facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صلب غزة على جدار الغدر .. بقلم : سمير الحجاوي


28-12-2009 02:47 PM

في مثل هذا اليوم قبل عام صبت إسرائيل حمم فسفورها الأبيض ونارها وموتها على غزة، في حرب إبادة شارك فيها ثلث قواتها البرية ونصف طائراتها المقاتلة،تحت سمع العالم وبصره، لمدة 22 يوما، استخدمت فيها كل ترسانتها العسكرية، بما في ذلك أسلحة محرمة دوليا لكسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة ودفعه إلى الاستسلام ورفع الرايات البيضاء. وقد أدت حرب الإبادة هذه إلى تدمير غزة وبنيتها التحتية وقتل أكثر من 1450 فلسطينيا وجرح الآلاف وتدمير آلاف المنازل الفلسطينية، وتخريب نصف الأراضي الزراعية،وتقويض البنية الاقتصادية والصحية والتعليمية في القطاع.

هذه الحقائق دفعت 16 منظمة حقوقية غير حكومية إلى اتهام المجتمع الدولي بغدر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقالت في تقرير مشترك إن "المجتمع الدولي غدر بشعب غزة عبر عدم ترجمة أقواله إلى أفعال من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي لغزة الذي يمنع إعادة البناء".ومن بين المنظمات التي شاركت بإعداد التقرير، منظمة العفو الدولية وأوكسفام ومنظمات غير حكومية هولندية.

حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة دفعت بماري روبنسون، رئيسة ايرلندا السابقة والمفوض السامي السابق لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى القول" إن الحضارة انهارت، انه أمر لا يصدق أن لا يهتم العالم بما يحدث في غزة"، بل إن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر اتهم "المجتمع الدولي بتجاهل الوحشية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا ،وانه يغض الطرف عن تعرض غزة لقصف وحشي بالقنابل والصواريخ، وان إسرائيل تعامل سكان غزة كما لو كانوا حيوانات وليسوا من البشر"، وأضاف إن الجرائم الإسرائيلية في غزة تتحملها "إسرائيل ومصر وأمريكا والمجتمع الدولي"، واعتبر الأسقف ديزموند توتو من جنوب إفريقيا أن "صمتنا ومشاركتنا في المؤامرة على غزة عار علينا جميعا".
هذه عينة من تصريحات بعض أصحاب الضمير في العالم على المذبحة التي جرت ولا تزال تجري في غزة، حيث يتم إطباق الحصار على مليون ونصف مليون فلسطيني نصفهم من الأطفال.
يقول تقرير المنظمات الحقوقية إن إسرائيل دمرت 15000 منزل فلسطيني في غزة وان 52.900 منزل تضررت وان 100.000 شخص شردوا من منازلهم لازال 20.000 شخص منهم بلا منازل، وقتلت 1393 فلسطينيا " الحقيقة أن عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 1450 شهيدا" بينهم 347 طفلا.
حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة استهدفت البشر والحجر والشجر والحيوان، واستهدفت الأرض والتاريخ فقد دمرت المساجد والمدارس والمستشفيات والعيادات الصحية ومحطات الماء والكهرباء والمنشات الاقتصادية والأرضي الزراعية وخلفت كما يقول التقرير ما يزيد عن 600.000 طن من الأنقاض.ودمرت أشجار الزيتون والنخيل والحقول المفتوحة، وفي المحصلة فان 46% من الأراضي الزراعية في غزة أصبحت خارج الاستخدام، إضافة إلى تدمير 6840 خزان مياه أو بئر ومكان لتجميع المياه.

لم تقف حرب الإبادة الإسرائيلية عند تدمير الأرض التي بارك الله فيها بل دمرت 700 منشاة اقتصادية،مما دفع أكثر من مليون فلسطيني في غزة إلى خط الفقر لتتجاوز نسبة العائلات الفقيرة 70% من سكان القطاع، وهي التي يبلغ دخلها اليومي دولارا واحد " 3.6 ريالات يوميا فقط".بل إن إحصائيات فلسطينية تشير إلى أن 83% من سكان غزة يرزحون تحت خط الفقر، ويعانون من البطالة والجوع وسوء التغذية ونقص الأدوية بسبب منع إسرائيل دخول الدواء والغذاء إلى غزة.

مستشفيات غزة التي لا يوجد فيها سوى 2000 سرير لخدمة 1.5 مليون إنسان تعاني من نقص الأدوية وفقدان بعضها بشكل كامل، ونقص المعدات الجراحية والأجهزة، ومثلها مدارس غزة التي تعرضت اما للتدمير الكامل أو الإصابة بأضرار مما يضع 440.000 طالب فلسطيني في مهب الريح، وهم الطلاب الذي يقول تقرير المنظمات الحقوقية أنهم يحتاجون إلى 105 مدارس جديدة" ويحتاجون إلى العلاج النفسي والبدني والغذاء، فقد أدت الأوضاع إلى رسوب 14.000 طالب في غزة، 1900 منهم رسبوا بسبب سوء التغذية.

الحرب على غزة لم تبدأ في 27-12-2008 بل بدأت قبل ذلك عندما فرضت إسرائيل حصارا محكما على غزة منذ حزيران يونيو 2007 ، وشاركها في فرض هذا الحصار الحكومة المصرية التي بدأت في الآونة الأخيرة ببناء "جدار فولاذي" على عمق 20 مترا، لمنع التهريب في الأنفاق، التي تعتبر الشريان الوحيد لقطاع غزة حاليا.

الأوضاع الحالية في غزة وصفتها منظمات غير حكومية بريطانية بأنها "الأسوأ منذ بداية الاحتلال العسكري الإسرائيلي في 1967".وحذر جيفري دنيس احد مسئولي منظمة "كير انترناشيونال": "إن لم ينته الحصار الآن فسيكون من المستحيل تفادي حدوث كارثة في غزة"، فهم عرضة لانتشار الأمراض كما مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
باختصار هذا هو الوضع في غزة التي تتعرض للغدر والخنق و"الحصار الفولاذي"،وإذا كانت ماري روبنسون قد قالت ان الحضارة انهارت على أعتاب غزة، وان الوحشية الإسرائيلية هناك فاقت كل تصور كما قال جيمي كارتر، وان جميع الصامتين شركاء في القتل والمؤامرة كما قال ديزموند توتو، وإذا كانت المحاكم البريطانية آلت على نفسها أن تلاحق "مجرمي الحرب الإسرائيليين"، فان بعض الأنظمة العربية شاركت بقتل غزة، بالفعل أو الصمت.
صمت العرب ،بما فيهم سلطة محمود عباس، على ما يجري في غزة جريمة، وغدر، بحق الفلسطينيين، واستقبال بعض الأنظمة العربية لتسيبي ليفني بالأحضان وهي التي تلاحقها المحاكم البريطانية بتهم جرائم حرب ضد الإنسانية ، عار وخزي بحقها. وكأني ببعض الأنظمة العربية تقول بحق الفلسطينيين، كما قالت اليهود للحاكم الروماني عندما أراد قتل المسيح عليه السلام " اقتله ودمه علينا وعلى أولادنا"..

hijjawis@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :