facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مهرجان جرش على حبل الإعدام


عاطف عتمه
25-07-2020 02:56 PM

لقد تمكن مهرجان جرش للثقافة والفنون من السير بشراعه بثبات، ليعبر المشهد الثقافي بكل نجاح الى العالمية، ويقاوم رياح العبث العاتية التي أثارتها بعض الحكومات المتعاقبة، ولربما جاءت هذه الرياح السموم لتدمر المشهد الثقافي في الوطن برمته، وكان كل ما يجري إما بدواعي غباء او جهلا في الحكومات، وإما جهلا لوزراء الثقافة وعدم إدراكهم لقيمة وأهمية هذا المهرجان، وما يشكله من حاله في وجدان المثقف الأردني والفنان الأردني، بل في وجدان كل من يتوقون إلى الحرية والانطلاق للتعبير عن مكنوناتهم وتراكماتهم في مواجهة قسوة الحالة السياسية المأساوية التراجيدية المخيمة والجاثمة على روح الأمة بامتياز، قد وجد المثقف العربي والفنان العربي ضالته ومجمع البحرين في الأردن ليجد هويته... لأن من طبيعة العربي منذ ما قبل العصر الإسلامي لا يفتؤ يبحث عن مساحة لينطلق بفكره ووعيه رهين المحبسين. منذ أيام مربد العرب وأسواقهم الثقافية، لقد كان مهرجان جرش متنفسا للتفاعل والانطلاق نحو آفاق أخرى مهمة في وجدان الحصان العربي الذي واجه الاضطهاد والكبت والاستعمار والتخلف. لقد وصل مهرجان جرش للثقافة والفنون القمة وتربع على عرشها بفضل جهود القائمين، منذ ان كنا على مقاعد الدراسة الجامعية في قسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك، حين تخلقت الفكرة وانطلق المهرجان عام 1983 ليكون مركز إشعاع ثقافي وفكري واقتصادي، ومركز تفاعل حضاري مع كل شعوب الدنيا على اختلاف أية السنتهم، من خلال تلك الفرق التي كانت تشارك من كل حدب وصوب مهوى افئدة العاشقين .. لكننا اليوم نعاني من تخبط البيروقراطية الحكومية والقرار للحكومي الارعن وسطوة سيف وزارة الثقافة ووزيرها وسيفها المصلت للحكم بالقتل والموت على مؤسسة ثقافية كان بناها المتحمسون الجادون في طريق طويل نحو الافق مضن، ويبدو ان الوزارة ووزيرها يتذرعون بأزمة الجائحة لاطلاق رصاصة الرحمة، مع أن لجنة الإدارة في الأزمة في موضوع الجائحة لها وجهة نظر اخرى، الا أنه يبدو جليا ألا نقطة تلاق بينها وبين الوزارة والحاجة الملحة لمتنفس ثقافي، في ظل الاجواء السائدة، ثم ولا يجوز أن يطوق بصيص الضوء حبل المشنقة، وليخنق بهجة الحياة الثقافية وبقايا فرح يبعثها مهرجان جرش في روح الحياة الثقافية، وحياة المدينة في جرش، واهل الثقافة وأهل المدينة على حد سواء، أن انعقاد المهرجان فرصة المربد لتسويق ما وفر عندهم من ابداعات عقلية وفكرية وحرف يدوية، وللاسف ياتي قرارا متسرعا ليحكمنا قرار الوزير بالفشل والاحباط والصدمة والنكسة..

ويبدو ان ايمن سماوي مدير عام مهرجان جرش، الذي يمتلك الخبرة والدراية والمعرفة والتفاؤل والتفاعل مع هذا المهرجان لا يملك من امره رأيا ولم يتركوا له ذلك، وهل يقبل بإيقاف مهرجان جرش والمؤامرة على أبناء جرش أم بأنه لا يجد أذنا صاغية تعينه في أحياء المشهد. لا بد من إعادة النظر وإعادة القراءة للمشهد الثقافي لانعقاد مهرجان جرش بتشكيل لجنة تبتعد عن سطوة وتغول قرار الوزارة ووزيرها، يكون قرارا أكثر حصافة وحكمة يسير بنا إلى المستقبل ولا يحبطنا أكثر مما يجب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :