facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاشاتنا وفن الحوار المفقود!


نصر عصفور
03-06-2020 02:19 PM

فرضت علينا ازمة فيروس كورونا الاهتمام بالتلفزة المحلية اكثر بكثير من الاهتمام بتلك العربية او الاجنبية والسبب هو حاجتنا لمعرفة اخبار هذا الفايروس وتاثيره علينا بكل الابعاد الصحية والوبائية بالدرجة الاولى ومن ثم البعد الاقتصادي – المجتمعي واخيرا البعد السياسي ، وبالنسبة لي شخصيا وجدت ان الجهات الرسمية كانت ناجحة والى حد معقول في تقديم المعلومات المتعلقة بالحالة الوبائية ، ولربما يكون الايجاز الصحفي اليومي لوزيري الدولة لشؤون الاعلام ووزير الصحة هو العنوان الابرز لهذا النجاح النسبي بحيث كنا ومازلنا نحصل يوميا على الاخبار والمعلومات المهمة والضرورية بما يرسم لنا صورة حقيقية لواقعنا مع الفايروس ، ورغم ذلك يبقى تحليل هذا الواقع علميا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا من خلال البرامج الحوارية ضرورة ماسة تعادل من حيث القيمة الخبر ذاته وتكاد في كثير من الاحيان تعيد انتاج هذا الخبر بصورة وابعاد اكثر وضوحا واكثر عمقا ، وتضيء الكثير من الزوايا المعتمة في بعض تلك الاخبار الجامدة التى تحتاج لجرعات من النقاش والاستيضاح من اجل مزيد من الوضوح والتشريح لتوسيع دائرة المعرفة لدي المواطن ، ولكن ما فاجأني بل وصدمنى ان معظم هذه البرامج الحوارية تعتريها ضحالة في الطرح وضعف في اداء مقدميها سواء على صعيد نوعية الاسئلة او مدى عمقها او على صعيد طريقة ادارة الحوار واحيانا ادابه ، واذا اردنا ان نضع اطارا نقديا لظاهرة البرامج الحوارية " المسلوقة او التى تُسلق يوميا على شاشات التلفزة في الاردن والتى تقدم للمشاهد على غرار وجبات الـ ( TAKE AWAY ) غير الصحية لا بل المضرة فان ابرز الملاحظات هي ما يلي :

· ضعف واضح في اعداد الحلقات والذي يظهر جليا في ضعف الاسئلة الموجهة للضيف وبالتالي عدم الحصول على اجابات عميقة تكشف عن معلومات جديدة او معلومات ذات قيمة اخبارية تثرى الثقافة العامة للمشاهد الذي ينتظر من متابعة هكذا برامج مثل هذا المحتوى او مثل هذه الحصيلة .

· يحاول البعض من مقدمي هذه البرامج الحوارية التغطية على ضعف قدراتهم الحوارية باللجوء الى ممارسة نوع من التنمر على الضيف او الضيوف ومحاولة تقديمهم للمشاهد بشكل غير موضوعي وكيل التهم له سلفا او محاولة الاستعلاء عليهم وبخاصة من خلال اما عدم الاستماع باهتمام واحترام لاجاباتهم او من خلال الرد على تلك الاجابات بردود غير لائقة او غير لبقة او مقاطعة الضيف وعدم السماح له في اكمال رايه او سرد معلوماته .

· ان من ابرز الملاحظات على اداء بعض مقدمي البرامج الحوارية الاردنية غياب الموضوعية في تناول القضية المثارة مع الضيف او الضيوف وتحيز المقدم لوجهة نظر دون الاخرى او وجود ضيف يمثل وجهة نظر لطرف من اطراف القضية وتغييب صاحب او اصحاب وجهة النظر المضادة او المغايرة .

· من الملاحظات المهمة ايضا انه ونظرا لغياب الكفاءة والمقدرة المهنية لدى بعض مقدمي البرامج الحوارية اخذ البعض من هؤلاء يلجأون الى النمط المثير من تلك البرامج على غرار برنامج الاتجاه المعاكس لفيصل القاسم الذي يغلب عليه الصراخ والسباب وينتهي نهايات اقرب ما تكون لحلبات المصارعة او الملاكمة .

... اعتقد ان الظهور على الشاشة بات محكوما بمجموعة من الضوابط تبدأ من المظهر والشكل وهو امر لا يحظى بالاهتمام الكافي من قبل ادارات هذه الشاشات ، كما ان هذه الضوابط او القواعد لا تنتهي عند غزارة الثقافة و توفر اللباقة والكياسة وعمق الحوار والمقدرة على معالجة القضايا المطروحة من جوانبها كافة وتقديم استخلاصات تكون بمثابة وجبة دسمة مفيدة للمشاهدة تعزز معرفته وتزيد اطلاعه وتحرك عقله وتبعده قدر الامكان عن" تجييش " المشاعر وتحريك الاحقاد او زيادة منسوب الكراهية المجتمعية ، وباعتقادي ان كل ما سبق يستدعى وجود معهد متخصص لدينا في الاردن لتدريب هذا الفن الاعلامي الهام للغاية و المتمثل بالبرامج الحوارية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :