facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين الحقيقة والخديعة ..


فيصل تايه
09-12-2019 01:54 PM

صرخة الفيلسوف ارسطو المعرفية: "اعرف نفسك" هدفها الغوص في الذات العميقة للبحث في دواخلها وما تحمله من خير وتفرعاته، والتحرر من الجهل ومشتقاته، فمعرفة الإنسان لذاته هي منصة الانطلاق للمعرفة الكلية في خضم هذا الكون الواسع الرحب.

من توجه لهم الاتهامات والأكاذيب المضللة من قبل العقول البليدة، باستخدام مختلف وسائل القصف العشوائي لا تؤثر فيهم تلك المضايقات لانهم يعرفون أنفسهم جيدا دون تبجح او مغالاة، فالشواخص كثيرة وضعها الخيرون على درب الإنسانية، أما هؤلاء الذين ترعرعت حياتهم بأسئلة مقلقة وأكاذيب باطلة وترهات موجعة، فنهايتهم باتت مؤلمة، فجهودهم المضنية لطمس الحقيقة او تضليلها والتشويش عليها بتلفيقاتهم القمئة عدمية المسؤولية هي مجلبة للشقاء الذاتي في شخصهم المأزوم، فلا عجب إن كانت الحكمة ضالة المؤمن، والمعرفة أحد أهم شروطه لإغناء حياته بالوعي الذي يُشكل نقصها قوة دفع كبيرة للاستزادة منها، والركض خلفها بحثا للشهرة على حساب الشرفاء من أبناء الوطن.

دهانقة الفعل السقيم، ما انفكوا عن الادعاء بامتلاك الحقيقة، وتلفيق الروايات الكاذبة، بلغة شعبوية محكمة حتى لتبدو كأنها حقائق دامغة، فأعداء الوطن والمدسوسين والمرتزقة هم أدوات لقوى الشر التي تعمل على الهيمنة على العقول فاشترت ذمم بعض من الإعلاميين الركيكة قلوبهم، وفتحت لهم بوابة التواصل الاجتماعي والصحافة متعددة الأغراض، باستخدام لغة الابراع الوضيعة كي تترك اثراً في اللعبة باقتحامهم المغاليق المغلقة.

ان بعض الماجورين الذين يدورون في فلك مافيات عالمية و يتحركون بريموتات موجهة، ويتقنون فن الردح والشتم كالتي اشتعل اوارها بين الفرزدق وجرير، فابدعوا في نسج افلام الاكشن، والرويات المحبوكة وتفتنوا في خطاب الكراهية وشحن الفتنة لتصفية حسابات شخصية رخيصة وضيقة، مزامناً ذلك ضرب الحريات السياسية والاعلامية والديمقراطية في مقتل.

ان هؤلاء لهم أساليبهم في الارتجال والضجيج لاعتقادهم اننا اسفنجة تمتص زفر افكارهم القذرة وكذب بواحهم، وتلافيقهم المضجرة، ووسائلهم للابتزاز والاسترزاق، فزعيقهم ليس فيه محظورات أخلاقية ولا سواتر قيمية، فتراهم شخصيات هلامية، فهم ليسوا سوى حواة يلعبون بالبيضة والحجر في آن واحد.

للأسف، فمهمة هؤلاء هي تصغير الوطن بحجم أفعالهم الشنيعة، ورش الخصومة بين أبنائه وزرع الفتنة، فما هم الا اصحاب اعلام هابط شانه شأن مجرم لا يتورع عن قطع زيتونة دائمة الخضرة معمرة ومنتجة بفاس مسروقة وتحويلها الى حطب للتدفئة للتنّعم بدفئها ولو ساعة واحدة ثم التبول على رمادها، اعلام بشع اصبح معملاً لفبركة الاخبار المسروقة الفاضحة، وحواضن لتفريخ الشائعات المبتذلة باسلوب دوني يغلب عليه الوقاحة والفجاجة.

لكن اصحاب المبادئ وأبناء الوطن الصناديد، لا يتلكأون او يترددون عن التعبير ما في دواخلهم، على النقيض من قناصي الفرص الذين يبيعون دنياهم وآخرتهم، وينقلبون على مبادئهم بقليل من فضة او موقع متهالك، فلا يلبثون فيه الا قليلا ثم يُكنسون الى العتبة او يركلون للشارع.

واخيرا دعوني اقول ان منهم ذلك السيناريست الذكي اصبح كمخرج هوليودي ذي موهبة خارقة في اخراج الافلام الاحترافية، حيث يُسخر مقدرته وتقنياته لخلق اثارة اكثر في سبيل استقطاب اكبر عدد من المشاهدين، فهو لا يكثرث بل ان اهتمامه الاكبر ينصب على الصورة الصادمة والايحاءات المثيرة لتحقيق سيطرة كاملة على مشاعر المشاهد بابواقه النشاز وطبوله المثقوبة.


بئس هؤلاء .. فالمسيرة مستمرة وكيدهم ان شاء الله في نحورهم .. وكفى بالله وكيلا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :