facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صيف لبناني ملتهب


27-05-2007 03:00 AM

أقبل الصيف اللبناني، مِعقدُ الأرزاق، وغيث الفقراء، وصلة الأرض بالسماء، بعد أن ضاع الصيف السابق (بين طعن القنا وخفق البنود)، وقال الناس لبعضهم البعض: ما فات فات، وما هو آتٍ آت، ولكن حسابات البيدر لا تطابق بالضرورة حسابات الحقل، وهذا ما ينبئ به الصيف اللبناني الحالي الملتهب، فمن حيث لا يحتسب أحد تفجرت الحرب المحدودة حتى الآن، علما أن معظم النار من مستصغر الشرر، ولا أحد يدري من أين وإلى أين، ومع ذلك فالجميع يسيرون، فلا بد مما ليس منه بد..فتح الإسلام، تفريخ من تفريخ، انشقت من فتح الانتفاضة، التي انشقت بدورها من "فتح" ياسر عرفات، وقد مضى عرفات القائد إلى رحاب ربه، ولم تبق سوى صوره على الجدران، ولكن الجراح لا تزال تنزف، وهناك من يحاول أن يأسوها لتندمل، وهناك من يحاول الضغط عليها لتنفجر، ولبنان المجرّح من رأسه إلى قدميه عليه أن يتعايش مجبرا مع خلافات نفسه، واحتدامات جواره وحَنَق ضيوفه، ومطالب المجتمع الدولي، وتحسبات الاعتداءات الإسرائيلية التي تترقب الصيف على طريقة "إذا ضربت فأوجع" ولا أحد يريد أن يفلت لبنان، علما بأن الجميع على صفيح ساخن ذلك أن العقل الوطني والإنساني المبصر قد استقال منذ زمن طويل. وهو بعض ما يعيشه لبنان، الذي هجر التنوير إلى الدياجير، وترى بعض أبنائه يفضلون الموت على الحياة، على أن لا يتنازلوا قيد أنملة لإخوانهم، علما بأنهم قد تنازلوا لأعدائهم، ولم يجدوا في ذلك غضاضة أو مذلة فهل هناك فجور أعظم؟
ولأن استمرار هذا الحال من المحال، فإن لبنان المحتدم بالضغط، وهو لا يدري على أي جانبيه يميل، سينفجر ذات صيف أو شتاء أو ربيع أو خريف، ولا يهم التوقيت ، وسيحرق من فيه ومن حواليه ومن يمدون أصابعهم لتغذية الحريق، لأنه حاليا "بيضة القبان"، فإذا تهشم اختلت جميع الموازين، وانتهت حروب الواسطات لتبدأ حروب المواجهات،. وهجرة اللبنانيين قائمة على قدم وساق عبر هذه الحروب المتصلة منذ عام 1974م ولا يحد منها أو يبطئها سوى انغلاق أكثر المهاجر على نفسها، علما بأن من يهاجرون بالدرجة الأولى هم الصفوة في ذلك البلد الذي وصل ذات يوم إلى مشارف أرقى الدول الأوروبية في العلم والكفاءة والإبداع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :