facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هو وهي


د. إنصاف المومني
10-09-2020 03:13 PM

تختلط الرؤى وتتعالى الاصوات وتتداخل الأدوار في ظل الإفرازات المعاصرة والطوفان الإعلامي، فكثيراً ما نسمع هي تقول وهو يقول.

هي تقول: القوامة امتداد لعقدة الذكورة وحصيلة موروث تقاليد اجتماعية سقيمة وهي تعني التسلط والاستفراد بالرأي والقرار وإلغاء أي دور فاعل لشريكة الحياة،وقد تبلغ الأمور مبلغها وتخترق الخطوط الحمراء فتقول: إن كان هذا هو الإسلام.. فلا انقاد له ،ومن المعلوم أن صوتها له صدىً ورجعاً على الصعيد العالمي والمحلي، لم لا ونحن أمام تيارات عالمية عاتية تريد أن تنال وتهدم أعظم حصن تربوي متبقي لنا.

في المقابل هو يقول: الأصوات تتعالى وتتباكى لتحمي المرأة من ظلم كل الرجال، بل يتعاضد الإعلام مع الأقلام والمؤامرات والمؤتمرات المغرضة لإلغاء كل خصوصية للرجل ورجولته حتى كادت بعض النداءات تريد اقصاء ضمير الرجولة من قواميس اللغة وقواميس المنظومة الأسرية.

هو يقول لو كانت هناك جهات انسانية منصفة محايدة لأوقفت مهزلة شيطنة الرجال وانتهاك حقوق رجل الحضارة المعاصرة سيما في ديار الشرق وما يتعرض له الرجال من كبد الحياة (فالمرأة لا تطلب إلا الرجل فاذا جاء الرجل طلبت منه الدنيا واضعافها) فأعباء الحياة المعاصرة وكمالياتها اللا منتهية وثقافة الاستهلاك التنافسية والسباق الدنيوي المسعور بين معاشر النساء يجعل الرجل يواصل كبد الليل بكبد النهار لينتهي به الأمر في أغلب الاحايين أن يغرد وحده خارج السرب في ظل (حزب الأم) أو البيت العنكبوتي الذي ينقاد افراده إلى الحزب الأقوى اعلاماً والاقدر على الاقناع والتأثير.

وهو يقول: أخشى أن يأتي أيام على المعمورة فنراها قد خوت من الرجولة وأن دور الرجال يختزل من أجل النساء، أو السير خلف النساء سيما إذا اطلعنا على الإعلام بشقيه التقليدي والجديد وفي ذلك خلل يعكر صفو الحياة الإنسانية ويلقي بظلاله على علاقة العبد بخالقه "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا"، فكأنما تحمل الرسائل المغرضة بين مضامينها العبثية من خلق كوكب الأرض.

والفيصل في الأمر ليس مهماً هو أم هي المهم من ينهض بالأمة بل من يتقن فلسفة صناعة الحياة ويدفع بعجلة الشهود الحضاري وفق الرؤية الإسلامية والذي تتضاءل أمامه الفوارق بين هو وهي.

أما على الصعيد الأسري فمن العسير أن تستمر الحياة بعذوبتها إذا اختلطت الادوار بين هو وهي، فلا بد أن يتعثر المسير ويتسرب الوهن وكبد الحياة. الى المناخات الأسرية.

إن الأنوثة الإيمانية الفطرية تجد الرغبة ملحة بالحاجة إلى الرجل لاسيما القوي "يا أبت استأجره فإن خير من استأجرت القوي الأمين".

والانوثة التي لم تلوث افرازات الحياة فطرتها، تؤمن بان هناك علاقة حميمة بين الإيمان والفطرة والحاجة الماسة للرجل وتفريغ طاقات الحب في منابعها ، والانوثة التي تعني الدفء والحب والحنان المتدفق هي مطلب الرجل صاحب الإيمان العميق والفطرة السليمة الذي يرى في الأنوثة سكناً لرجولته فهو الذي يتألق ويتفرد برجولته والقيام بأدواره الوظيفية التي أعده الله لها، كما أن الأنثى تتألق وتنفرد بأنوثتها وأدوارها التي أعدها الله لها.

فإذا ما تبادلنا الأدوار واختلطت الوظائف، فتلك اللعنة التي تُصيب العقول والقلوب والضمائر "لَعن اللهُ المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري وغيره، بل أن المرأة التي تبرعت بأنوثتها ، وأصبحت (مسترجلة) تحاكي الرجال بحركاتها ومشيتها وتفاصيل حياتها،هي من أفسدت على الحياة جمالياتها إضافة إلى أنها أفسدت على الرجل رجولته، فلم تلب له ما في نفسه من الظمأ المتوقد نحو رقة الأنوثة وعذوبتها، بل أن عطر الأنوثة وسحرها يرطب جفاف الحياة ويرفدها بعذوبة الوجدانيات وجمالياتها فمن المحال أن تكتمل أنوثة من غير رجولة أو رجولة من غير أنوثة، أو تحلو الحياة من غير الالتحام والتناغم والتكامل بينهما كما يحب ربنا جل جلاله ويرضى لأن الذي يبين ذلك ويقرره ليس أصحاب الإدارات المغرضة المشوهة ولا "الأنا ومشتقاتها" عند بني الانسان بل المقرر والحاكم هو الله اللطيف الخبير الذي برأ وخلق وأودع أسرار وحكم في النفس البشرية "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".

اكاديمية وكاتبة
ensaf73@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :