facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفرق بين الفنجان والفنجال


محمد موسى صلاح
20-06-2020 11:49 AM

ما الأصوب (الفنجال أم الفنجان)؟؟

كعادتي في التفكر في النص وفيما وراء النص والتحري عن الصواب والأصوب وعن الصحيح والأصح؛ مضيتُ مرتحلاً وباحثاً عن اللفظ الصحيح لذلك الوعاء الذي نحتسي فيه قهوتنا، فوجدت له ذكراً عند الشاعر نزار قباني ابن المدينة والحضارة الذي كان يقيم في زجاجة عطرٍ في ضواحي دمشق، نزار لفظه بالنون هكذا (فنجاناً)، و قد تبيّنت ذلك من خلال قصيدته قارئة الفنجان، حيث يقول:

جَلَسَتْ والخوف بعينيها تتأمل (فنجاني) المقلوب

قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب
..
ومن الشام مضيت منطلقا إلى واحات الصحراء والعرب والأعراب فوصلت إلى مضارب ابن حثلين الذي ينطقها بلفظة اللام حيث يقول:

يا ما حلا (الفنجال) مع سيحة البالْ

في مجلسٍ ما فيه نفسٍ ثقيله

هذا ولد عمٍّ وهذا ولد خالْ

وهذا رفيقٍ ما لقينا مثيله

ثم عدت إلى مدينتي وبلدتي معان التي تقعُ في صحراء بلاد الشام، جنوب الأردن، وبحثت وتأملت في أهازيج تراثها فعثرت على بيتٍ يستدل به في لفظة أهلها لاسم ذلك الوعاء، والأبيات هي:

"البكرج اللي انتصب رنّت (فناجيله)

شيخٍ بلا عزوةٍ قلّت مراجيله"

فاللام هنا وجدتها قد لازمت أهل العروبة والصحراء كما لازمت القهوة رديفها الفنجا(ل ن)

و لم ألبث مليّاً حتى واتتني فكرة البحث في قواميس اللغة ومفرداتها الفصيحة فوجدت أن تاج العروس للزبيدي يدحض نظرياتي جميعها عن معشر العرب في المدر والوبر؛ وذلك عندما يقول بأن صواب اسمه ولفظه هو: (فلجان) مستدلاً ومستشهداً ببيت شعرٍ جاهليّ للنابغة الجعدي حين قال واصفاً الخمر:

أُلْقِيَ فيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا ..

رِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ

فِلجانٌ!!! هو بكسر الفاء وليس بفتحها، لكنني لربما سأضطر إلى ربطه بجان فَلجان بطل فيكتور هوغو في قصته البؤساء؛ حتى أتمكن من استرجاع اللفظة الجاهلية التي تُعدّ الأصوب على رأي الزبيدي..

على أية حال يا معشر العرب الفظوها كما يحلوا لكم؛ فمهما اختلفنا وتشابهنا في لفظها؛ ستبقى هي تلك الأداة التي عندما نذكرها نستحضر في عقولنا رديفتها "القهوة" ودلالتها الأعمق "مفتاح الكرم و الضيافة"..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :