facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النار الهادئة .. والانوار الخادعة!!


محمد كعوش
05-12-2009 04:01 AM

الكاتب توم غروس يبشرنا بقيام الدولة الفلسطينية في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال" بعد زيارة قصيرة قام بها لمدينة نابلس!!

الكاتب المذكور يقول انه شاهد المطاعم والمخازن والبضائع والمواد الغذائية المكدسة في اسواق نابلس التي تعج بالحركة والحياة والازدهار, كما شاهد سيارات فارهة في شوارع المدينة.. التي اوحت له بان الدولة الفلسطينية المستقلة هي قيد البناء والتطور وانها تطبخ على نار هادئة!!

بعد هذا الاستنتاج الساذج والمعالجة السطحية رأى توم غروس ان على الرئيس الامريكي اوباما والسياسيين الاوروبيين عدم التدخل كي لا يفسدوا عملية السلام الممكنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين, واتهم »بعض الكتاب وبعض جماعات حقوق الانسان بتضليل السياسيين الغربيين الذين بدورهم يتخذون قرارات تسيء لعملية السلام برمتها!!.

يأتي مقال توم غروس قبيل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي للاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية,وهي دعوة تلتقي مع مناورات نتنياهو الذي حاول خداع العالم عندما عرض وقف الاستيطان او تجميده جزئياً ولمدة محدودة من أجل جذب السلطة الفلسطينية الى طاولة المفاوضات لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ خطة تهويد القدس بالكامل...

الاسرائيليون يستخدمون سياسة »العصا والجزرة« أو الترغيب والترهيب, فهم يحاولون الضغط على الرئيس محمود عباس من خلال تسريب اخبار عن فتح قنوات حوار مع حركة حماس أو من خلال »صفقة شاليط« وتبادل الاسرى, وفي الوقت ذاته يعرض نتنياهو تجميداً جزئياً للاستيطان, وايهام »أبو مازن« بان الدولة الفلسطينية ستقوم فهي تطبخ على نار هادئة!!.

يريدون جذب الرئيس عباس الى طاولة المفاوضات وتجريده من شروطه المسبقة واولها شرط تجميد الاستيطان ووقف الاجراءات الاسرائيلية في القدس المحتلة, والايقاع به في فخ حكومة التطرف الاسرائيلي بعيداً عن تدخلات وضغوط عربية وغربية...

هذا المشهد يذكرني بحكاية تتكرر في كل خريف من كل عام. ففي مثل هذه الايام, يقوم الفلاحون في اقليم اسام بالهند وقت الغروب باضاءة مشاعل في العتمة لجذب الطيور المهاجرة وجعلها تهبط من علو شاهق لتحط على اغصان الاشجار وحول المستنقعات قرب الاضواء الخادعة حيث يتم اصطيادها بسهولة فتكون مثل فراشات تبحث عن حتفها وهي تحوم حول الاضواء...

لذلك نقول ان على »أبو مازن« ان لا تخدعه أية لمعة وهمية في هذه العتمة, وان لا يقع اسير الوهم الاسرائيلي والوعود الكاذبة مرة اخرى. فهو أمام فرصته الاخيرة كي يكشف للعالم خداع وألاعيب ومناورات حكومة اليمين الاسرائيلي... ويتمسك بالثوابت كي لا يكون ضحية وهم مثل مصير طيور أسام!!.


Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :