facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواطن أساس الاستقرار


د. محمد القضاة
21-01-2010 10:34 PM

تأمين حياة الإنسان غاية أساسية لبناء مجتمع آمن ومستقر، وهذا يستلزم النظر إلى أوضاعه وظروفه وما يؤثر عليه، وما يقلقه، وما يجب أن نقدمه إليه في ظل منظومة اقتصادية ضاغطة، وفي ظل ظروف سياسية دولية تؤشر على منحنيات غير طبيعية تلف العالم كله، والمواطن الأردني لا يعيش في جزيرة معزولة، وهو من أذكى مَنَ في المنطقة، وهذا يتطلب خطابا موضوعيا يقنعه بما يدور حوله من ارتفاع بالأسعار وقوانين تؤثر على فكره ونفسيته وعلاقاته بأسرته أولا وبمحيطه ثانيا وبمجتمعه ثالثا وبوطنه أخيرا؛ وبالتالي كيف نحافظ على استقراره النفسي والاجتماعي؟ وهل يتم ذلك بتضييق سبل العيش أم بتيسيرها؟ أم يحتاج إلى تبسيط الإجراءات وتقليل المخالفات، وتعالوا إلى أحاديث الناس اليومية عن مخالفات السير وأرقامها الكبيرة حين يذهبون إلى إدارة الترخيص، وبالمحصلة لا يستطيعون دفعها، وهنا تبدأ أسئلتهم من أين جاءت هذه الأرقام، ومتى حصلت، ولماذا يعاقبون بكاميرات صماء لا ترحم؟ وفي اليوم نفسه تنشر الصحف أرقام رواتب أكثر من خرافية للصف الثاني والثالث في إحدى المؤسسات الوطنية، والمؤسف أنّ أكبر رئيس جامعة أردنية لا يتقاضاها ولا يحلم بها، ألا يشكل هذا حالة تستدعي الانتباه للمواطن حتى لا يتحول الحب إلى حقدٍ، والاستقرار النفسي إلى أمراض وجرائم والانتماء إلى صورٍ سلبية نحن في غنى عنها؟! ولنتذكر أحاديث جلالة الملك وموضوعيته في كيفية التعاطي مع القضايا الوطنية كافة، لكي نتعلم منه.

الاستقرار مطلب اجتماعي ووطني، وهو أساس العيش الكريم، ويتطلب حركة نشطة في شتى الصعد تعيد للإنسان شيئا من متطلباته اليومية بعيدا عن الارتجالية والعنجهية والإرهاب الفكري الذي يأخذ اتجاها معاكسا يؤدي إلى انتقال ضعاف النفوس إلى الصف الأخر الذي يحاول التشكيك في كل الثوابت والأساسيات التي يحتاجها الاستقرار نفسه، والاستقرار يحتاج إلى تخطيط سليم مبني على أسس علمية للنهوض بمؤسسات البلاد والنهوض بها، وركائز حقيقية تخلق للمواطن أوضاع مريحة، ودفع عملية التنمية وترسيخ دولة القانون والديمقراطية، واستغلال الموارد لصالح الناس، وإلى إعلام وطني يرعاه ويدافع عنه بصدق وحرية وموضوعية، لقد كان الأردن وما زال وطنا للجميع ونموذجا لمجتمع الأسرة الواحدة، الجميع فيه شركاء في العمل والبناء والالتزام بمصالح الوطن، شركاء في أداء الواجبات، والواجب يدعونا إلى توحيد الجهود لكي يصبح الجميع صفا واحدا لبناء الوطن وحمايته وصيانة استقراره؛ حمايته من التطرف والتصورات والمفاهيم الخاطئة وما يشاع من أفكار مغلوطة يجب أن تواجه بتسامح وموضوعية، وبالتالي لا نريد الأصوات النشاز التي تتحرك في البرك الآسنة، ولا الظواهر الصوتية التي تدفع بنا الى مواجهة المجهول؛ خاصة أنّ الإرهاب لا يعرف رحمةً ولا توقيتا ولا يسمع عقلا ولا يحب أحدأً، وها نحن نرى كيف يتنقل مقترفوه ويتحركون في الظلام؛ ولذلك علينا أن نعزز دور المواطن الذي يرفض تلك الأصوات، ويقف في وجهها بصدق وعفوية وحزم لا يلين، نعم نحتاج الى صوت العقل، والى الموضوعية والشفافية والاريحية في الحوارات والنقاش حتى لا نفقد البوصلة، وبلدنا في موقع حساس لا يحسد عليه، وإنسانه رأس ماله فلنحافظ عليه ونخفف عنه، لكي يتحرك الى عمله وبيته بآمن وطمأنينة، لا أن نجلد المجهول بكلام لا يقدم ولا يؤخر وحينها لا نميز أين كنا وأين أصبحنا .
mohamadq2002@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :