مفاصلة أرهقت أعصاب الأمةحسين الرواشدة
06-03-2020 01:01 AM
لم تسلم امتنا - على امتداد تاريخها - من صراعات الفرق واصحابها، ومن شقاقات المذاهب واتباعها، ومن دعاوى التكفير والاخراج من الملة التي استخدمها الشيوخ والسلاطين لحماية سلطاتهم غير المشروعة، لكننا لم نعدم في زحام هذه النوازل التي اطبقت على لوزتي الامة من ضحى من اجل لم الشمل، وجاهد دفاعا عن الوحدة، ومن قضى عمره في الدعوة للتقريب بين الاتباع، وبفضلهم اثرت المذهبية فكرنا الاسلامي، واستطاع صلاح الدين الايوبي ان يحرر القدس بالشيعة والسنة من المقاتلين، واستقبل الازهر الشريف الامام القمني معلنا قبول المذهب الخامس، ولم يقل احد - آنذاك - ان الاختلاف عما صدر عن النبي عليه السلام هو - بالضرورة - اختلاف عليه صلى الله عليه وسلم، ولا ان الردة عن المذهب لها حكم الردة عن الدين، ولا ان غزو الفاطميين لمصر الذي لم يزعزع ايمان السنة بمذهبهم يشبه غزو الفرنسيين.. كانت الامة انذاك ما تزال تتمتع بعافيتها وتمتلك عناصر منعتها ومقاومتها، وكان الأئمة - حينذاك - يمسكون بزمام الفتوى والجهاد، ويرفضون الانقياد لدعوات احياء المفاصلة السياسية التي ارهقت اعصاب الامة وحولتها الى معسكرين يتراشقان الموت على شطآن دجلة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
اظهار البريد الالكتروني | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة