facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نهجُ الدُّرْبةِ والحِكمَة


الأب نبيل حداد
07-04-2020 06:07 PM

ظلّت أرضُ هذا الوطنِ المزدانِ بجبالِه وجباهِ أهلِه، مقارًّا للشّهامَةِ تعطّرُها أنفاسُ النشامى. وقبلَ أن يكونَ الأردنَّ داراً للأمانِ ومثالاً في الصّدق ونظافةِ الموقفِ، كانت قداستُه وكبرياءُ تاريخِه وما زالت، منارةً تهدي السّائِلين واللائِذينَ بِهِ من الباحثين عن كرامةِ الإنسانِ وحضنِ أمانٍ.

في هذا (العهد الكوروني) الذي يفرضُ الحَجْرَ والوقايةَ القصوى، ويَسودُ فيهِ ضيقٌ وَضَجرٌ وعَزْلٌ ثقيلٌ، وفيما نرى تعثُّراً وتَرَدُّداً من حَوْلنا وفي أنحاءٍ من العالم، تَثْبُتُ مع كلّ خطوةٍ، صحّةُ نهجِ الدولةِ وأداءِ إدارةِ الأزمَةِ. فَتَجدّدتْ في موسمِ (كورونا) مَشاعِرُ اعتزازِنا بالأردنّ وتَجَسّدَ مفهومُ الحكمِ، بِصورَتِهِ الهاشمية،في قيادةِ الشَّعب نحو الأمنِ والأمانِ والسّلامة، بعزيمةٍ تحرِصُ على عِزَّتنا وتحرسُ كرامَتَنا وتَسْهَرُ على سلامَتِنا، وتَتَجلّى فيها الحكمةُ ونَهجُ الدُّرْبَة.

لكن.. ما بالُ بعضٍ منِّا يَنْجَرِفُ في سُلوكِ طريقِ التَّجاهلِ ودروب الإستهتارِ، فلا يَتَشَبَّهون بالكثيرينَ من إِخوتِهم في الوطنِ، ولا يَصْطَفّون تضامناً معهم، لضمانِ النَّجاةِ ومُواجَهَةِ الأَزماتِ؟

يَعْصَى على الفهمِ هنا عدمُ الإتَّعاظِ من تجاربِ الَغيْرِ ونحن نعايِنُ تلك الحالاتِ من الّلاإنضباطِ واللامبالاةِ في تَصَرُّفاتٍ مَرْفوضَةٍ وفي تَطاوُلٍ واضحٍ على الخَيْرِ العامِّ، ويُهدّدُ صحَّةَ النّاسِ، بل وَيَجْعَلُ مِنّا جَميعاً، وَقيداً لِنارِ هذا الفَيروس.

لقد ضَجّت كلُّ وسائلِ الاعلامِ والاتِّصالِ في بلدنا بالبياناتِ والتَّعليماتِ والبلاغاتِ الّتي تؤكِّدُ أنَّ معركتَنا الشّرِسةَ في مواجَهةِ طاعونِ العَصرِ، تَتَطلّبُ فِطنةً وَوَعْياً وِحِسّاً بالمسؤوليةِ تجاهَ الذّاتِ والغَيْرِ، وحَذَراً وانضِباطاً وتَقَيُّداً أَميناً بالتّوجيهاتِ والتّعْليماتِ الصّادرةِ عَن خليَّةِ إدارةِ هذه الأزمَة.

ليسَ لأحدٍ فضلٌ في الإنضباطِ والتقيّد بما يصدر عن الجهات المسؤولة، فهو واجِبٌ تُحَتِّمُهُ اسْتِحقاقاتُ ومتطلباتُ السّلامةِ العامَّة، بل أيضاً أمنُنا الوَطَنيّ. وهذا الإنضباطُ ضرورةٌ وسلوكٌ محمودٌ، لِكونِهِ فِعلاً خَيِّراً يدفعُ الأذى ويعزِّزُ المجهودَ الوِطنيّ الذي يحقِّقُه الأُباةُ من أبطالِنا في زيّهم العَسْكريّ الأبهى وزيّهم الطبيّ الأنقى، الّذينَ بأتَعابِهم وبتوجيهاتِ جلالةِ مليكِنا الفذّ، باتَ بلدُنا الطَّيِّبُ طبيباً مُداوِياً، وأثبتت الدّولةُ أنَّها المداويةُ الوازِنَةُ والحاميةُ الحنون.

إنَّ الحدّ الأدنى للدّور المطلوبِ منّا تُجاه وطنِنا الإيقونةِ - ولا عذرَ لأيِّ تقصير- هوالاستجابةُ العاجِلةُ مِنَ الجميعِ لِنداءاتِ السلامة العامة والحفاظِ على مَنَعةِ الوطنِ ومَناعةِ المواطِن.

"فمن لهُ أُذُنانِ للسَّماعِ فَلْيَسْمَعْ - الكتاب المقدّس"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :