facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ونحن نستقبل عيد الاضحى المبارك


فيصل تايه
30-07-2020 10:49 PM

ونحن نستقبل حلول عيد الأضحى المبارك مع النسمات الأولى من صباحه بالتكبير والتهليل والفرحة مبتهجين بانقضاء فريضة من فرائض الدين الحنيف ، في عام حج استثنائي ، مرحبين بيوم الفداء والمودة والصلة والعتق من قيود النفس الشحيحة ، وفرحة الحاج في أداء المناسك والتضحية والتحلل من الإحرام ، في مشهد لم ترَ أهيب منه العيون ، وموطن لم تخشع في مثله القلوب ، فسبحان مَن علَّق الأرواح بتلك الديار الجدباء القاحلة ، حيث لا ظلّ فيها ولا نضارة ولا ماء ، وإنما تحمل في محيطها الشعور والمشاعر التي لا يُنسيها الزمان، ولا تمحوها الأيام، قد جعل الله -سبحانه- في هذا المنسك من العبر والعبرات، والذكرى والعظات ما يزيد الإيمان، ويغرس التقوى ، فمرحبا بسعادة الغني بالبذل والعطاء وفرحة المسلمين بتحقيق الأمنيات..

عيد الأضحى المبارك يختزل في حروفه ومعانيه ومراميه معنى الفداء وكل ما يعني التضحية ، انه العيد المشروع للخروج من دائرة الهموم قدر الإمكان ، واستشعار عظمة الحدث الإنسانيّ الدينيّ المتمثّل في الحج وفرحة المسلمين في الالتفاف حول مناسبةٍ جليلة وفرحةٍ كبيرة تتجاوز بها النفوس ولو مجازاً أهوالها الجِسام ، لينطلق من مناسبة حيوية مهمة ، حيث نعيش الفرح الكبير فيه ، ويحاول أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارةً ، وفي الممارسة تارة أخرى ، فهو عيد الأضاحي الذي فيه رمزية الفداء للإنسان الذي كرمه الله عند افتداء الله بذبح عظيم لنبيّه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ليصبح الذبح شعيرة من شعائر الدين تأكيدًا لقداسة هذا الإنسان وحرمة إراقة دمه ، ولا عبرة في إراقة دم الحيوان إلا التزام المسلمين بمبدأ السلام وصون كرامة الإنسان في هذه الحياة القائمة على سنة التنوع والاختلاف والتدافع في الأرض ، وإحياء مبدأ التكافل بين الناس حين يتذكر الغني جاره أو أخاه الفقير ، فأنت بالأضحية تتقي الله بسلوك منهجه القويم في السلام والمحبة والعطف والتراحم.

يأتي عيد الأضحى المبارك لعله يجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم وضاعت في تزاحم المسؤوليات وحياة تزداد تعقيداً ، وكل تلك الإفرازات السلبية التي تحاصرنا طوال العام ، عيد مبارك على المسلمين عامة ، وعلى كل من يريد أن يستشعر العيد بعيداً عن إحساس التأنيب المستمر ، والجلد الذاتي الذي يمارسه البعض على أنفسهم ، فسنسعد بالعيد على الدوام عندما تنتهي الأحقاد وتذوب الفوارق بيننا ويظهر فيه الإيثار ويتعاظم فيه السباق على التلاقي وتمتد الأيادي لبعضها البعض من أجل صلة الأرحام وإنهاء القطيعة ومنع الأذية وتتداول فيه الهدية لتصفى النفوس وتغسل الادران وتلتقي القلوب الرحيمة والأفئدة الرقيقة لتبدأ مع إشراقة صباح العيد صفحة جديدة من الألق والرخاء والصفح الجميل ، وأن يكون هذا العيد بمثابة مراجعة للنفوس وتصفيتها مما علق بها من أوجاع ، وكنس غبار ما مضى للوصول إلى محطةٍ فاضلة ، ولننتصر كلنا للإنسانية المفعمة بالنبل والترفّع عن الأحقاد المقيتة.

وأخيراً سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا ، وسنظل نحتفي به وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد تحققت كل امانينا بنصرة الأمة وان ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين ، وخروجاً لامتنا العربية من براثن الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعيد لهذه الامة أمرهما ولمّ شملها ، وسنظل نردد دعوة خليل الله – ابراهيم عليه السلام - رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وارزق اهله من الثمرات - وان يديم علينا هذا الوطن دار امن وامان وواحة رخاء واستقرار ، سائلين المولى ان لا يغير حالنا الا الى حال خير منه ، وان يديم علينا قيادتنا الهاشمية ، وان يحفظ مليك البلاد لما يحب ويرضى ، إنه على كل شيء قدير
ودمتم والوطن سالمين .. وكل عام وقلوبكم تحمل فرحا لا ينتهي ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :