ذات يوم وفي خضم الربيع العربي كنت اجلس بمعيه عدد من الزملاء المحامين ممن هموا وساهموا في بناء نقابة المحامين و هم أساتذة نكن لهم كل الاحترام والتقدير، دخل أحدهم في لوم جيلنا على عدم قدرته لتحمل المسؤولية و عدم معاصرته زمن الأحكام العرفية و عدم وجود ما يسمى بالديمقراطية و معركة الكرامة و لجوء ال ٤٨ و نزوح ال ٦٧ و غيرها من وقعات اللوم فلم اقاطعه الحديث إلى أن أنهى فاستأذنته بكل احترام بالحديث فأذن لي....

قلت:جيلنا ولد من رحم معاناة الحروب كونه جين حملناه منكم وهذا ما أسس لدينا التفكر مليا بما يجري حولنا من وقع الكوارث الناتجة عن الحروب بشكل عام ....في جيلكم الذي نجل و نقدر و نحترم الخصم واضح والمحتل معروف ....التفكير يأتي في إطار كيفية مقاومته فقط و استعادة ما سلب من فلسطين الحبيبة على يد العدو الصهيوني ....

جيلنا عاصر الحرب الامريكية الاولى على العراق و كان التفكير في التحول السياسي على الصعيد الشباب العربي يستحوذ على ما يقارب ٩٠% من برنامجه اليومي ...على حساب دراسته الجامعيه ...على حساب بيته ....على حساب عمله ....ومحرك التفكير لم يقف للحظة إلى أن دخل في الحرب الامريكيه الثانيه على العراق عام ٢٠٠٣ فضلا عن حروب الكيان الصهيوني على فلسطين الحبيبة و الحرب الاقتصادية لعام ٢٠٠٨ و جيلنا هو العنصر الأساس الذي عانى من شح الإيرادات والموارد و فقدان لمصادر الدخل و هو في مرحلة البناء للمستقبل .... فكيف لإيجابية القدر مع سلبية الواقع ان يتلاقيا؟؟؟!!!!!

جيلنا لم يع و يستوعب بعد محاولة الشفاء من الإنهزام الاقتصادي إلى أن دخل في ما يسمى الربيع العربي ....واي ربيع هذا الذي يدميه إحمرار الجثث و سلب الحريات و انتزاع السلطات ،و تمنت كل مقطعة يدها لو تبعث لتشهد ما رأت عينها..

جيلنا اقحمه سخرية القدر في وقع من الحيره... في من هو خصمه في الحروب العصرية الحديثة....
هل الانظمه العربيه التي قامت عليها ثورات شعوبها خصوم؟
...هل اصحاب المطالبات المشروعه من مواطني تلك الدول خصوم؟....هل التدخلات العربيه في تلك الثورات خصوم؟
....هذا بحد ذاته يحملك طاقه عالية جدا من العمل الذهني الذي هو أقسى بكثير من العمل الفعلي لمواجهة خصمك....

و هنا انتهى حديثي معه في ذلك اللقاء.....

جيلنا يتسائل اين داعش الان..اين هو من وسائل الإعلام التي كان يشغلها على مدار الساعه و تتصدر العناوين الإخبارية..

السؤال الآن..

هل حل محله فايروس كورونا؟؟؟؟؟؟؟

جيلنا يتساءل الان ... هل هذا اسلوب حرب جديد بدأت به الصين ضد خصومها السياسيين والاقتصاديين مثل ألولايات المتحده الامريكية و بعض الدول الاوروبيه ؟ ام هو وباء فعلي اجتاح العالم ؟ حيث أن الأرقام في تلك الدول هي التي سجلت أعلى اصابات بين مواطنيها و اهلى نسبه وفيات بالتزامن مع انعدام او شبه انعدام للاصابات في الصين ..... ما بال جيلنا من هذا الأمر لولا أن نتائجه وصلت لعقر بيته و هذه هي طبيعه الحرب ان وجدت يذهب ضحيتها المستهدف و غيره ...

جيلكم بنى ولم يوفر بذرة جهد واحده بظل الفقر في تلك الايام التي نقدر لكم انجازكم و احترامكم واجب ديني و أخلاقي و مجتمعي و ستبقون المعلمين في الأصل والفرع و جيلنا ينمي تلك البذره و يسعى للاستمراريه في تناقلها عبر الأجيال القادمه.

جيلنا الان هو من قام بحمايه الاردن الغالي بقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني من هذا الوباء و بوجود اكفاء ونتيجه للعمل الذهني والإرهاق العقلي الذي انتجهم لمقاومة هذه الجائحة و كثير من الأمور الطارئة التي مر بها الاردن الغالي في حين أن دول العالم الأول والعالم الثاني لم تستطع القيام بما قام به الاردن في هذه الظروف العصيبة على مستوى العالم اجمع.....

الاردن الحبيب انت العالم الأول و المتقدم الان من وجهة نظر العالم اجمع و أصبحت مضرب للمثاليه بهمه قيادتك و اداره مؤسساتك و وعي مواطنك رغم شح الموارد فقد تجاوزت حد العالم أجمع.....

حفظ الله الاردن الغالي و مليكنا المفدى و مواطننا الاردني الواعي والذي هو على قدر عالي من المسؤوليه من كل مكروه..