في مقالي اول امس تحدثت عن الاردن فقط وقصرت حديثي على جانب فقط وهو الطب في الاردن ونوهت الى اننا في الاردن تقدمنا عن دول اوربية في عدد الاطباء ونوعية العمليات التي اجريت ولم ارد ان يطول البحث لكي لا اتعب تفكير الذي علق قائلا اننا متخلفين بمليار عام عن الدول المتقدمة ولكني ارى نفسي مضطرا لاذكر اخرى واذا شاء بعدها ذلك المعلق ان يجلد نفسه فليفعل.

1 - في الزراعة عندما كنت في الصفوف الابتدائية واسافر الى عمان عن طريق المفرق- الزرقاء كنت لا امر الا على جبال جرداء.

والمعروف ان الاردن من افقر دول المنطقة بالماء ولكن وزارة الزراعة دعت فرقة الاشبال(صغار الكشافة) لزيارة المناطق التي غرست فيها اشتالا لتكون شجرا في المستقبل وقد امضينا 3 ايام بين عمان وجرش وعجلون نري فيها مشاريع الزراعة وتمر سنوات واذ بغابات تملأ جبال المنطقة وتحمل اسماء من بادروا وشجعوا على زراعة هذه الغابات ومنها على ما اذكر غابة جودت سوناي الرئيس التركي وغابة وصفي التل وغابة عبد المتعم الرفاعي واخرين.

هذه الغابات اقيمت بينما الغوطة الشرقيىة والغوطة الغربية تضمحلان لاقامة مباني سكنية هذا يحدث ونسبة الامطار في معظم مناطقنا شحيحة.

2 - المدارس والمكتبات عندما التحقت بثانوية اربد كان التعليم الثانوي يستكمل في ثانوية السلط وعندما عين مدير تربية يؤمن بالتعليم انتشرت في كافة قرى ومدن المملكة المدارس على ان يتبنى سكان القرية تكاليف التعليم في السنة الاولى ثم تقوم وزارة التربية بتحمل المسؤولية واصبح التعليم الزاميا ولكن افتقاد الاردن للجامعات دعا كل من يرغب باكمال تعليمه الجاممعي الى السفر لدولة مجاورة لهذا الغرض ومعظم من ساقر للتعليم الجامعي اضطر لبيع قطعة من ارضه او ما يعادل قيمتها لاكمال تحصيله والغرض من ذكر ذلك هو التضحيات التي قدمها اباء الطلاب لاستكمال تعليم أبنائهم.

وساتجاوز للحديث عن المكتبات بالتذكير بان جنكيز خان عندما احتل بغداد امر بالقاء كافة الكتب والمخطوطات في نهر دجلة حتى اصبحت مياه دجلة بلون حبر المخطوطات ويبدو ان الكتاب - الذي كان عدوا للمحتل- يعتبر هدفه الاول فيبدأ به ومع ذلك فان السفر من شمال افريقيا الى جنوب الجزيرة العربية او الى عواصم الثقافة في بغداد او مكتبات دمشق يستحق السفر اشهرا على وسائل المواصلات المتاحة للاطلاع على ما جاء في كتاب ما او للتحقق مما ذكر عنه.

3- كان اكثر ما يفتخر به عالم او جامع للكتب القيمة هو مكتبته واثناء وجودي بالجزائر كنت اسمع واقرأ عن اكبر مكتبة يمتلكها شخص وهو البشير الابراهيمي احد قادة الثورة ضد الفرنسيين وربما كانت العلاقة وطيدة بينه كعالم وبين الثورة وقد ورث المكتبة ابن احمد الابراهيمي الدي اصبح وزيرا ومستشارا لدى رئيس الجمهورية، وقد دعاني الدكتور احمد الابراهيمي لفنجان قهوة في منزله وكان اول حديث لي معه هو سؤالي عن مكتبته واذا سمح لي باستعراضها.

خلاصة الحديث ان الكتاب وهو صندوق المعرفة كان اثمن ما يمتلكه مثقف او عالم وسيبقى كذلك

4- كل هذه المختصرات عن العلم والثقافة عند العرب تبقى ثروتهم بالرغم من احتلالهم لبلادنا والاتفاق على تجزئتها والمباعدة بين اجزاءها حتى يستحيل اجتماعها ثقافيا وحضاريا واشغالها في حروب او عداوات بينها لا تتوقف.

كم عدد المرات التي اغلقت حدود الاردن مع سوريا او العراق او دول الخليج وهل يستطيع الذي يصفنا بالتخلف ان يحدد الدور الذي لعبته جميع الدول الكبرى وما زالت بدءا بروسيا التي اقتسمت الفضاء لطيرانها مع اسرائيل الى الولايات المتحدة التي تبرعت بالقدس واجزاء متبقية من فلسطين الى فرنسا وبريطانيا ودورهما في المنطق وتاثير ذلك لا على الفلسطينيين فقط ويطول الشرح وتبقى تحياتي لكم.