ما تبقى لنا .. أو مليون يهودي لبناء إسرائيل العظمى .. أنور الخطيب
11-02-2010 03:43 PM
رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتناياهو رأى أن "استجلاب المهاجرين الجدد من اليهود بين 1989عامي - 2009 ومن بينهم مليون قادم جديد من دول الاتحاد السوفييتي السابق أنقذ إسرائيل من النواحي الاقتصادية والأمنية والعلمية والديمغرافية.
نتناياهو أعلن خلال مشاركته في"مؤتمر الهجرة والاستيعاب قبل أسابيع إنه//سيعمل على إحضار مليون مهاجر يهودي جديد إلى إسرائيل يعتزم إحضارهم من دول أوروبا الشرقية وأثيوبيا والولايات المتحدة وأميركيا اللاتينية وأوروبا الغربية // وقال //يجب تحويل دولة إسرائيل إلى دولة عظمى إقليمية اقتصادية ودولة عظمة عالمية تكنولوجيا وتعزيز اقتصادها بشكل كبير ويصعب تنفيذ ذلك من دون مهاجرين يهود جدد//.
ما سبق يجري تحقيقه على قدم وساق في //اسرائيل// وأخر إجراء يمهد لذلك تمثل في القانون الذي اقره الكنيست الإسرائيلي أمس ويحرم فلسطينيي الداخل من استعادة أراضيهم المصَادرة حيث تمت صياغة القانون بحيث يحرم المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل من استعادة أراضيهم المصادرة، خلال العقود الماضية، حتى ولو لم تستغل للغاية التي صودرت لأجلها وجاء في احد بنود القانون أن الأراضي التي مضى أكثر من 25 عاما على الإعلان عن مصادرتها، لا يمكن استعادتها ويفقد صاحبها الأصلي أي إمكانية للمطالبة بها، حتى لو كانت متروكة وغير مستعملة لأي غرض كان، مما يعني كل الأرض المصادرة قبل عام 1985، وهي تشمل تقريباً كل الأراضي العربية التي صادرتها إسرائيل رسمياً، وحتى المساحات القليلة التي صودرت بعد هذا التاريخ فإن استعادتها تكاد تكون مستحيلة طبقاً للبنود الكثيرة والمعقدة التي يشملها القانون . //إسرائيل // لا تحتاج الى قوانين لمصادرة الأرض فهي مازالت مستمرة بالاستيلاء على الأراضي العربية خاصة في منطقة النقب، لكنها لا تعتبر ذلك مصادرة، لأنها لا تعترف بملكية العرب لهذه الأراضي حتى تصادرها رسمياً. وهو ما دفع النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة الى القول عن القانون انهه يمنح الشرعية لنهب الأراضي وسرقتها مضيفا ان الغرض من القانون مصادرة الأراضي العربية وإنقاذها ممن يسمون بالأغيار وفق العقيدة الرسمية "الصهيونية".
شخصيا لا أفرق بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فالمخطط الصهيوني الذي أعلن عنه نتناياهو"اسرائيل العظمى" يشمل المنطقتين المنكوبتين بالاحتلال والحصار ويؤكد ان التنازل العربي الرسمي عن 78% من مساحة فلسطين الطبيعية لدولة الاحتلال لم يقنعها بعدم ابتلاع المساحة المتبقية والبالغة 22% //الضفة الغربية وقطاع غزة // التي تزرع الأولى مستوطنات ومستوطنين وتحاصر الثانية جوعا وقهر وموتا بعد أن فشلت في ابتلاعها وفشل البحر أيضا في ابتلاعها كما تمنى رئيس حكومة الاحتلال السابق رابين.
//اسرائيل العظمى//التي يسعى نتناياهو لإقامتها حثيثا يؤازره رأي عام لا يرى في الفلسطينيين شركاء سلام أو جيران محتملين وإنما يراهم كما قال زحالقة أغيارا ستقام خلف جدار العزل العنصري الذي تمضي تل أبيب في إشادته غير آبهة باحتجاج احد مما سيترك للفلسطينيين الذين يتابعون جيش الاحتلال وهو يقضم الأرض التي يفاوضن لاسترجاعها كانتونات مغلقة أشبه بالأقفاص والخشية ليست في قبول الفلسطينيين الذين لن يقبلوا مثل هذا الحل بل الخشية ان تفرض واشنطن والدول المؤثرة في القرار الدولي هذا الحل عليهم بمؤازرة عربية رسمية تريد الخلاص من //الهم الفلسطيني // بأي ثمن حتى لو كان الثمن شطب القضية والهوية والمصير.إن ما تخطط له حكومة الاحتلال الإسرائيلي ليس قدرا على الشعب الفلسطيني وان الشعب الذي قاوم الاحتلال الذي لم ينجح في تذويبه منذ مطلع القرن الماضي وحتى الآن قادر على المقاومة والصمود وإفشال حلم "اسرائيل العظمى" الذي كان حلم "اسرائيل الكبرى" فاستبدل في ظل العولمة والمتغيرات العالمية ... ولكن ليس ثمة ما يؤشر ان الوضع الفلسطيني المنقسم عموديا أو الوضع العربي الرسمي الذي يعاني الهشاشة والخلافات ويفتقد للإرادة السياسية قادران بالفعل على ان يحولا دون تحقيق هذا المخطط فالاستيطان متواصل بغطاء دولي والهجرة متواصلة بدعم دولي أيضا وأموال دافع الضرائب الأمريكي والغربي لا زالت تضخ في الجسد الإسرائيلي سلاحا وتقنية وتكنولوجيا ودعما سياسيا لا ينقطع.
المشكلة فلسطينيا وعربيا باختصار.. غياب رؤية إستراتيجية تتعامل مع السرطان الإسرائيلي الذي يتمدد طولا وعرضا حيث فشلت "المسكنات العربية" في التعامل مع هذا السرطان فالوصفة العربية المسمّى مبادرة السلام لم تكترث بها "اسرائيل" والشروط التي طرحت للعودة الى طاولة المفاوضات //وقف الاستيطان// و//مرجعية دولية// و//جدول زمني لإنهاء المفاوضات// يجري الالتفاف عليها بوصفة أمريكية تجد هوى عربي وفلسطيني اسمها//المفاوضات غير المباشرة// لست متشائما ولكن الخشية أننا نتفاوض على حجم //اسرائيل العظمى//..؟؟
* الدوحة - قطر
alkateebas@yahoo.com