بالتوازي والتوازن نمضي قدماً
أ.د موسى علي العبادي
10-06-2020 12:21 AM
شأن عائلتي هو شأن جميع أفراد مجتمعنا الأردني نفسه هذه الايام؛ فالجميع فرحون بالانفراج الأخير على حركتنا. فبعد ما لا يقل عن ثمانين يوماً من الإجراءات الاحترازية وقوانين الدفاع التي توالت علينا الواحدة تلو الأخرى، ها نحن قادرون على الخروج والتحرك دون قيود شديدة ولسان حالنا جميعاً بلا استثناء يقول: «حمداً وشكراً لله». إنجازات الأردن في مكافحة هذا الوباء كانت وما تزال حديث الكثير من جميع أنحاء هذه الدنيا. ولا يوجد أي فرد متزن سواءً داخل بلدنا أو خارجها يتجرأ أن ينكر علينا ذلك؛ فلغة الأرقام لا تحابي وهي أرقام شهد لها وبها القاصي والداني. فقد تم تسهيل المنحنى الوبائي وباللهجة الأردنية «بطحناه بطحاً».
ولكن ماذا بعد؟
لقد بدأت الحرب مع هذه الجائحة وما تزال قائمة، ونتائج المعارك حتى الآن وبلا أدنى شك، هي لصالح وطننا جميعاً. فكلنا يعلم أن هذا الفيروس حقيقة مرّة وهو ما يزال موجوداً ويفتك بالإنسانية في شتى بقاع الدنبا.
من حق الجميع أن يحتفل بنشوة النصر، ولكن الحذر مطلوب خاصة أن هذه العائلة من الفيروسات لا تسمح لنا بالاستهتار بها. التاريخ واضح، فعلى سبيل المثال بدأ الوباء الإسباني في ربيع عام ١٩١٨ واستمر يقتل الأنفس حتى صيف ٢٠١٩، وذهب ضحيته في الموجة الثانية وبعد التراخي بالإجراءات الاحترازية حوالي السبعة عشر على أقل تقدير وهناك تقارير تقول بأن عدد الضحايا قد وصل الخمسين مليوناً.
لا أريد إفساد فرحة الجميع، كما وأرفض أن اُتهم بأنني غراب يبث سموم تشاؤمه عليكم، ولكن من الواجب التنبيه والتذكير.
نمضي بتوازن وحذر بين الانفراج الكامل والأخذ بالاحتياطات اللازمة للاستمرار بأرقام عدوى قليلة جداً بعيدة عن أرقام ترقى إلى مفهوم البؤر الوبائية الخطرة.
لنصل توازنا دقيقا يحقق معادلة صعبة بين الصحة والاقتصاد.
ونمضي أيضاً بين هذين الخطين: الصحة والاقتصاد بشكلٍ متوازٍ.
عناوين المرحلة المقبلة؛ الحذر والتوازن.
وكلنا دعاء لله العلي القدير بأن يجنبنا موجة ثانية وانغلاق صعب من جديد.
حمى الله الأردن.
(الرأي)