مافي الناس يجب أن يذكر ويستحسن ، حتى يقع الإنصاف وتستمر المسيرة ، لقد كنا خلال طيلة الشهور الماضية نراقب جهود دول العالم في التعامل مع جائحة كورونا ، ونقارنها بجهود دولتنا الأردنية التي لم يكن لدينا أدنى شك بأنها ستتفوق في إدارة الأزمة ، لأن قدرها دائماً التصدي للأزمات وتحويلها إلى فرص ، بقيادتها الحكيمة.

وهمة أبناء الوطن، وكانت حصيلة متابعاتنا ، أن أبناء الوطن الذين أوكلت لهم هذه المهمةعلى اختلاف مواقعهم ومؤسساتهم ، من أبناء جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية على كافة اختصاصاتها ، وأعضاء اللجنة الوطنية للأوبئة ، وجميع الوزارات والهيئات الرسمية والشعبية والمجتمع المدني ، قد أبلوا بلاءاً حسناً ، وتميزوا عن كثير من دول العالم في حسن الأداء ، وإدارة الموارد بكفاءة رغم شحها، والصبر رغم ثقل الأعباء وضيق الوقت أحياناً ، علاوةً عن الهدوء والرزانة في الحديث مع وسائل الإعلام المختلفة حتى على حساب ساعات النوم القليلة ، ناهيك عن المصداقية والشفافية العالية في الطرح والوضوح، وأحياناً استقبال النقد أيا كان بصدور رحبة وابتسامة رزينة ، كل ذلك كان يأسرنا بحب هؤلاء القامات واحترامهم والدعاء لهم .

وأكثر ماكان يلفت انتباهنا التزامهم التام والدقيق بتوجيهات جلالة الملك حفظه الله ، الذي كان يتابع ميدانياً جميع الإجراءات خطوة بخطوة ، ينصح ويوجه ويصوب ، حتى اكتملت المسيرة لغاية هذه المرحلة بنجاح باهر يشهد له العالم بجهود جلالة الملك الداعية بحرارة منذ البداية إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة هذه الجائحة ، واستعداده للمشاركة الفورية مع الجهود الدولية بالمساهمة في تصنيع الدواء واللقاح .
ومما يلفت الإنتباه جيداً لهذا الجهد ، التزام الحكومة بحرفية توجيهات جلالة الملك عند إصدار أمر الدفاع بأن يكون تطبيقه في أضيق الحدود ، وقد كان التنفيذ ملتزماً بذلك حرفياً ، دون المساس بالحريات العامة أو الملكيات الخاصة .
وأخيراً ، لايسعنا إلا أن نفخر ونعتز دائماً بقيادتنا الحكيمة ، وبهذا الإنجاز الوطني الرائع ، ضارعين إلى الله أن يكتب لهذه الجهود الطيبة دوام النجاح والتوفيق ، وأن يدفع عنا البلاء والوباء ،
" وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".