facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تيه بني فلسطين


حلمي الأسمر
05-06-2007 03:00 AM

صبيحة الخامس من حزيران 1967 كنت فتى يافعا أرتدي الشورت ، ويومها بكيت بكاء مرا كي لا أرتديه ، لكن أمي أصرت علي فامتثلت كارها ، وكان هذا الخيار لعنة علي ، فبعد سويعات قصيرة من اندلاع الحرب التي لم أر منها غير مشاهد معدودة ، اضطررنا لترك مخيم طولكرم واللجوء إلى الجبال فرارا من القصف الذي بدأ يستهدف المخيم والمدينة الملاصقة له .... فكانت ساقاي العاريتان مرتعا للشوك والحشرات في الجبال ، بين ذلك الشورت واليوم ثمة 39 عاما ، كان عمري آنذاك 9 سنوات - تقريبا - واليوم ها أنذا أمضي إلى الخمسين بخطو سريع ، دهر طويل مضى تخلقت فيها أربعة أجيال ، (تيه بني إسرائيل استمر نحوا من ذلك ، إلا أنه أنتج جيلا جديدا نسي عبودية فرعون مصر) وفي الأثناء مضى جيل النكبة أو كاد إلى ما تحت التراب ، وها نحن جيل النكسة في الطريق ذاته ، فبعد عشر سنين سيصبح عمرنا في الستين ، وحسب قراءتنا الحالية لمجريات الأحداث ، واستلهاما لما جرى خلال العقود الأربعة الماضية ، نحسب أننا لن نجد شيئا من الأرض الفلسطينية لا للتفاوض عليه ولا للنضال من أجله ، فعدونا لم يُضع وقته في البحث في الحلول والمبادرات والمفاوضات ، فقد انصرف كلية لإعطاء الأرض الفلسطينية طابعه اليهودي ، واجتهد في أن "يخفف" ما استطاع من سكانها الأصليين ، ليصبحوا سكانا غير أصليين في المنافي والشتات ، تتقاذفهم الأمواج واللعنات والتآمرات ، عشرات الكتب والمؤلفات كتبت في استبطان وتحليل سبب النكبة والنكسة ، وما تلاهما من اقتتالات ونضالات ومبادرات وصفقات وتواطؤات ، ومن حق أبناء الشتات الفلسطيني وإخوتهم من الأنصار هنا وهناك أن يتوقفوا مليا أمام تداعيات هذه السنين وحصادها ، وقفة ليست كبقية الوقفات ، فالأرض تنسرب من بين أيدينا والأجيال الجديدة تكاد تنسى فلسطين ، ومستوى الخذلان في دمنا يفوق نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول ، والتعويل على ضمير العالم لم ينتج غير مزيد من الضياعات ، وتكاد كل الحروب التي خيضت للتحرير تكون مجرد مسرحيات هزلية خاصة بعد أن خرجت أوراقها المخزية من صدور المشاركين فيها وغدت مُلكا للرأي العام.
أليس من حقنا اليوم كأبناء نكسة ونكبة أن نقول ما لم يُقل بعد؟ ألم يأن لنا أن نصارح قومنا بما نعتقد أنه الأصوب بعد كل ما جرى؟ بصراحة لا يرقى إليها شك ، بت على قناعة تامة أن علينا أن نستلهم صلح الحديبية بكل تفاصيله كي نخرج من حلقة النار اللعينة التي تأكلنا: أرضا وأجيالا وتاريخا ، ما الذي ينتظره الفلسطينيون الآن كي يعقدوا "صلحهم" مباشرة بينهم وبين عدوهم ، ليأخذوا نفسا من هذا اللهاث الذي دام نحو مائة عام ولم تسجل فيه واقعة انتصار حقيقية واحدة؟
ماذا ينتظرون من العرب والمسلمين؟ من هو الغبي الذي لم يزل يصدق أن فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأولى؟ ماذا قدم أبناء العروبة والإسلام لثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين غير البكاء والعويل والخذلان؟ هل من التخاذل أن نطالب قادة الفلسطينيين من كل ألوان الطيف أن يوقفوا لعبة انتظار المعجزات ، ويذهبوا مباشرة لعدوهم كما فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، لأخذ هدنة على غرار صلح الحديبية حتى ولو صاح فيهم صائح كما صاح عمر بن الخطاب: لم نعطى الدنية في ديننا...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :