facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خواطر في ذكرى الاستقلال


خالد عواد الخزاعلة
27-05-2020 10:51 PM

تحتفل المملكة بذكرى استقلالها الذي يصادف في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، حيث أعلن استقلال المملكة في هذا التاريخ من عام ١٩٤٦ وتحول اسمها من إمارة شرق الاردن إلى المملكه الأردنية الهاشمية، حيث تعتبر هذه المناسبة من أهم المناسبات الوطنية التي يحتفل بها الوطن بكل مكوناته.

من المعلوم ان الاستقلال هو مطلب حيوي واساسي لكل الشعوب والتي من خلاله تستطيع أن تملك ارادتها وسيادة قراراتها ومواصلة مشاريع نهضتها، وفي ظل العولمة وتحول العالم إلى كيانات متداخلة واحيانا متكاملة من خلال تبادل المصالح ومواجهة التحديات ودفع المخاطر، وفي ظل هذه الحالة لا يوجد هناك استقلال مطلق، ومع هذا فهناك كيانات أعلنت الاستقلال لكنها بقيت كيانات هشة مسلوبة السيادة ولم تستطع ان تخرج من تحت عباءة المستعمر الأمر الذي جعل استقلالها منقوصا لأسباب عديدة لا مجال لذكرها الان، وفي هذا السياق أود أن استعرض بعض المشاهد والمحطات في الحالة الأردنية التي تجسد روح الاستقلال الحقيقي واستقلال القرار الاردني:

اولا. مشاركة الاردن في حرب عام ١٩٤٨ بالرغم من قلة الإمكانات وحداثة عهده بالاستقلال علما ان قيادة الجيش بريطانية وقدم التضحيات وفاءا لقضية فلسطين.

ثانيا. اتخذت القيادة الأردنية قرارا بالدخول في مفاوضات سلام مع اسرائيل بشكل علني ودون مواربة بعد أن تأكد لها أن بعضا من دول المواجهة والاشقاء الفلسطينين منخرطون في مفاوضات سلام سرية مع اسرائيل. وجاء القرار الاردني من خلال اعلان الملك حسين أمام الكونقرس الأمريكي ان حالة الحرب بين الاردن وإسرائيل قد انتهت في خطوة غطت على جميع الأحداث في العالم في حينه، وحلق الملك بطائرته الخاصة فوق مدينة القدس أثناء عودته من واشنطن في رسالة مفادها انه لا أحد يستطيع أن يزاود على الدور الأردني التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.

ثالثا. الموقف المبدئي والجريئ للقيادة الأردنية تجاه حادثة تعرض السيد خالد مشعل لمحاولة الاغتيال بالسم من قبل عناصر الموساد الاسرائيلي في نهاية التسعينات، حيث صرح الملك حسين عليه رحمة الله أن ثمن حياة خالد مشعل هو التضحية باتفاقية السلام مع اسرائيل، وهنا تبرز حنكة وحكمة القيادة وبعد نظرها في ابرام الاتفاقية وخلق مصلحة للعدو يمكن أن تشكل ورقة ضغط عليه في مرحلة ما وهذا ما حصل وأثبت نجاعة هذه الورقة في إنقاذ حياة المذكور.

رابعا. موقف القيادة الأردنية خلال أزمة الخليج عام ١٩٩٠ ورفضه الانضمام إلى التحالف الدولي لغزو العراق ولم يرسل الاردن قواته إلى حفر الباطن بعكس الآخرين، إيمانا منه بأن المشكلة بين شقيقين ويمكن ان تحل داخل إطار البيت العربي اذا صدقت النوايا، وبقي الاردن ثابتا على موقفه رغم ما عاناه من قبل الشقيق والصديق.

خامسا. موقف القيادة الأردنية الواضح والمتمثل في رفض ما سمي بصفقة القرن ورفض تهويد مدينة القدس والمطالبة بحل الدولتين على اساس قرارات الشرعية الدولية وحدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعزز هذا الموقف تأكيد الشعب الأردني وقوفه خلف القيادة الهاشمية ورفضه للصفقة جملة وتفصيلا.

سادسا. موقف جلالة الملك الرافض لتوجهات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل المدعومة من الإدارة الامريكية ألمتمثل بضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بالإضافة للجانب الغربي من غور الاردن، حيث يبذل جلالته جهودا لحشد الدعم الدولي واقناع العالم بأن محاولات إلحكومة الإسرائيلية ستقوض فرص السلام والاستقرار في المنطقة وستعيدها إلى المربع الأول من الصراع.

هذه المواقف الجريئة والمبدئية ومثلهاالكثير للقيادة الاردنية تجسد روح الاستقلال الحقيقي وسيادة القرار الاردني خاصة عندما يتعرض الامن الوطني للخطر، كما ان هذه المواقف تشكل رسائل هامة للداخل والخارج ان هذا الوطن من الصعب تجاهله والقفز فوق مصالحه، وان شعبه لديه كل الاستعداد لان يضحي بالغالي قبل الرخيص للمحافظة على نأمنه واستقرار وصون هويته بعيدا عن كافة اشكال التدخل في شؤون الآخرين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :