facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فقراء الماء .. اغنياء الغرق !!

ايمن خطاب
03-06-2007 03:00 AM

لا يكاد اسبوع يمضي دون ان نسمع عن حالة غرق لطفل في الاغوار ، ونتساءل " بخبث " ، بلد يعد من الافقر مائيا على الصعيد العالمي ، لكنه من اكثر حالات الغرق عالميا ، لدرجة يمكن ان نوسم من خلالها " بالاغنى غرقا " !! كيف ذلك ؟؟ مفارقة غريبة ، وعجيبة تستدعي بحثا ودراسة .النمطية الاعلامية لدى كل حالة غرق يتعامل معها ، وان رصدت الحدث ، الا ان ملامستها له سطحية " توفي طفل غرقا ( ... ) وبذلك يصل عدد الغرقى منذ بداية العام الى ( ... ) ، يشار ان العام الماضي شهد ( .... ) حالة غرق !!
الاخبار عموما في هذا الجانب ، تعرض لحوادث ، لكنها تختتم على الدوام بجملة ، والجملة بالمناسبة باتت ذات رابط بذهني ، لصحفي اسمه " اشرف الغزاوي " اجزم انه مل صياغتها ، وباتت مؤرشفة في حاسوبه ، مفرداتها تقول " ويطالب مهتمون – قد اكون انا منهم بحكم مقالي الذي يرتكز على هذه القضية – يطالبون بتوفير اجواء للسباحة الامنة في المنطقة " .
اتساءل حول مفردات " اجواء السباحة الامنة " وما هي ، ومكان وجودها في القاموس الجغرافي الاردني ؟ وماذا تعني ؟ يجيبني خبير في شؤون الانقاذ ، انها توفير متخصصين في شؤون الغطس ، والعوم والسباحة ، في اماكن عامة ، والاماكن العامة تعريفها ، التي تشيدها حكومات الدول ضمن منظومات مشاريع ترفيهية ورياضية واجتماعية وووو .. الخ ، ولدى سؤالي له " سؤال العارف طبعا " اين توجد هذه الاماكن على الصعيد المحلي جغرافيا ؟؟ يجيبك انها موجودة في الفنادق ذات الخمس نجوم ومدينتين رياضيتين شيدت احداهما في العاصمة قبل عقود ، والثانية بعدها بعدة عقود ، بتبرع سخي من لدن ربما " تشو شا شي غاد " الصيني !! أي بتبرع صيني في مدينة اربد ، وان في هذه المواقع تتوافر السباحة الامنة .
في الرياضيات ، اذا كان لدينا 50 فندقا من فئة الخمسة نجوم ، تتواجد فيها ما ئة بركة سباحة ، ومدينتين رياضيتين فيهما ست برك على الاكثر ، اذا ما احتسبت سعة البركة وفق المتر المربع ، فربما تكون سعتها 50 شخصا للبركة الواحدة ، ونضرب الرقم بستة وخمسين فيكون الجواب 2800 سباحا يعيشون ظروف السباحة الامنة ، فيما طفل الغور شبح الموت بانتظاره ، في قناة الغور الشرقية ، وغيره على مشارف السدود ذات نزهة عائلية بعد طول انتظار في توفير تجهيزاتها !!
ويستمر المرء مع ذاته بممارسة الخبث ليتساءل ، ما دام دين الدولة الاسلام ، ورسول الامة عليه الصلاة والسلام حض في احاديثه على تعليم اولادنا " الرماية والسباحة وركوب الخيل " فلم الكثرة في حوادث الغرق التي نشهدها بين الفينة والاخرى ، وبصورة بتنا فيها مهيئين لدخول " غينيس " في هذا المجال ، طبعا بالغرق الطبيعي لا الطاريء بعبارة او ما شابه !! .
اخر الضحايا كان " احمد الحمدوني " طفل في الثامنة من عمره ، قدر مسقط الراس لديه فرض ان يعيش في الاغوار ، وذات حرارة لاهبة ، وربما لظروف فقر حالت بينه وبين مكيف قدرته طنان اثنان او بعضا من الطن ، وجد في الماء سبيلا لاطفاء اللهيب ، وفي الماء كانت المنية !! شانه شان اقران له " منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر " .
والحمدوني الذي قضى في الاغوار نضرائه قضوا بعضهم قضى في ذات المكان واخرين على شط الفقراء ، في البحر الميت والعقبة " وشطوط الفقراء ان جازت المفردة " هي التي للعوام ، ما دامت التوليفة الاجتماعية فيها الخاصة والعامة ، لكن الفارق بين " الشطين " تدني درجات الخطر الى ما دون الصفر للخاصة !!
وعطفا على مفارقة الفقر المائي ، وجدلية الفرض ، ان الغور مليء مائيا بالسدود والقنوات وما شابه ، من المفارقة ذاتها نتساءل ؟ الم تحرك جثث الضحايا الغرقى جهات رسمية لوضع حد للماسي ، وان حركت الدم في العروق ، فما هي الاليات التي اتخذت لهذا الجانب ؟؟ .
توفير اجواء السباحة الامنة ، وان فصل معناها بمفردات عديدة ، ذات قصص صحفية نشرت عن الموت في مياه الغور ، ومطالبات فيها ببرك عامة خاضعة لرقابة ، تمخضت عن ذهنية رقابية لا اعلم من المسؤول عنها ، اسفرت عن تسيير دورية لمتابعة قناة طولها يمتد لمئات الكيلو مترات ، وباتت الدوريات مرصودة من اطفال الغور ، بحيث ان الفارق الزمني بين لحظة مرورها بنقطة ، وحتى اخر نقطة يتوقعون وصول الدورية اليها ، بضعة ساعات ، تكفي لتهيئة الجو ، لاجتثاث الروح من الجسد !! والتفكير الرقابي لم يات كبديل عن توفير " البديل " المتمثل ببرك امنة لفقراء في مناطق فقر ، بقدر ما هي ذهنية الرقابة وهذا ما اعطاها الله اياه !!
من هو " اخبث مني " وان كانت استفساراته تنم عن سذاجة ؟ ، تساءل لماذا موتى الحوادث دوما في الاغوار او البربيطة بمحافظة الطفيلة ، او على شواطيء الفقراء في البحر الميت والعقبة ؟ ويمعن بصراحته اكثر ولكن بسذاجة ايضا ! ، لماذا هم دائما خارج عمان ؟ وهل للجوانب التنموية والمشاريع التي تنفذ والاهتمام الحكومي بالاطراف المحيطة بالمركز والمحافظات دور في هذه القضية ؟؟ لكن على الرغم من سذاجته وفي ظل معطيات تدلل ان الاردن " عمان وعمان هي الاردن " خجلت من اجابته !!

Ayman65jor@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :