قال تعالى في كتابه الكريم: " ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين " وقال تعالى: " إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين " وقال – صلـّـى الله عليه وسلـّـم: " لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر ٍ جار ٍ "
........ إنّ كل ما تقدّم من الآيات الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة، يحثـّـنا على أن نقتصد في كلّ شيء ٍ حتـى الماء ، فديننا الحنيف دين الوسطيّة والاعتدال في كلّ شيء ، فقد قال تعالى : " وكذلك جعلناكم أمـّـة ً وسطا " .
........ وحيث إنّ الناس يمرّون في هذه الأيّام بضائقة ٍ اقتصاديّة ، عمّت العالم تقريبا ً ، وخصوصا ً تلك الدول غير المنتجة للنفط ، فأصبحت أسعار السلع الاستهلاكيّة ، فضلا ً عن المشتقـّـات النفطيّة ، تثقل كاهل المواطنين ، فلا بدّ من الاقتصاد في النفقة في جميع مجالات الحياة ، حيث يمكن لنا أن نقتصد مثلا ً في استهلاك الكهرباء عن طريق إضاءة الغرف المستعملة فقط ، مما يوفـّـر مبالغ لا بأس بها ، ويمكن الاستفادة منها في مجالات ٍ معيشيّة أخرى .
........ كما يمكن للعائلة المكوّنة من عدد كبير من الأفراد أن توفـّـر في شراء الملابس عن طريق استخدام الملابس التي استغنى عنها بعض أفراد العائلة بسبب كبر حجومهم ، من قبل إخوتهم الأصغر منهم حجما ً وسنـّـا ً ، دون الحاجة لشراء ملابس جديدة .
ويجب علينا – ونحن نمرّ بهذه الضائقة – أن نستغني عن بعض مظاهر الكماليّات ، كالهواتف النقـّـالة ، حيث يوجد لدى كلّ عائلة أربعة أو خمسة أجهزة ٍ على الأقلّ ، وفواتيرها مكلفة ٌ جدّاً
أضف إلى ذلك ضرورة الحدّ من العادات الغذائيّة الكماليّة التي تنفق العائلة فيها المبالغ الطائلة .
........ إنّ طرق لمن الاقتصاد في النفقة كثيرة وميسَّرة أرادها ، لكن ما ينقصنا هو الإرادة والعزيمة على التنفيذ الذي هو الجزء الأصعب في هذه المعادلة ، لكن وكما يقولون : ( الحاجة أم الاختراع ) .