facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ميلاد ولي العهد .. ذكرى غالية لفرحة أردنية سامية


د.هشام المكانين العجارمة
28-06-2020 12:50 AM

يحتفل الأردنيون في الثامن والعشرين من حزيران من كل عام بذكرى مولد ولي عهد المملكة الأردنية، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وإنه ليوم عز وافتخار للأردن- الشعب والأرض والقيادة- وهو يحتفي اليوم بالعيد السادس والعشرين لمولد سموه؛ إذ أن سموه عين عبدالله الملك وولي عهده المحبوب.
ولي العهد الأمين اليوم مثال لولاة العهد وللشباب العربي المتسلح بالعلم والفكر والإيمان والعزيمة، ولعل من حسن الطالع أن جيل اليوم بات يشهد تفاصيل حياة سموه المفعمة بالعطاء والإنجاز، ديدن سموه في ذلك ديدن أبيه وجده ملوك الإنسانية والاباء.
لم تكن تربية سموه في يوم من الأيام قائمة على الإقصاء بل كانت ترتكز على الانفتاح لا الانغلاق، وإفساح المجال للاختيار والتجربة، وهذا ما عبّر عنه سُموّه في خطاب له بقوله : "لم يُثقلني والدي يوماً بعبارة (ما بصير)، ولم يُكبلني بكلمة (لازم)، لم يحدّ من آفاقي، ولم يُلزمني، أعطاني مساحة للتجربة والاختيار، ترددي وعدم يقيني ُيلاقيه بكلمة (حاول أو جرّب)"، ولعل هذا ما نحتاجه اليوم في تربيتنا لأبنائنا فبحسب رؤى جلالة الملك فإن قيم الدروس المكتسبة من الفشل هي أثمن من النجاح، وأن الخيار مسؤولية.
ولي العهد هو ابن ابيه وحفيد جده، مثله انموذج ملهم للشّباب في بناء الفكر والقدرات، وذلك ليس بغريب على شاب نشأ في بيت حكمة وقيادة، شاب والده يُشكل أُسطورة في الحكم، حيث أجبر العالم على احترامه وتقديره ليس لأنه المتفرد من بين القادة الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن الأمة وقضاياها ومقدساتها وحسب وإنما لرؤاه وحنكته، ملك عَرِف العالمُ بأسره الأردنّ من خلاله رغم صِغر مساحة الأردن ومحدودية موارده حتى بات اسم الأردن يقترن بجلالته.
كما أن المتابع لتحركات ولي العهد في الأشهر الماضية واقترابه من نبض الشّارع وتكثيف زياراته لكافة شرائح المجتمع وتواصله بشكل دائم مع قطاعات الدولة وترأسه لمرات عديدة لمجلس السياسات الوطني ومرافقته لجلالة الملك في العديد من الاجتماعات والزيارات الدولية والمحلية التفقدية ومشاركة سموه لرفاق السلاح في العديد من البرامج العسكرية والإنسانية ليلمس حقيقة أن ولي العهد لم يأخذ والده وجده - نماذج الملوك الملوك - مثالاً وحسب وإنما يلمس عزمه - حفظه الله - على أن يرسم ملامح القادم بطريقته التي تُحاكي إدراكه للواقع وتغيرات الحاضر المتسارعة وحجم التحديات القائمة وعلى رأسها التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحاجة لمواكبة التسارع التقني.
إن إطلاع ولي العهد وإدراكه لواقع المحيط وتحديات الداخل - وهذا ما سبق وأن عبّر عنه سموه بقوله: " تحديات جيلنا كبيرة وكثيرة فمن جهة أقليم مؤجج بحروب دامية لم نرث سوى تداعياتها على بلدنا، ومن جهة أخرى مناخ اقتصادي مُثقل بالأزمات"- يفرض عليه كولي للعهد أن يكون على قدر المسؤولية ليس بالقول وحسب وإنما بالفعل كذلك، وهذا ما نلمسه حقيقة على أرض الواقع كل يوم، وما خِطاب سُموّه - حفظه الله - في مجلس الأمن وهو الأصغر سناً وحديثه فيه عن تحديات المنطقة وواقع الشّباب العربي تحديداً وتحدياتهم، وخِطابه كذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخطاباته الاخرى في المنتديات الاقتصادية والمنابر الفكرية وعلى رأسها المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن، ومرافقته لجلالة الملك في زياراته واللقاء بالزعماء والقادة إلّا دليل صارخ على قدرة سموه على تحمل المسؤولية ليكون عند حُسن ظن الملك-حفظه الله-، ولعل ما يثبت ذلك أيضاً مشاركة سموه لجيل الشباب وقفته معهم، لا بل مساندته لهم وتعبيره عن اعتزازه بهم، وأنه معهم كما جلالة الملك وأن هذا ما يأمله من أبناء وطنه أن يكونوا عوناً ونصيراً للوطن ولجلالته، ومن لم يرى مشاركة سُموّه للشّباب في مبادراتهم وأعمالهم! ومن لم يعرف عن تلك المبادرات التي أطلقها سموه بنفسه كمبادرة (سمع بلا حدود) ومبادرة (حقّق) ومبادرة (نوى) ومبادرة (مسار) ومبادرة (مصنع الأفكار) و (تدريب ناسا) ومبادرة (ض) وغيرها الكثير، ولعل انشاء مؤسسة ولي العهد عام ٢٠١٥ ما جاء إلّا لتأكيد مساعي سموه في تمكين الشباب وتسليحهم بالقيادة والمواطنة والجاهزية للعمل.
إن جهود سمو ولي العهد تضعنا أمام مسؤولية دورنا في بناء الدولة وفي إيصال مركبها لبر الأمان إجباراً لا اختياراً بطاقات أبناء الأمة وهمتهم، وهذا ما يتضح بقول سُموّه للشّباب: " لقد حان دوركم لتبنوا ولتزيدوا الاردن عماراً ونماء ولكن بطريقتكم وأدوات عصركم" .كما أن جهود سموه الذي كرس حضوره الفاعل في المشهدين الداخلي والخارجي من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات والمبادرات التي أطلقها في مناسبات مختلفة ولامست مجالات وقطاعات مهمة وحيوية لتفسر حرص سموه ودعمه للطاقات والافكار الريادية والإبداعية والابتكارية الشبابية، بهدف تعزيز الفكر الريادي والابتكاري عند الشباب وتوجيههم نحو العمل التقني والفني والمهني لإيجاد حلول عملية للمشكلات التي يعانون منها، وفي مقدمتها إيجاد فرص التشغيل وتلبية حاجة سوق العمل من التخصصات المختلفة، لتمكينهم تعليميا واقتصاديا واجتماعيا وتسليحهم بأدوات العصر وتقنياته، وبنفس الوقت تحويل الأفكار الإبداعية الى مشاريع تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وفي ذلك تأكيد أكيد على أن الشباب هم المستقبل والرصيد الوطني الاستراتيجي والثروة الوطنية الحقيقية، فبحسب وصف سموه: "أن من يمتلك المفاتيح لعقول الشباب، تفتح له أبواب المستقبل"، وهذا ما عبّر عنه سموه أيضاً في أكثر من موضع من ذلك قوله: " أن جيلنا هو المكلّف والمهيأُ للقفز بالأردن إلى المستقبل، حيث تُصنع الفرص بالطموح والابتكار والريادة والفرص الآن للروّاد الذين يَجدّون، فالمستقبل لا مجال فيه لطوابير الانتظار".
وفي ضوء ما سبق فإن في مضامين مساعي سُموّه إيمان عميق بالشّباب وبقدراتهم وأنهم على قدر العزم والأمل للنهوض بالأردن، وهذا مطلب الشّباب وطموحهم الذي لا بديل عنه ولن يُرتضى بغيره، وهذا لطالما عبّر عنه سُموّه بقوله :" وأنا أعرف شباب بلدي جيداً فنحن لن نرضى أن يقف الأردن مكانه "، كما أن دعوة ولي العهد للشّباب لضرورة أن يُمكّنوا أنفسهم بالعلم معرفةً وتقنية وأن يتسلحوا بالإرادة والإيمان لم يأتي جزافا، فبحسب وصف سُموّه:" فإن لم نتغير ونتطور سنتخلف عن الركب العالمي". وهذا يتطلب مسؤولية مشتركة، مسؤولية لا تقع على عاتق الشّباب وحدهم بل تقع على عاتق الشركاء، كما أن لقطاعات الدولة والتشاركية فيما بينها دور كبير للنهوض بالشّباب، وهذا ما سبق وأن عبّر عنه سُموّه وأكّد عليه بقوله:" إن تحقيق رؤية المستقبل ليست مسؤولية الشّباب وحدهم بل هي مسؤولية مشتركة، مسؤولية القطاع الخاص والعام والمؤسسات الشّبابية والمجتمع بأكمله"، كما وضّح سُموّه: " نحن لا نريد من المجتمع والمسؤولين أن يخلقوا الفرص ولكن ما نطلبه أن يوفروا البيئة التي تسمح للفرص بأن تُخلْق" .
في الختام، يثبت الأميرالشاب كل يوم أنه عند حسن ظنّ القائد ورؤيته، كما يُثبت أنه على قدر المسؤولية التي ارتضاها له الملك وقَبِل بها الشعب محبةً ورضا وقناعة لأنه ابن المعزز عبدالله -أدام الله عزّه- وحفيد الحسين الباني -رحمه الله-. وليس بأفضل دلائل على اقتدار سُموّه خيرٌ من أفعاله وخطاباته التي تحمل مستوى من الرّفعة شكلاً ومضمونا لم يرتقِ إليها كثير ممن هُيئت لهم الفرصة للقيادة في كثير من دول العالم وخاصة العربي منه، وهذا المستوى يضعنا في صورة قُوّة فكر سُموّه وتنوع طرحه وعُمق إيمانه وصلابة موقفه وعزيمته، وفي ذلك يمكن القول: (لا خوف على أردن، الله حافظه، والأردنيون شعبه، وعبدالله الثاني ملكه، والحسين الأمير ولي عهده).
نهاية حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعباً





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :