facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العشيرة والعمل السياسي "الإنتخابات النيابية أنمودجاً"


أ.د. اسماعيل الزيود
31-08-2020 12:30 PM

نعيش اليوم مرحلة التحضيرات المسبقة للعرس الوطني المقبل بعد أن جاءت الإرادة الملكية بإجراء الانتخابات النيابية في مشهد نشهده كل يوم يؤشر بوضوح إلى غياب كبير ملموس للأحزاب عن الحياة السياسية وحضور للبناءت التقليدية في أهم إستحقاق دستوري وأهم مظهر من مظاهر التقدم الديموقراطي فتنشط في ذلك بالنيابة الأحزاب البناءات التقليدية بشكل فاعل فتتقدم العشيرة سياسيا لتتولى دور ليس من أدوارها عاى الأقل خلال الفترة الحالية ليس السابقة منها بعد أن سمح للأحزاب بالعمل والمشاركة لإحداث نقلة في التنمية السياسية نتوق لها جميعا.

تكاد الساحة تخلو أمام العشيرة وتشرع لها الأبواب في ظروف مواتية ذلك أنه رغم الحديث في كل مرة عن التنمية السياسية المنشود إلا أنه يبقى هناك محددات أمام تطور تلك الحياة الحزبية فتلبس العشيرة ثَوبا سياسياً إضافة للدور الإجتماعي الذي تنشط به والذي نعتز به دوماً.

العشيرة ذلك التنظيم الاجتماعي تثبت في كل مرة أنها موجودة حاضرة قادرة على أن تلعب أدوارا أخرى طالما أن الأحزاب المعنية بتلك الأدوار قد غابت عن الحضور في هذا المشهد المهم عن الاستحقاق الدستوري الإنتخابات النيابية أتحدث.

لقد خدمت الظروف الحالية المتمثلة بعدم النضوج حتى اللحظة في طبيعة العلاقة ما بين الأحزاب بواقع حالها اليوم بالشارع وبالمواطن فتثبت أي العشيرة أنها في عملية تغير وتطور مستمر جنباً إلى جنب مع الدولة الحديثة فتظهر قدرات متميزة في تحديث أدوارها والعمل بمهنية عالية في العمل السياسي ويظهر ذلك بشكل جلي في آليات العمل في الانتخابات بشقيها البرلمانية والبلدية وأي إستحقاق ينتهج أسس الانتخاب.

إن ذلك بلا شك قد تشكل نتيجة لغياب الأحزاب البرامجية الفاعلة وعدم قدرتها على الدفع بالشباب للإنخراط بها وتبني مشروعها ورسالتها وأهدافها النهضوية التي نقرأ عنها ولا نلمسها في الواقع بالإضافة لغياب طرح برامج من شأنها محاكاة تطلعات الشباب وهمومهم حاضرها ومستقبلها.

لا شك بأن العشيرة قد استفادت من تجربة الأحزاب فأنتزعت دورها بشكل غير رسمي فكانت الأقرب والأقدر عاى حشد المرشحين لتسميتهم ومن ثم كانت أيضا الأقوى حضورا في التعبئة والحشد للتصويت لمرشحيها. في كل الأحوال لا يمكن أن تكون العشيرة بديلا عن الأحزاب ولا يمكن أن تمثل المعنى الذي نتطلع إليه وننشده في الأحزاب السياسية للدولة الأردنية ولا أظنها حقيقة تبحث لتكون بديلا حقيقيا لهذه الأحزاب على الإطلاق.

إن نشاط البناءات التقليدية كالعشيرة اليوم في ظل الغياب الكبير المطبق للأحزاب السياسية قد دفع بالحزبيين لأن يهرولوا نحو عشائرهم و يعودون إلى قواعدهم الانتخابية طالبين الدعم والتأييد والترشح بإسمها ويرضخون لعمليات الفرز الأولية التي تجريها العشائر والدواوين والروابط لفرز المرشح الذي يرونه مناسباً وهم أي الحزبيين يخضعون في ذلك لقرار الفرز الأولى أو الإنتخابات الأولية التي تجريها العشيرة ولا يستطيعون تجاوزها أو التعدي على مخرجاتها لأنها محكومة بقواعد وعهد وميثاق شرف وغيره تلزم المرشح أو حتى من لم تقوده نتائج الفرز الأولية.

تلعب العشيرة هذه الأدواراً الإضافية على أدوارها الرئيسية فهي تفرض نفسها بقوة وتحضر بشكل فاعل اليوم لتهمش الأحزاب والقوى السياسية الأخرى وتفرض نفسها بشكل ملموس على مسرح الإعداد والتقديم والإفراز الأولي للمرشحين.

لا يكاد بالفعل يفلت مرشح من قبضة العشيرة طالما لم تجمع عليه ولم تقدمه بأنه مرشح بإسمها أو مدعوم من قبلها فهي قادرة على حرقه سياسياً وتهميشه والتعبئة ضد انتخابه ذلك أنه حتى عملية تشكيل الكتل لخوض غمار الإنتخابات تعتمد في بنائها على من لديه ثقل وإجماع عشائري يفاوض به بقية المنافسين. إن ذلك أيضا معتمد على الذهنية التي يتمتع بها كثير من الحزبيين لدينا وهي باختصار عدم الثقة بالحزب الذي يمثلونه وبقدراته ووجوده وبرسالته فكيف لهم أن يقنعوا الشارع بأهمية وجود الأحزاب ودورها السياسي للدولة.

الحقيقة إن غياب الأحزاب السياسية قد قدم العشيرة وفوضها لتلعب أدواراً ليست جديدة عليها لكنها يفترض أن تكون في ظل الدولة الحديثة أدوار ومهاما للأحزاب السياسية إلا أن العجز الحقيقي الملموس للحزبيين دعم العشيرة وعزز تقدمها في هذا الشأن أعني الشأن السياسي المتعلق بالانتخابات بكافة تفاصيلها الأولية القبلية منها والبعدية.

أن الناظر المتابع للعشيرة اليوم ليجد أيضاً في ظل هذه المنافسة وفي ظل اقتراب الاستحقاق الدستوري أنها تقدم كافة أشكال الدعم للمرشحين المادي والمعنوي معا والحشد والتأييد والدخول في عقد تحالفات وصفقات وتساند وتساعد مرشحيها حتى آخر لحظة من إعلان الجهات الرسمية لنتائج الإنتخابات حتى أنها تتقبل التهاني بقدرتها ونجاحها في إيصال مرشحين قد فرزتهم إبتداء وعزمت على نجاحهم في هذا العرس الوطني.

وهنا لا بد من القول أن العشيرة في المملكة الأردنية الهاشمية تمثل حالة مختلفة من التقدم والتطور فهي تعد أنمودجاً يقف جنباً إلى جنب مع الدولة ويساندها في كافة الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتمثل شكلا حضاريا أيضا للتكافل الاجتماعي المنفتح حيث لا يقف هذا النموذج بعلاقة تصادم أو تضاد أو إختلاف مع الدولة الحديثه بل يكملها ذلك أن الدولة نفسها تدرك أهمية ومعنى أن تبقى العشيرة حاضرة في كافة مفاصل الحياة الاجتماعيه والسياسية على السواء في تكوينها وهي تمثل دعامة أساسية دوماً ولا تمثل أبدا أي علاقة ضدية أو تضاد مع الدولة أو النظام السياسي في أردنا العزيز بقيادته الهاشمية الحكيمة.

يطول الحديث عن شكل وأنماط القيادة التي يفرضها النهج الجديد للعشيرة في الحفاظ على وجودها فهي تسعى لتجديد نفسها بأكثر من شكل وما الحضور السياسي في مجال الإنتخابات النيابية التي هي إحداها إلا أن ظهور بعض الزعامات المهترئة التي تتقدم لتتحدث بإسم العشيرة وتقدم نفسها بأنها الزعامة الأصيلة الوحيدة أساء بعض الشيء للأدوار الراقية الأصيلة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يجحدها على مر تطور الدولة الأردنية.

العشيرة اليوم ليست هي عشيرة الأمس فهي المنظمة وهي التي تجاوزت المفهوم العصبي المنغلق إلى الانفتاح عاى الوطن بكافة مكوناته وطوائفه.

العشيرة ذلك البناء الاجتماعي تعددت مهامها ما بين الاجتماعي والسياسي وغيره والذي نشط اليوم في تقديم مرشحين ورافق الدولة الحديثة لبناء أردن الغد الأردن الأنموذج الذي نتطلع له بعين جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله الذي يسبق الجميع في سعة أفقه وحلمه بأردن المستقبل.

أخيرا أقول لا يمكن أن تمثل العشيرة بكل تبدلاتها الأحزاب لا عاى المستوى المفاهيمي ولا عاى المستوى السياسي ولا حتى حسب مفاهيم الديموقراطية الحقيقية ولا يمكن أن تكون بديلا عنها ذلك أن رابطة الدم وقيم العصبيه ستبقى أساسا في تحديد الأدوار الوظيفية داخل إطار العشيرة لذلك لن تحقق ما نتطلع إليه ولن تكون بديلا للأحزاب الحقيقية ولا أظنها تسعى لأن تكون بديلة للأحزاب كل ما في الأمر اليوم هو أن ضعف وغياب الأحزاب دفع بتقدم وتبدل وتغير أدوار العشيرة وتمثلها.
وأوكد أنا هنا على رغبتي الجامحة التي هي رغبتنا جميعاً بوجود أحزاب سياسية برامجية فاعلة في كافة مفاصل الحياة لإنتاج مجلس نيابي مسؤول حاضرا ومستقبلا.

الأحزاب الفاعلة هي مؤشر من مؤشرات تقدم الشعوب والدول وهي في ذات السياق أساس يعتمد عليه في قياس مستوى التحول الديموقراطي للدولة فلندفع بهذا الإتجاه من أجل أردن قوى لنا جميعاً تلك هي مصلحتنا ولن نتراجع عنها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :