facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستهتار والتهاون في كورونا .. مسؤولية من ؟


فيصل تايه
24-08-2020 03:28 PM

حسابات صعبة ودقيقة وضعتها دولتنا الاردنية عندما قررت إغلاق المدن نتيجة تفشي جائحة كورونا.. وعندما قررت العودة التدريجية للحياة أيضا أعدت إستراتيجيات متقنة وبروتوكولات ملزمة لكي لا تعود الأوضاع لسابق عهدها، كما حدث لعدة دول في العالم ، فما يعيشه العالم اليوم، ليس مجرد أزمة وبائية فحسب ، فالأزمة لها جوانب عديدة، وهي في أحد جوانبها أزمة إدارة ومعركة الوعي في المجتمعات، وهناك حكومات تتعاطى مع الموضوع بكل جدية، وتدير الأزمة بنجاح وشفافية ومسؤولية، وأخرى تتساهل فيه وتخفي الحقائق عن الرأي العام، وتفشل في إدارة الأزمة، ولا تبالي بالخطر الكبير الذي يهدد حياة البشر .

اما نحن هنا في الاردن ، لم نقصر لحظة في ادارة ازمتنا بشكل شهد له العالم بل واصبحنا نعلم الدول كيف تضع خططها لمواجهة هذا الوباء الماحق ، لكن ان يعود الوباء بالانتشار بالشكل الذي عليه خلال الايام الماضية نتيحة تراخي وتهاون واستهتار بعض العاملين على المعابر الحدودية كما سمعنا من عدة مصادر فهذا هو الكفر بعينة ما يتطلب إجراءات فورية وعاجله بحق هؤلاء العابثين بامننا الاجتماعي وكانه موضوع اغفال او تغاضي عن " كروز دخان" غير ابهين لتبعات نكوصنا بالعودة للوراء فتلك جريمة وطنية وخيانة عظمى اذا صح المصدر والخبر ، اضافة الى ان المشكلة الحقيقية التي عانينا منها عندما اقتربنا من الوصول الى المنطقة الخضراء في مواجهة كورونا تكمن في توجه المجتمع نحو الفايروس ، وليس العكس ، إلا أن الدول التي قررت العودة للحياة تعي تماما ماذا تفعل وكيف تدير الأمور؟، كون المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الوعي المجتمعي الذي يحدد إلى أين تتجه الأمور، فإن التزم فهذا يعني نحن باتجاه العودة الكاملة، وإن لم يلتزم فإنه يعود إلى المربع الأول، كون انضباط المجتمع أو عدم التزامه بالإجراءات الاحترازية التي اتخذت لمنع تفشي الفايروس هو المقياس الرئيسي للوضع الصحي ، وكون وزارة الصحة أعلنت على مدى الأيام الماضية تسجيل أعداد متوالية بالاصابات بالفايروس وارتفاع ملحوظ في مناطق غير متوقعة ، فمن المؤكد أن هذا مقلق جدا، وأن تلك الحالات تدل على أن هناك سلوكيات غير منضبطة، وهذا أوضحه بشفافية معالي وزير الصحة الدكتور سعد جابر مرارا وتكرارا داعيا الجميع إلى توخي الحذر واتباع الإجراءات الوقائية في ظل ممارسة الأعمال ومزاولة الأنشطة والصلاة في المساجد، ليأمن المجتمع من تفشي الوباء مرة أخرى.

توجيهات الحكومة وارشاداتها في كل ايجاز صحفي يومي لم تأت من فراغ كونها جاءت وفق قراءات بحثية طبية عميقة تدق ناقوس الخطر وتخوفا من العودة للوراء ، بيد ان عدم الاكتراث والتهاون من البعض يعتبر جريمة بحق المجتمع، لذلك فعلى كافة المواطنين الالتزام بالتدابير الاحترازية بما فيها التباعد الاجتماعي والجسدي ، إلا انه لم يكن هناك التزام بالقدر الكافي من المجتمع بالإجراءات الوقائية ، ولو شاهدنا في جولة نقوم بها في الاسواق لوجدنا عدم وجود مسافات أمان بين المواطنين ووجوه عارية من الكمامات وأيادي تصافح وتلمس كل ما حولها رغم وجود قرار بإلزام غير الملتزمين بوضع الكمامة بغرامات وفق امر الدفاع ١١ ، لكن الكثير من الناس لا يلتزم بتدابير الوقاية وكانهم مقتنعين ان كورونا خدعة دولية .

اعتقد اننا بحاجة لضرورة اتخاذ إجراءات أخرى أكثر صرامة على المخالفين وأصحاب السلوكيات غير المنضبطة بتدابير التباعد الاجتماعي ، وعلينا أن نعي جيدا أن الحكومة وفرت كل الإمكانات سواء إبان الإغلاق في الفترة السابقة والعودة التدريجية الى يومنا هذا ، وكل الإمكانات رهن إشارة المواطن ولم تتأخر الحكومة إطلاقا في التعامل مع الوباء وفق البروتوكولات الصحية العالمية، حيث تشير الإحصاءات للوباء التي تم رصدها أخيرا إلا أن الاردن حل في المرتبة الأولى في تسجيل أقل نسبة اصابات ، لتبقى مسؤولية المواطن ، فالحكومة قامت بدورها على أكمل وجه ونجحت وهو ما تؤكده الأرقام ، أما المواطن فعليه مسؤولية المحافظة على النسبة المنخفضة ، وأن تصرف البعض اللامسؤول يؤثر على الأرواح وعلى المؤشرات لا تستحق منا إلا الدعم.

واخيرا . يبقى مستوى الوعي والسلوك، والثقافة لدى المجتمع الاردني في مثل هذه الحالات هو من أهم عوامل النجاح أو الفشل في مواجهة الأزمة، وهناك الكثير يملؤون الطرقات والأسواق والمقاهي، رغم خطورة التواجد في الأماكن المزدحمة، بالمقابل هناك آخرون ملتزمون بالقرارات التي تتخذها الحكومة كي لا ينتشر الفايروس، وأصحاب مستوى عال من الوعي والسلوك، ويلزم أفرادها البيوت، ولا يخرجون منها إلا للضرورة، ويراعون الظروف الطارئة الاستثنائية التي يمر بها العالم..

بقي ان اقول اننا هنا ندق ناقوس الخطر وفق احصاءات الايام الماضية.. فمتى تتوقف السلوكيات غير المنضبطة مع الجائحة؟ فما بين حقبة الإغلاق.. وزمن العودة.. والاستمرار في الانفتاح ، الاستهتار والتهاون الذي هو جريمة بكل المعايير.
ويبقى الدعاء "اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير " خير الكلام





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :