facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحزبان الكبيران فى مصر هما الأهلى والزمالك!


سعدالدين ابراهيم
12-10-2019 04:35 AM

منذ حوالي أربعين عامًا، كنت أكتب مقالًا أسبوعيًا فى الأهرام الاقتصادى. وبمناسبة تجميع وإعادة نشر أعمالى الكاملة، وقع نظر الباحثين الأفاضل، الذين يتولون هذه المهمة، نيابة عنى، على مقال بعنوان: الأحزاب الحقيقية فى مصر، هى الأهلى والزمالك! وتعجبوا من تعرضى للموضوع منذ تِلك المدة الطويلة، خاصة بمناسبة مباراة الدورى الممتاز، بين الناديين العريقين فى الرياضة الأكثر شعبية، وهى كُرة القدم.

ومناسبة كتابة هذا المقال كانت الاستعدادات والتشجيعات التى سبقت المُباراة الأخيرة على درع الدورى، بين فريقى الأهلى والزمالك، والتى أقيمت فى استاد بُرج العرب، قُرب الساحل الشمالى، ولم يُشجع فيها إلا عشرون ألفًا من المشاهدين أو المشجعين، حيث تم توزيع تذاكر المُباراة مُناصفة بين الناديين. والطريف أن سائقى الخاص، أحمد، الذى كان لاعبًا فى نادى الزمالك، وكان ولا يزال مُتعصبًا له، طلب أن يأخذ ثلاثة أيام إجازة، يوم للاستعداد للسفر فى صُحبة أصدقائه وزُملائه القدامى من الزملكاوية، ويوم للمُباراة نفسها، واليوم التالى للمُباراة، إما للاحتفال ابتهاجًا إذا فاز فريق ناديه، أو للحداد والعزاء إذا خسر الزمالك!

ورغم أننى لست من دراويش رياضة كُرة القدم، إلا أنه على سبيل المُشاكسة، أتظاهر بأننى من أنصار الفريق الآخر، حسب السياق. من ذلك أنه أثناء فترة سجنى فى سجن مزرعة طُرة، كان معظم رفاق السجن أهلاوية، فأعلنت أننى زملكاوى. وهو ما أثار معظمهم ضدى، وتهديدهم لى بأنهم سيُخبرون تلاميذى فى الجامعة الأمريكية، حيث كنت أستاذًا لعلم الاجتماع، ولأنهم كانوا متأكدين أن معظم طلبة تِلك الجامعة أهلاوية! وكان يقود الحملة ضدى أحد اللاعبين القدامى، وهو المهندس أسامة عباس، الذى تصادف وجوده معنا فى نفس سجن مزرعة طُرة.

وكان طريفًا أنه حين فاز الزمالك فى إحدى السنوات التى قضيتها فى السجن، باح لى عدد من الزُملاء، الذين كانوا يتظاهرون أنهم أهلاوية، بأنهم فى الحقيقة زملكاوية، ولكنهم اعتصموا بمذهب التقية الشيعى، تفاديًا للإيذاء على أيدى الأغلبية الأهلاوية فى سجن مزرعة طُرة.

تزامن ظهور مقالى عن الحزبين الكبيرين فى مصر: الأهلى والزمالك، فى مجلة الأهرام الاقتصادى، مع قرار الرئيس الراحل أنور السادات، إتاحة التعدد الحزبى، بديلًا لسياسة الحزب الواحد، التى سادت طوال عهد سلفه، الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. وخلال عِدة شهور من قرار السادات بإعادة حُرية تكوين الأحزاب، تحولت إلى هجمة عارمة لتكوين أحزاب جديدة، وعودة أحزاب قديمة كانت موجودة بالفعل، فى العهد الملكى، وفى مقدمتها حزب الوفد، وبقايا الأحزاب الشيوعية، التى كانت محظورة، ولكنها كانت تُمارس نشاطها سِرًا، فتحالفت فى حزب واحد، أطلق على نفسه اسم حزب التجمع العربى الاشتراكى. وكان من أقطاب حزب الوفد الجديد، بعض أعضاء الوفد القدامى- مثل فؤاد سراج الدين، وعبدالفتاح حسن، وفكرى مكرم عبيد. كما كان من أقطاب حزب التجمع العربى الاشتراكى، عديد من اليساريين القدامى، مثل إسماعيل صبرى عبدالله، ود. إبراهيم سعد الدين، ود. شريف حتاتة. ومن ضُباط ثورة يوليو خالد محيى الدين، وشريف كامل، ورفعت السعيد. وعاد حزب مصر الفتاة، الذى كان قد أسّسه مُحام شاب مُعجب بهتلر، وموسولينى، وفرانكو، من ذوى النزعات الفاشية الشعبوية. وكان من أقطابه أحد رفاق أحمد حسين، قبل أربعين عامًا، وهو المهندس إبراهيم شُكرى، والمحامى النقابى نبيل نجيب الهلالى. كذلك عادت جماعة الإخوان المسلمين، وأسّست لنفسها حزبًا، أطلقوا عليه اسم: حزب العدالة والتنمية، وكان من أقطابه كامل التلمسانى، وحسن الهضيبى، ومحمد إحسان عبدالقدوس.

وعودة إلى موضوعنا الأصلى عن الحزبين الكبيرين، فالأساس فى أى حزب سياسى أنه تجمع مُنظم لمواطنين يشتركون فى المُنطلقات والمشاعر، ويكونون على استعداد لحمل شِعارات ورموز ذلك الكيان الفعلى أو الافتراضى، وهو ما ينطبق على أنصار الناديين الكبيرين، الزمالك بلونه الأبيض، والأهلى بلونه الأحمر. وهم يفعلون ذلك بحماس لم يُلاحظ المُراقبون مثيلًا له فى معظم الأحزاب السياسية التى ظهرت فى مصر منذ سبعينيات القرن العشرين. حتى الفنانون والمُمثلون والراقصات، عادة ما يُعلنون انتماءهم أو ولاءهم لأحد الناديين الكبيرين، لضمان شريحة مؤكدة من المُعجبين. وفيما بعد، ومن مُتابعتى لأخبار كُرة القدم، فى أوروبا، بمناسبة تألق اللاعب المصرى محمد صلاح فى نادى ليفربول الإنجليزى، اتضح أن الجماهير الأوروبية تشترك فى نفس مشاعر التعصب أو الحماس والولاء لأحد نوادى بُلدانها، أو حتى نادى مدينة بعينها فى نفس الدولة.

وقد نبّهنى أحد الباحثين فى مركز ابن خلدون لاحتمال أن تكون ظاهرة التعصب الجماعى لرياضة، مثل كُرة القدم بين الجماهير الأوروبية- هى التى امتصت الطاقات العدوانية القومية أو الوطنية التى استغلها بعض الزُعماء فى التعبئة الشعبوية التى أدت إلى الحروب بين الدول فى القرن العشرين.

فهل كان هذا الكاتب (سعد الدين إبراهيم)، مُبالغًا أو مُخطئًا، حينما أشار إلى تِلك الحقيقة، منذ أربعين عامًا؟ الله أعلم.

وعلى الله قصد السبيل

semibrahim@gmail.com
المصري اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :