facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تدريس الإعلام باللغة الإنجليزية


أ.د عبد الرزاق الدليمي
16-07-2020 03:55 PM

هناك من يرى بوضوح بروز تحدّ آخر في الآونة الأخيرة، ذلك أنهم حذّروا من تدريس الإعلام باللغة الإنجليزية، ما يؤدي إلى ضعف في مهارات اللغة العربية لدى خرّيجي الإعلام في الجامعات التي تدرّس هذا التخصّص باللغة لدى عملهم في وسائل الإعلام.
وشدّدوا في الوقت نفسه على ضرورة إلمام طالب الإعلام باللغة الإنجليزية، ولكن ليس على حساب لغته الأم، لأنّ مصير معظم الخرّيجين هو العمل في وسائل إعلام عربية في الدولة، وليس من المنطق أن يدرسوا بلغة لا يحتاجها سوق العمل.
ولا يختلف اثنان من أنّ تعلّم اللغة الإنجليزية مطلوب وضروري، إلا أنّ تدريس الإعلام الذي هو واجهة للدولة والثقافة باللغة الإنجليزية تعدٍّ واضح على اللغة الأم.إنّ تدريس الإعلام باللغة الإنجليزية ليس في مصلحة الطالب أبداً، لأنه يؤثّر بشكل سلبي على ثقافته ، ومن جانب آخر لا يساعده في تطوير مهاراته وقدراته في الكتابة والتحرير الصحافي ومهارات التقديم الإذاعي أو التلفزيوني باللغة العربية والتي يجب أن يتقنها طالب الإعلام على وجه الخصوص.
ولذلك فإنّ هذا التوجّه قد لا يخدم التطوّر المنشود، بل على العكس فإنّ تأثيره السلبي على الثقافة والانتماء نتيجة محتملة، ويجب على الطالب أن يتأسس في الإعلام باللغة العربية، وبعد ذلك يقوّي مهاراته في اللغة الإنجليزية. فكيف يتخرّج طالب من جامعة عربية وفي دولة عربية وهو غير متمكّن من لغته الأم، ويتوجّه للعمل في وسيلة إعلام عربية؟.بل يجب على طالب الإعلام أن يتشبّع بهويته وثقافته الأصيلة، لأنه هو الذي سيصنع الرأي العام وهو من سيقود الإعلام في المستقبل.
إنّ تدريس اللغة الإنجليزية بالجامعات أمر جيّد ومطلوب، وله نتائج إيجابية كزيادة التواصل مع الثقافات الأخرى، والاستفادة من الإنتاج العلمي الذي غالباً ما يكون باللغة الإنجليزية، بيْد أنّ تدريس الإعلام باللغة الإنجليزية شيء غير منطقي وقد تكون له تبعات خطيرة في المستقبل .
ويمكن تدريس العلوم البحتة كالفيزياء والكيمياء باللغة الإنجليزية، ولكن الإعلام والعلوم الاجتماعية والإنسانية يجب أن تكون اللغة العربية في تدريسها. ورغم ذلك يمكن لبعض الجامعات طرح برنامج لتدريس الإعلام باللغتين العربية والإنجليزية، على أن يعطى الطالب حرية الاختيار.
وهذا ما يزيد من اعتقادنا أنّ لهذا التوجه نتائج خطيرة على المدى البعيد، لأنه يكرّس في ذهن الطالب أنّ اللغة الإنجليزية هي الأهم، وبالتالي فإنّ أيّ حديث عن الهوية في المستقبل لن يقنعه.
كما أنّ تدريس الإعلام باللغة العربية لا يتعارض بأيّ شكل من الأشكال مع التقدّم والتطور، وهناك دول تطوّرت وتقدّمت وهي تحرص على أن تعلّم طلابها بلغاتهم الوطنية ولم تدرّسهم أية لغة أجنبية كتايلاند وكوريا وغيرهما.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :