facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أجراس الطفولة ..


احمد حسن الزعبي
07-03-2010 02:45 AM


مثل (الخبيزة) و(الفيتة) و(المرّار) كانوا ينبتون مع آذار في باحات الحارة وقرب (السناسل) وخلف الاسيجة،وبين البيوت المهجورة، أصواتهم زقزقة شهية ترفرف فيها البراءة ، وصيحاتهم آذان للطفولة..

أحد لا يعرف متى وكيف يبدأ موسم (الدواحل) والمتعارف عليها رمثاوياً بـ(المازيات) - مع تضخيم الزين في الكلمة- ولا حتى سيارات (الشرطان) ولا (الكريزيّات) ولا (عربات البيليا).. فليس هناك روزنامة للشغب واللهو، ولا مواقيت كونية لمزاج العصافير..

كنّا نراقب الشتاء من النوافذ العالية عندما يكفكف مزاريبه ،وتلم الغيوم آخر أضابيرها في نهاية دوام شتوي طويل، وتسطع الشمس فتبدو أكثر هيبة وجرأة في سماء أكثر زرقة ، نعلن الأرض ساحتنا، نحتلها بأظافرنا ونحفر فيها خنادق المنافسة وشهوة التخيل.. جيوب ممتلئة ،وأصوات كرات الزجاج بالجيوب ترن كأجراس مسائية عند المشي السريع ، بناطيل مرقعة (ساحلة) مثقلة بغنائم الفوز ، وفردة جوارب محشوة برصيد كبير من (الدواحل) تخبأ بين أحجار السناسل....ظهور صغيرة مكشوفة، وتركيز عالٍ بإدخال (المازي/ الدوحل) في (الجورة) التي حفرت بأصابع جوعي للّعب...عبارات اتهام ، ووشاية ، و(مقاهرة) تنطلق بين المنافسين..(انت زغّاي)..(مطّيت ايدك)..(وحياة الله ما مطّيت) ، (دقّة مزطة) ، (فلان سرق) ، (ما فيش تعيد)، (انا مازيي مقّيع)- وتعني كلمة (مَقّيع) مع تشديد القاف: كثير الصيد - أي يعزون سبب ربحهم لطبيعة (الدوحل) وليس لمهارة اللاعب..وغيرها الكثير، ولضمان موسم أطول دون (هوشات) و(فشخات)، غالباً ما كان يتم لعب (الدواحل) على مبدأين؛ الأول:(عن حقّه) أي من يخسر (دواحله) لا تعاد اليه(بمعنى )رأس المال متغير(..والثاني: (عن كذبة) حيث كانت تعاد (الدواحل) في نهاية اللعبة الى أصحابها بمعنى(رأس المال ثابت).

بعد نهاية موسم (المازيات) يبدأ موسم سيارات (الشرطان) :حيث يقوم الأطفال بتصنيع هياكل سيارات مختلفة الأحجام والاشكال، من اسلاك الحديد الطرية..ويقومون بتحريكها يدوياً من خلال مقود طويل.

يليه موسم (الكريزيات) حلقة دائرية معدنية واسعة ..أشبه (بجنط الدراجه الهوائية) يتحكم بها قضيب حديدي معقوف أثناء جريان الطفل خلفها..

وأخيراً موسم (عربات البيليا): قطعه خشبية مستطيلة تتسع لطفل واحد ، لها عجلات معدنية أربع ، يقودونها على الأرصفة ويركبونها في المنحدرات ..

كل مساء أقف بباب بيتي ، أتفرّج على حارتنا العتيقة ..اتذكر اجراس الطفولة: صيحات الأولاد ، (المازيات) ،(سيارات الشرطان) ،(الكرّيزيات) و(البيليا)..أتفقد ساحات الحارة وأنظر قرب الأسيجة، و بين البيوت المهجورة ...علّي اشاهد طفلاً برّياً واحداً يحفر خندق لعبة بأظافره ،فلا أجد..

***

في هذا الزمن (الديجتال)..لدينا أطفال وليس لدينا طفولة...

ahmedalzoubi@hotmail.com

الرأي





  • 1 الملكاوي المغترب 07-03-2010 | 03:26 AM

    والله يا زعبي محسوبك كنت شبيح دواحل بالشتوية وفطبول بالصيف ....ولعلمك هناك قطار عملته من 25 علبة سردين وثلاثة شباشب (زنّوبات) تم استخدامهن كعجلات للقطار.

    ايضا كنت أشبب ودرّبك عن غيب...أي كنت اشبب بدون شبيبية ودربك بدون دربكة.

    والان بشتغل مساعد قاعد

  • 2 من امريكا 07-03-2010 | 03:49 AM

    الاخ احمد الزعبي صدقت فيما تقول
    والله نفسي اشوف أطفال في الوقت الحاضر أطفال بمعنى الكلمة تنبعث من عيونهم البراءه

  • 3 07-03-2010 | 04:01 AM

    شكرا للزعبي

  • 4 07-03-2010 | 04:10 AM

    مبدع دائما

  • 5 م ,علاء الجراح 07-03-2010 | 09:09 AM

    ابدعت و ابدعت و ابدعت
    الله يعطيك العافيه على الذكريات الجميله اللي عيشتنا فيها والله الحياه كانت ابسط و احلى.

  • 6 بنت الجبل 07-03-2010 | 11:45 AM

    ابدعت كان زمنا جميلا ، فعلا هذا زمن الديجتال ، محى كل أثر للطفولة ، وعلينا ان نعترف بأن اللوم يقع علينا نحن الاهل ، في كل ما يحدث لطفولة ابنائنا.

  • 7 ابو عايده الاردني 07-03-2010 | 11:46 AM

    وصف لا يكون الا من عبقري الله يعطيك الصحه ونستمتع دايما بكلماتك الرائعه

  • 8 مخادمة 07-03-2010 | 12:06 PM

    حبيبي ابو حميد
    واللة رجعتني عشرين سنة لورا
    اااخ ما احلى الرمثا وذكرياتها
    بس نسيت صيد العصافير بالشناكل والبحث عن العشوش في الكروم والمحاجر والسباحة بالاودية بفصل الربيع

  • 9 محمد سمارة الزعبي 07-03-2010 | 12:31 PM

    مشكور على هذه المقالة الاكثر من رائعة...... فوالله لقد حركت روح الطفولة لدينا وفعلا لم تبقى الطفولة بعد!

  • 10 09-03-2010 | 01:44 AM

    والله...

  • 11 ام بهاء 09-03-2010 | 01:02 PM

    ايش يا عمون وين تعليقاتي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :