ليس لأنني منحاز لحماس كما يعرف الناس وتعرف الحكومة ، ولكن لأنني من قبل ومن بعد ودائما منحاز لمصلحة الأردن العزيز فإن إنحيازي لمصلحة الأردن العزيز يدفعني لأصارح حكومتنا على قاعدة " صديقك من صدَقــَــكَ لا من صدَّقــَـكَ " أن موقفها من حماس لم يعد مفهوما ، ولا مبرَّرا ، ولا يصبُّ في رأيي في مصلحة الأردن ، لا أريد أن أدخل في جدال حول سبب القطيعة التي ما فتئت مستمرة بين حماس وبين حكومات العشر سنوات الماضية ، ما مضى مضى ، نحن أبناء اليوم ، واليوم تتفتح أبواب العواصم العربية حتى التي كان بينها وبين حماس جفاء لاستقبال قادة حماس ، فلماذا ، وهل من مصلحة الأردن أن تكون عمـَّان العاصمة العربية الوحيدة التي تغلق أبوابها أمام قادة حماس بينما تفتح لكل أطياف المشهد السياسي الفلسطيني حتى الذين يعلم الأردن أنهم سبق أن تآمروا على الأردن ، وقد لا يتورَّعون حاضرا ومستقبلا عن التآمر على الأردن ، بينما لم نسمع من قادة حماس طوال سنوات القطيعة العشر العجاف كلمة سلبية بحق الأردن ، بل لا نفتأ نسمع كلاما طيبا عفيفا أقرب إلى الغزل بحق الأردن .

لا أحسب أن حماس حاولت من قبل أن تتدخل في قناعات الأردن الرسمي ، ولا أحسب أنها عندما قدَّمت بكل احترام طلبا لحكومتنا لزيارة بعض قيادييها للأردن تريد أن تتدخل في قناعات الأردن الرسمي ، ولا أذكر أنها طالبت حكومتنا ، لا على لسان أي من قادتها ، ولا في أي بيان لها ، بالانفكاك عن موقفه الداعم لسلطة الحكم الذاتي المؤقت في رام الله والإنحياز إلى حكومتها في غزَّة ، فحماس بما تملك من الذكاء والنضج والوعي السياسي تدرك أن للأردن الرسمي مبرِّراته وظروفه في الوقوف إلى جانب السلطة في رام الله ، أحسب أن كل الذي تريده حماس وهي تطلب فتح أبواب عمـَّان لرئيس مكتبها السياسي الذي يحمل الجنسية الأردنية ولبعض إخوانه من قادة حماس أن يسمع الأردن الرسمي ، عنها ، منها مباشرة ، فليس من العدل ولا من المنطق ولا من المعقول أن يظل الأردن الرسمي على مدى عشر سنوات متواصلة يسمع عن حماس من خصوم حماس ، هل هذا طلب تعجيزي يستدعي التأخير في الرد على طلب حماس .؟ ، آن الأوان لعقدة حماس أن تـُـحل ، مصلحة الأردن تقول ذلك ، ونبض الأردن الشعبي يقول ذلك ، والمنطق قبل هذا وذاك يقول ذلك ، أرجوكم إسمعوا لحماس ، ولن يخسر الأردن إذا سمع من حماس .

Ziad_1937@yahoo.com