facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النقص المزمن فـي الدينامية


محمود الريماوي
06-06-2007 03:00 AM

يطير وفد إسرائيلي إلى واشنطن برئاسة وزير النقل شاؤول موفاز ، لإجراء حلقة جديدة من الحوار الاستراتيجي مع الإدارة الأميركية . وما يعتبره غالبية الساسة والمعلقين تطابقاً غير مسبوق بين تل أبيب وواشنطن ، في عهد الإدارة الحالية وحقبة شارون ـ اولمرت ، فإنه يحتاج إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين ، وهذه وجهة نظر اليمينيين الجدد في تل أبيب ، الذين تتأسس رؤيتهم على التصدي لإيران والإرهاب مع تجاوز التسوية العربية الإسرائيلية وطرحها جانباً . ولعل هذا هو أكثر ما يستحق أن يكون مدعاة للاهتمام عربياً . فقد نجحت تل ابيب في تجويف وتتفيه مبادرة الرئيس بوش لإقامة دولتين ، وذلك عبر السلب المنظم لأرض إحدى الدولتين والتنكيل الجماعي المنهجي بشعب تلك الدولة .

وبالمناسبة ففي هذه الايام تمر الذكرى الخامسة لإطلاق الرئيس بوش لرؤيته . وهي رؤية لم ير صاحبها وسيلة لتطبيقها، فاستعاض عنها بتأييد حرب شارون لتدمير ركائز الدولة الموعودة !.

طرح التسوية جانباً بما في ذلك مبادرة السلام العربية . فالدولة العبرية ليست معنية على الإطلاق بالتسويات ، وعلى العكس من ذلك فهي منصرفة كليا منذ ست سنوات وبصورة يومية، لارتكاب جرائم القتل وتدمير مقومات الحياة والاستيلاء على الأرض المحتلة . وقد تم اختزال الصراع إلى مكافحة للإرهاب . وتفيد أنباء أن تل أبيب تتملص من عقد اجتماع ثان للتداول في المبادرة العربية الجماعية ، بعد الاجتماع اليتيم الذي عقد في القاهرة ، والذي خرجت منه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني لكي تغفل مجرد التطرق إلى المبادرة .

ولا تجد واشنطن ما تقوله سوى الانفتاح على أفكار أوروبية ، في إطار اللجنة الرباعية الدولية، بتقديم مساعدات إنسانية للرازحين تحت الاحتلال بما يعيد القضية إلى المربع الإنساني ، ويسلبها مضمونها السياسي والقانوني . فيما تفيد تقارير أخرى أن واشنطن وبالذات وزارة الخارجية ترغب في التقدم خطوة أخرى لملامسة الوضع السياسي وهو ما يرفضه أولمرت ورهطه ، ويؤيده من تبقى من محافظين متعصبين على رأسهم نائب الرئيس ديك تشيني .

كانت هناك وما زالت حاجة لحوار استراتيجي عربي ، وهو ما بدأت به دول عربية ، ولم يلبث هذا الحوار أن انقلب إلى اتصالات عادية . الحوار مطلوب ليس من اجل اكتشاف صعوباته الدائمة ، وليس سعيا للوصول إلى اتفاق أو خلاف ، بل لتظهير طبيعة العلاقات وحجم الفجوات، وتثبيت التمسك بالحقوق العربية والشرعية الدولية ، وإظهار السلوك الأميركي الذي ينتهي في كل مرة ، إلى التطابق مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي ، والى الإضرار المتعمد في النتيجة ، بالصداقة العربية الأميركية وبصورة أميركا في العالم العربي .

وفي جميع الأحوال فإن النقص المزمن في الدينامية العربية، يتم ملؤه بمبادرات إسرائيلية لا تهدأ باتجاه واشنطن ، وذلك جنباً إلى جنب مع تعاظم السلوك العدواني والتوسعي ، والعمل الحثيث على إرساء وقائع صلبة على الأرض المحتلة .

وهكذا ففي الوقت الذي تنكر فيه تل أبيب وجود صراع مع العرب والفلسطينيين ، والحاجة بالتالي إلى تسويته ، فإن قادتها لا يكفون عن خوض صراع وحشي ، لا يقل في وتيرته عن ذلك الذي تم خوضه قبل العام 1948 ، والذي أدى لقيام دولة اسرائيل على أرض فلسطين وعلى حساب شعبها .

لتكن هناك مبادرة عربية وليكن هناك تمسك بالخيار السلمي ، غير أن الدولة العبرية هي في أضعف الأحوال دولة مارقة ، وشديدة الخطر على أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، ومن حق الشعوب العربية بل من واجبها التمسك بروح صراعية مع هذه الدولة الباغية .

mdrimawi@yahoo.com







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :