facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"صحافة" ليس لها من اسمها نصيب !


سليمان القبيلات
27-05-2007 03:00 AM

أين نحن من صحافة الجملة الرشيقة ؟! أين نحن من خبر وتحقيق يُستهلان باهم المعلومات لينتقل الكاتب فيهما من فكرة الى أُختها بسلاسة عبر جسور وتقنيات ابداعية جميلة؟! أين نحن من مقدمة خبرية تجمل بما قل ودل كنه الحدث ومتنه دون ان ان تربكنا لغة الانشاء الموغلة في الثناء ومفردات الاشادة، تلك التي تعود لحقب آفلة لن تعود؟! اين نحن من مقدمة لخبر تاتي ثانيا في ترتيبها واهمية افكارها بعد تلك التي تعد طلقة الاستهلال الجذاب؟! اين هو العرض الرشيق لموضوعات المؤمر الصحافي او الحدث ايا كان؟! عرض لا لبس فيه ولا اسفاف وتكرار ممجوج ؟!. ثم اين نحن من معلومات اضافية تتصل بموضوعات النص الصحافي تسمى" خلفيات"؟!.اين نحن من قفل سلس مرتبط بمقدمة وعرض وخلفيات ترسم صورة جميلة عبر نوع صحافي ايا كان؟!
تلك اسئلة وسواها الكثير اعتقد انها تغيب عن غالب موضوعاتنا"الصحافية"، حتى اننا نحار حيال جعجعة عالية عن مهنية نفتقدها. مهنية تعني حيادا في النقل بسقف لا حدود له، وعاؤها اللغوي حصين ومكين، رشيق ودسم في تنوعه وثرائه لا يعود فيه ضرورة لمحرر صنعته اقالة عثرة النص الصحافي من وهدة الاسفاف وفقر الكلام وبؤسه، هذا ان كان المحرر الهمام محررا بما للتوصيف من معان!
تصفحوا صحفنا ومجلاتنا العربية والاردنية خصوصا وقاربوا موضوعاتها بناء ورشاقة ومضامين بما تنشره وكالات الانباء الدولية والصحف الغربية رغم انحياز نلحظه في ثنايها يتمظهر في جمل وتعابير باتت دارجة ومستخدمة بلا وعي لدينا وهي في كنهها موجهة ضدنا في الصميم.
تعلو الاصوات عن التدريب والتاهيل فنقرأ ونشاهد بين ظهرانينا دورات تحت عشرات المسميات يجتازها "صحافيون" ( اقصد اعضاء نقابة) مبتدئون وسواهم ، وفي المحصلة لا نجد انعكاس ما تلقوه من تعليم وتاهيل على ادائهم ولكأننا ندور في حلقة مفرغة. المعضلة هنا وقد يوافقني الراي كثيرون تكمن في ان المدربين انفسهم غالبا ليسوا صحافيين الا اسما. فتجد من امتهن التدريب بالصوت العالي وهم بالمناسبة كثر، فكلنا قامات وزعامات لا ننظر الى ما نحن عليه لنقيّم انفسنا بموضوعية دون مغالاة وضحك على الذات. اعجب من "صحافي" هو ليس الا دعيا في مهنة لا يتقنها ورغم وضعه المأساوي تراه يتصدر المجالس وتفسح له الدواوين والصفحات وربما الشاشات التي لا يند عنها الا ضحالة تنتج تسطيحا يملأ فضاءاتنا.
لكل زمان دولة ورجال، نعم صحيح ويرادفها مقولة "لكل قوم صحافتهم" التي تراهم عبرها ومن خلالها. فاين نقف نحن وفق هكذا معادلة؟!
عبر العقود تشكلت واستقرت قناعات تجانب الصواب وتعتقد ان الباطل لا ياتيها من كل الجهات، وهي في الغالب قناعات مستبدة اصحابها من اتباع الحزب الواحد برغم انهم ليسوا حزبيين، وهم بالضرورة ليسوا ديمقراطيين. انهم انصار الاستبداد والراي الواحد ورفض الآخر ونكرانه بل اعدامه. هؤلاء وعبر عقودهم نسلوا اجيالا من "الصحافيين" بياعي الكلام فاعادوا انتاج ذواتهم بشعارات تختلف في الشكل وتحافظ على مضمون الاستبداد ذاته. قناعات تتمسك بان سواها من الرؤى بالضرورة يجانب الصواب فيما العالم يسير الى الامام بخطوات هائلة لنكتشف اننا نعيش زيفا ليس الا. وبالمناسبة ما يجري في الصحافة يجري في سواها من فضاءات المجتمع لان هذه المهنة تعكس كنه المجتمع والدولة وانسانها ومؤسساتها رغم ما يلقى من ماكياج على واجهات الصحف والمباني والمؤسسات خصوصا الاكاديمية، هذه التي لا تعلم طلبتها منهج العلم ولا تسلحهم بالجدل والمعرفة والقناعة بحيوية الاستماع لبنوراما وجهات النظر والابداع في صنوف المعرفة كلها لتقذف لنا بخريج امضى سنوات في الجامعة كرست لديه مفاهيمه الاجتماعية ذاتها فبلغ من العمر وما يسمى رشدا ما يمنع ان يكون انسانا متفتحا او صحافيا جدليا واسع الاطلاع متابعا عن كثب للجديد غني المعرفة محلقا في لغته.
اعتقد اننا بعد وقفة جادة حيال كل هذه الاسئلة ومحاولة الاجابة عليها بموضوعية سنجد اننا في قعر الدنيا في مستوى الصحافة وسواها، اذ لا يمكن ان تكون الدولة صاعدة في نموها الاقتصادي فيما صحافتها ترسف في اغلال الماضي ولغته البائدة، وهو ما ينسحب على السياسة والاجتماع وادارة حال الناس المنتظرين لفرج لن ياتي لانهم لا يسعون اليه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :