facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين وزيلينسكي في باريس


د.حسام العتوم
14-12-2019 10:58 AM

بتاريخ 9 كانون الأول الجاري التقى رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين برئيس الجمهورية الاوكرانية فلاديمير زيلينسكي في باريس تحت مظلة قمة (النورماندي)، التي جمعت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (مستضيف اللقاء)، ومستشارة المانيا انجيلا ميركل، وموضوع اللقاء والقمة تمحور حول البنود العالقة وسط الملف الروسي – الاوكراني او الاوكراني – الروسي لا فرق، وتحديدا حول نقاط اساسية ذات علاقة مباشرة بسيادة اوكرانيا على أرضها، وبتاريخ العلاقات الروسية الاوكرانية وبالعكس، ومنذ العهد السوفيتي 1922-1991 ، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي 1991، وبقدوم الرئيس الاوكراني السابق بيترو باراشينكا إلى السلطة في كييف، وبحضور شخصية روسية رئاسية نوعية ومتميزة مثل بوتين.

وفي المقابل لم يظهر أي خلاف في الرأي وفي المواقف بين روسيا واوكرانيا في عهد الرئيس الاوكراني الاسبق فيكتور يونوكوفيج الموالي لروسيا منذ عام 2006 وقبل ذلك، وما حدث من تغيير مفاجئ في بوصلة اوكرانيا وتوجهها صوب الغرب والاتحاد الاوروبي، وحتى باتجاه حلف (الناتو) نسبة وتناسب يعود لتسلل التيار البنديري إلى السلطة في كييف، والذي تعود جذوره إلى وسط الحرب الوطنية العظمى (الثانية) 1939/ 1945، ولوجود رموز اوكرانية من وسطه تمثل قوى الشد العكسي، وتضع العصي في دواليب الاقتراب الاوكراني – الروسي السياسي المباشر، وبين الشعبين الشقيقين الروسي والاوكراني نفسه غرباً وشرقاً، وهو الملاحظ الان. ومثلي هنا المؤسس ستيبان بانديرا الذي دعا لأستقلال اوكرانيا، ومن تبع نظريته وسط ميدان كييف، والثورات البرتقالية. وللملياردير كالامونسكي دور في السياسة الاوكرانية الجديدة بطبيعة الحال.

والسؤال العريض الذي يطرح نفسه هنا هو كيف تفهم اوكرانيا الحديثة المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السيادة الوطنية على ارضها في ظل النزاع مع الشرق الدونباسي الناطق بالروسية، والمتعاطف مع عمقه الاستراتيجي والتاريخي روسيا، المساعدة له في ازمات الصراع مع الغرب الاوكراني، وسلطته السياسية الانقلابية منذ عام 2014، والمنتخبة لاحقاً؟

ومسألة مطالبة كييف بإغلاق الحدود بين الدونباس وروسيا بحزام من الجنود والاسلحة الثقيلة الاوكرانية امر لا تتفهمه موسكو بكل الاحول، وتعتبره سياسة هادفة لمحاصرة (الدونبناس)، والشرق الاوكراني لكي يخضع قسراً لولاية (كييف). وموضوع مطالبة غرب اوكرانيا بعودة اقليم القرم / الكريم إلى سيادتها الوطنية اصبح امراً سرابياً يصعب تحقيقه على الأرض، ولا تعتبره موسكو احتلالا كما كييف. وهو الاقليم الذي يشهد التاريخ بأنه كان روسياً في عمقه. والتحق بالاتحاد السوفيتي، واكرانيا وفي ضيافة الزعيم نيكيتا خرتشوف لأسباب اقتصادية مؤقتة عام 1954، ثم عاد في عهد بوتين إلى دياره الروسية بقوة صناديق الاقتراع، وبنسبة مئوية مرتفعة في الاقليم وصلت إلى 95%، وبقوة القانون، والدستور، وبمسار ديمقراطي روسي عبر مجلس الدوما (البرلمان والاعيان)، وقصر الكرملين الرئاسي. وحاولت امريكا في الاتجاه المقابل العبث بأوراق إقليم القرم، رغم اهميته الاستراتيجية بالنسبة لموسكو، خاصة وأن اسطول البحر الاسود الروسي النووي العملاق يرسو هناك على شاطئه.

ومحاولة امريكا كانت بواسطة تشجيع اوكرانيا على المطالبة بإعادة التصويت على القرم، وتوسيع دائرة صناديق الاقتراع لتشمل كل اوكرانيا، وهي المسألة التي رفضتها روسيا ولم تستوعبها. واحبطتها في مكانها.

رئيس اوكرانيا الفنان الموهوب والساخر فلاديمير زيلينسكي بدأ عهده الرئاسي بالتواصل مع موسكو بوتين عبر الهاتف، واختلف عن سلفه بيترو باراشينكا الذي اوصل بلاده اوكرانيا إلى درجة القطيعة مع موسكو، واعاق اتفاقية (مينسك) الموقعة في العاصمة البيلاروسية عامي 2014/2015، وحملت الرقمين (1 و 2)، ودعت إلى تحقيق سلام حقيقي بين غرب وشرق اوكرانيا، والى علاقات دافئة مع روسيا عبر وقف اطلاق النار، والعفو العام، وسحب السلاح الثقيل، والقوات والمليشيات الاجنبية، وايقاف ازمة الثقة. لكن زيلينسكي لم يطور اتصالاته الهاتفية إلى زيارة مباشرة لموسكو، ولم يبادر في دعوة الرئيس بوتين إلى كييف، والسبب في ذلك يعود وكما ذكرت هنا سابقاً إلى قوى الشد العكسي المحسوبة على التيار البنديري، والتي لا تفرق بين حقوق اوكرانيا السيادية، وبين الاستحقاق الدستوري الروسي ذو العلاقة بإقليم القرم مثلا، وطموح اوكراني غربي لتعديل اتفاقية (مينسك).

وفي باريس مؤخراً اجتمع Croup النورماندي، ولاحظت فيه منسوب القلق الذي بدأ على محيا زيلينسكي وهو الذي اكثر من شرب الماء حينها رغم فارق السن لصالحه مع بوتين (40/67)، وبسبب اعلانه بأنه في باريس ليس لوحده حيث رافقه وزيرا الداخلية والخارجية (ايفاكوف، بريستايكو)، وقال بأن اوكرانيا كلها خلفه. ولم يظهر مصافحته لبوتين التي حدثت خلف الكاميرات، بينما جلس بوتين بصلابة يتابع اللقاء، ورافقه عميد السياسة الخارجية وخبيرها سيرجي لافروف، ولم يتطرق لاقليم القرم الذي ورد ذكره في خطاب زيلينسكي، وشدد اي بوتين على ضرورة تنفيذ بنود اتفاقية (مينسك) للسلام حرفياً، مذكرا بالعودة لها بعد شهور اربعة إلى الامام، وهو ما انتبه له في تحليله لاحقاً فيجيسلاف نيكانوف مدير مؤسسة (صندوق عالم روسيا) في موسكو لإعلام بلاده الفضائي (I.O.R.T).

وفي تعليق لوزير خارجية روسيا لافروف حول لقاء (النورماندي) في باريس قوله بضرورة تفعيل الاتفاقات السابقة، وتنفيذ مبدأ (شتاينماير) عبر فرض قانون خاص للدوبناس وانتخاباتها. وفي باريس ركز الرئيس الفرنسي ماكرون على ضرورة استباب الامن في اوكرانيا، ولفتت المستشارة الالمانية ميركل إلى أهمية رقابة الحدود بين شرق وغرب اوكرانيا.

أما زيلينسكي فطالب بعودة القرم، بينما اصر بوتين على قراءة بنود اتفاقية (مينسك) وتطبيقها قبل كل شيء. وتحدث زيلينسكي باللغة الروسية كما بوتين في المؤتمر الصحفي في باريس رغم دعوة اوكرانيا لتحويل المدارس لديها وسط مجتمع يتحدث بالروسية بنسبة 38% إلى الاوكرانية. وللحديث ما يتبعه إلى الامام، واتفاق مشترك روسي اوكراني على مادة الغاز الاقتصادية الضرورية لاوكرانيا. وحوار متلفز دائم على فضائية RTP حول الازمة الاوكرانية اتابعه باستمرار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :