عمون - علق المدير العام السابق لتسويق النفط "سومو" محمد الجبوري، الثلاثاء، على الانخفاض الحاد في أسعار النفط.

واوضح الجبوري، أنه "منذ عام ١٩٨٦ أنشأ سوق للنفط في نيويورك وسمي بسوق النفط الورقية، وهي لعبة لسحب البساط من دول اوبك التي كانت تحدد سعر النفط الخام، ومنذ ذلك الوقت بدات اوبك تفقد سيطرتها على تحديد سعر النفط، ولم تعد ميكانيكية العرض والطلب تحدد السعر كمثل بقية البضائع، بل المضاربات بالسوق ( الورقية) المستقبلية بدات تلعب دور اساس."

وأشار الجبوري الى ان سوق الورق النفطية بدأ يزداد تدريجيا الى ان تجاوز المعروض من السوق الورقية حوالي ١٤ ضعف ما هو متداول في السوق الحقيقية البالغة حوالي ١٠٠ مليون برميل يوميا، في حين ان السوق الورقية يتم تداول حوالي ١٤٠٠ مليون برميل يوميا.

ولفت الى ان المتعاملين في سوق النفط الورقي ليس بالضرورة نفطيين، بل مضاربين يبحثون عن فرص الربح السريع.

وضرب الجبوري مثالا على سوق الورق النفطية، انه عام ٢٠٠٨ نصح احد العراقيين بالشراء في السوق، وربح اكثر من 4,5 مليون دولار، ورفض الجبوري التعاون والعمل في السوق لانه ضد الشريعة الاسلامية.

وبين طريقة عمل النفط الورقي، "انك تشتري كمية من البراميل على شكل ورق للمستقبل، كان يكون شهر او شهرين، وقبل انتهاء الشهر المعني ففي يوم ٢٠ و٢١ من كل شهر تتحول البراميل الورقية الى براميل حقيقية"، مشيرا الى انه عادة ما يخزن المضاربين بالاسواق الورقية نفطهم عند تحوله من ورق الى واقع، ولكن في ظل امتلاء اماكن التخزين على اليابسة، وارتفاع ايجار الناقلات بنسبة ٦٨٧٪؜ جعل من المستحيل تخزين هذا النفط بالبواخر؛ لان الخزانات في البر مملؤءة او مؤجرة".

ونوه الى ان مشكلة امس الاثنين ان معظم المضاربين اعتمدوا على تصريحات ترامب بشأن عودة سعر النفط والحياة الاقتصادية كما كانت، وبعد فوات الاوان اكتشف المضاربين الامر مما جعلهم يدفعون للتخلص من نفطهم، مما ادى الى انهيار سعر نفط غرب تكساس.

واشار، أنه "اليوم تكون الصورة اوضح( أسوء) وسوف يؤثر على بقية الاسواق،لان الكثير من المضاربين كانوا يتوقعون صعود الاسعار كما وعد ترامب، وتساءل الجبوري عن رد فعله وعن التعويضات.

وتوقع الجبوري أن تبقى اسعار النفط في السوق الورقي كما هي، مشيرا الى انه سينعكس على السوق العالمي

ولم يخف الجبوري توقعاته بانهيار تام للاسواق النفطية، مما سيجعل الحل العسكري احدى مقترحات الرئيس الامريكي ترامب.