآدابه, اضافة الى الترويج للجيد من الغناء والبرامج التي ترتفع بوعي الانسان ودوره في المجتمع والدولة, وايضا بذوقه وثقافته.

لا اريد ولا اتمنى ان تتحول الاذاعات المحلية الى نسخ طبق الاصل عن برامج البث المباشر, التي ظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي, والتي شجعتها جميع الانظمة العربية, من تلك المعروفة بنظامها الديكتاتوري والاستبدادي الى الدول التي ارادت الانفتاح من اجل استكشاف افاق الحريات الاعلامية.

لقد ساهمت برامج البث المباشر في وأد مطالب حرية الرأي والتعبير في وسائل الاعلام والمجتمع, بالترويج لحريات وحوارات شكلية عندما حولت الحوارات من قضايا الديمقراطية والمشاركة وحرية التعبير ومكافحة الفساد, الى التركيز فقط على القضايا الصغيرة مثل الحفر في الشوارع, وخدمات المياه والصحة وشبابيك غرف الدراسة.

اتمنى ان تنتقل الاذاعات المحلية, بعد نجاحاتها المبدئية في اجتذاب المستمعين, الى مرحلة اكثر تقدما على صعيد البرامج الحوارية, التي لا تكون حوارية ان لم يشارك فيها اصحاب الرأي والرأي الاخر المعارض, وان تتابع هذه الاذاعات, القضايا المحلية بتبادل الاراء حولها ودفعها الى رأس قائمة الاولويات عند اصحاب القرار. لانه ان لم تنجح الاذاعات في تحريك الرأي العام الى جانب الصحف والتلفزيون والمواقع الالكترونية, فان الحالة الاذاعية لن تتطور وهذه خسارة كبيرة.0

taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :