facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوحدة العربية


عمار محمد
01-06-2020 12:57 AM

الوحدة العربية، إن الوطن العربي تعرض لنفس الأحداث التاريخية منذ ما قبل الإسلام وحتى وقتنا الحاضر، ويتمثل العرب في مجموع الإنجازات العلمية والثقافية التي حققها العرب عبر تاريخهم الطويل، مما جعل لهم هوية ثقافية مميزة تجمعهم تحت راية واحدة.
ف الوحدة العربية هي التجسيد العملي لرابطة ثقافية حضارية عقائدية جمعت العرب في الماضي، وباتت شرطاً لاستقلالهم في الحاضر، وضرورة لنهضتهم في المستقبل.

الوحدة العربية كانت شيء في غاية الجمال يتكلمون لغة واحدة ذات ثقافة واحدة هوية واحدة بالإضافة الى مصالح مشتركة تجمع بين اقطارها سواء على الصعيد الاقتصادي او السياسي او الثقافي أو بضرورات الامن القومي.
وفي الوقت ذاته اجتمعت مجموعات من القوى لمنع وحدتها داخلياً وخارجياً على الامة العربية، وتسعى إلى ابقاء هذه الامة مجزأة، متناحرة، مُشردة لمنعها من امتلاك الإرادة والقدرة على تحقيق استفلالها، واستثمارها مواردها، والإسهام في الحضارة الإنسانية من حولها.

وفي ضل هذه التحديات الكبيرة، ماهي أسباب التّعثّر والفشل التي رافقتها؟

1- عدم عرض مشروع الوحدة على المفكرين وحكماء وفلاسفة وفقهاء ورجال قانون ومصلحين اجتماعيين، قبل أن يتحول إلى مشروع سياسي بل كانت كل التجارب الوحدة العربية مُجرّد قرارات يتخذها الزّعماء في فترة ما بناء على تصوّرات وقناعات شخصية.

2- - تغليب المصالح الشخصية والقطرية على المصالح العامة والقومية أدت هذه المصالح السياسية القطرية، والمرتبطة اصلاً بمسألة الوصول إلى السلطة، إلى اندلاع صراعات دموية بين تيارات وقوى عديدة على مستوى الأمة، وداخل كل قطر، وقد حاول البعض الباسها لبوساً عقائدياً أو فكريا أو حتى عرقياً، ....

3- عدم الإلزام في معظم قراراتها، وهو ما حوّل أغلب مُداولات الاجتماعات مكانًا للحديث الذي لا يُتبع ضرورة بالتنفيذ.

4- عوض البحث عن التكامل وتقوية كل الأفراد بما يعود بالنفع على المجموعة، تسعى الدّول الكبرى للهيمنة والسيطرة على الدّول الصغيرة، الأمر الذي يُحوّل الوحدة إلى وضع سلبي بالنسبة لها.

5- الاستبداد المقرون بالفساد دوما، والمرتكز إلى التبعية للخارج وفي أغلب الأحيان، لا يشكل نقيض الحرية وحقوق الإنسان فقط، بل يشكل تهديداً للوحدة الوطنية والقومية على حد سواء، وهذا ما يجعلنا نميل إلى الاعتقاد ان الديكتاتوريات العربية هي حارسة أمينة للتجزئة، اذ يخشى المتربعون فوق عروشها من وحدةٍ تهدد تسلطهم، كما يجنّدون كل طاقاتهم للحيلولة دون قيامها ويجهدون في إثارة كل النعرات والعصبيات الممزقة لوحدة الأمة حتى لو أدى الأمر إلى الفوضى العارمة.

6- إن أنظمة حملت لواء الوحدة العربية والقومية العربية لم تنجح في تقديم نماذج ديمقراطية مشعة، بل انزلق بعضها إلى أقسى أنواع الاستبداد مما أضعف التوجه القومي العربي وسمح لوصمة الاستبداد أن تلحق بهذا التوجه، ناهيك عن التعثر الفاضح في علاقات الأنظمة والمنظمات ذات البعد القومي العربي، ببعضها البعض، ودخولها في صراعات وحروب وانقسامات فيما كان المطلوب منها شيء واحد هو الوحدة فقدمت للأمة أشياء كثيرة غير الوحدة.

والحقيقة أن المعوقات الخارجية كثيراً ما كانت تغذي المعوقات الداخلية، وكانت المعوقات الداخلية بالمقابل تفسح في المجال لنجاح المعوقات الخارجية في تأدية دورها رغم أن هذه المعوقات كانت سبب في عدم الوحدة العربية الى أنها لم تزل موجودة.

كي يصبح العرب يداً واحدة وتنجح الوحدة العربية يجب أن يكون سياسة واضحة وأن تقوم على مراحل منسقة محسوبة الخطوات علماً أن التحديات كبيرة وكثيرة

ولكن لنأخذ بعين الإعتبار أن الوحدة ليست طغيان قُطر أو آخر بغض النظر عن مساحة القطر وعدد سكانه وحجم موارده، كما انها ليست إقصاء مكون اجتماعي أو سياسي لحساب مكون اجتماعي او سياسي آخر، وليست آلية اندماجية تتجاهل خصوصية الأقطار والجماعات والأفراد، بل هي صيغة اتحادية بين الأقطار، وصيغة تكريس المواطنة بين الأفراد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :