إزاء متابعتي عن بُعد لما تقوم به مؤسسات التعليم العالي في الأردن العظيم بقيادته والكبير بشعبه- على حد وصف قائد المسيرة وحادي الركب- من جهود كبيرة لاستدامة العمل الأكاديمي وتفعيل سياسات العمل والتعليم عن بُعد،شدني ما تقوم به أسرة الجامعة الهاشمية من جهود كبيرة وتعب مضني لاستدامة مسيرتها التعليمية عن بعد لأحبتنا الطلبة الذين هم فرسان الحاضر وعماد النهوض بالمستقبل.

إذ يسعى الزملاء وبدعم إدارة الجامعة المفعمة بالنشاط والحيوية والمثابرة لبذل كل ما يُمكن من جهد ووقت لتقديم المحتوى الأكاديمي باستخدام تقنيات التكنولوجيا الرقمية وبرامج التفاعل عن بُعد ومنصات التواصل الالكترونية المختلفة تأدية للرسالة الأكاديمية السامية التي لطالما كانت حاضرة في أقوال الملك الإنسان وخطاباته المتكررة.

إن إتباع أنظمة العمل عن بُعد وخاصة ما يرتبط بالتعليم أصبحت واقعاً مُعاشاً فرضته تلك الجائحة التي ألمت بالإنسانية ودفعت الجميع لتذليل العقبات رغم شح الإمكانيات وقلة الموارد لضمان تقديم التعليم الأكاديمي وعدم الانقطاع عنه،في ظل جائحة جعلت كل شيء ممكناً وقابلاً للممارسة، إذ يسجل للزملاء مساعيهم في اكتساب مهارات العمل عن بُعد، ومهارات استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة التي كانت لدى البعض لعهد غير بعيد من المحظورات خاصة في التخصصات التي لم يسبق لها تفعيل العمل بالتطبيقات.

وهنا، لازالت تجربتي وتجارب قلة من الزملاء بتطبيق نظام التعليم عن بُعد- قبل أربع سنوات مضت- وما رافقها من تحديات الممارسة واتجاهاتٍ- بعضها كان داعم والآخر منها لم يكن كذلك- حاضرة في الذاكرة لم تغب.

وفي ذات السياق فإن تواصل الزملاء اللحظي في مجموعات العمل المشتركة ورؤية منشوراتهم وتفاعلاتهم عبر منصات التواصل تعبير جاد على السعي الدؤوب والاجتهاد للوصول للأداء الأمثل في عالم استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، وفي ذلك أيضاً تأكيد جازم بحرصهم على إيصال المحتوى الأكاديمي للطلبة تجسيداً للرؤى الملكية واستجابة لتوجيهات الحكومة الرشيدة وتطبيقاً لتعليمات إدارة الجامعة الساعية لمواكبة الحدث والتفاعل معه بإيجابية.

وإزاء ذلك، لن أبالغ إن قلت أن من الزملاء من آثر على نفسه حب اكتساب كل جديد في عالم التطبيقات التكنولوجية الذكية– رغم بُعد اختصاصهم عن فضاء التكنولوجيا- حرصاً منهم على تقديم المحتوى المعرفي بأفضل طريقة تدعم وصوله للطلبة على اختلاف مسارات المحتوى وتنوع مجالاته.

وهنا، من الجميل أن نتذكر القول المأثور (رُب ضارة نافعة)؛ فالجائحة رغم قساوتها دفعت الكثير للاهتمام بما كان يجب الاهتمام به أو تعلمه أو التفاعل معه سواء أكنا في جائحة أم لا، كما أن التعليم عن بُعد باعتباره نمطاً تعليمياً منتظماً يخدم الغايات المرجوة منه بات يقتضي كذلك ضرورة اكتساب المهارات التقنية وتوفير المتطلبات اللازمة والتشريعات الناظمة تحقيقاً لأهميته وغاياته،في ظل تقدم التكنولوجيا وتعدد أدواتها، واعتماد هذا النوع من التعليم في كثير من الجامعات العالمية كمسار مُتبع، وبالرغم من تلك الأهمية يبقى للتعلم والتعليم التفاعلي مزاياه الكثيرة التي لا يمكن إغفالها، وتبقى الجائحة ظرفاً طارئاً، وحسبنا قول جلالة الملك: " شدة وبتزول إن شاء الله".

الهاشمية التي لطاما احتفت بمسيرتها تأبى إلّا أن تكون عند حسن ظن العائلة الأنبل التي يطيب للجامعة حمل اسمها، حتى باتت حاضرة في دروب التميز والعطاء ونبراساً يشار إليها بالبنان في التقدم والريادة، وإذ تزهو الجامعة بذلك لنزهو نحن وإياها والجميع بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين- سليل آل البيت الأطهار- للأردن الأسمى والأغلى والأعز.

حفظ الله الأردن أرضاً وملكاً وشعبا