facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إبداعات أردنية وعربية في مهرجان الخالدية


17-09-2020 10:23 AM

* السرحان: الشعراء يرسمون الحياة بتجاربهم الوجدانية

* الخالدي: عبر الأثير ابعث سلام وتحية

* الشرفات: استيقظي ودّي ونيس بليلتي

* الفاعوري: لا تقبل انْك تعيش ما بين الاقواس

* العنزي: مثل الذي في فراشه نوّم الحيّة!

عمون- من إبراهيم السواعير - على أنغام السلام الملكي، انطلقت قراءات شعراء الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الخالدية العربي للشعر الشعبي والنبطي، حيث قرأ نخبة من شعراء الأردن والوطن العربي، ملامسين قضايا وطنيّة وإنسانيّة شفيفة، وعبر مدارس شعرية متنوعة بين القديم والحديث، في أمسية الافتتاح الإلكترونية، التي كان الجمهور فيها متصفحي منصّة الفيس بوك لمديرية ثقافة المفرق المنظّمة للمهرجان.

وقال مدير ثقافة المفرق فيصل السرحان إنّ هذه الأمسيات أشعرتنا بأنّ الشعر هو خير رفيق في هذه الأيام التي يمر بها الإنسان العربي أمام جائحة كورونا، مؤكّداً ما للكلمة الشعرية واللمسة الوجدانية من أثر في إغناء ذائقة المتلقي على الصفحات الافتراضية.

وأشار السرحان إلى أنّ دورة المهرجان الحاليّة هي أول دورة يتم فيها بث المهرجان إلكترونياً، وهو ما يفتح الفضاء الإلكتروني لتجذير حالة شعرية جديدة في الوطن العربي، وأضاف أنّ هذه التجربة سيتم العمل على تطويرها حتى ما بعد فترة كورونا؛ موضّحاً أنّ العالم أصبح عالماً إلكترونياً في تواصله وعلينا الاستفادة من هذه الميزة السريعة في التواصل. ودعا السرحان الشعراء العرب إلى تنظيم الأمسيات الإلكترونية ليصل الصوت الإبداعي إلى كلّ البلدان ولكي نتناقل الأدب والشعر على الساحة العربية من خلال هذا الفضاء الإلكتروني.

وعن تنوّع هذه القراءات، قال السرحان إنّها تعكس محبة الجمهور المحلي والعربي لهذا المهرجان الذي يحتفل هذا العام بثلاث وعشرين دورة من عمره المديد بإذن الله، مشيراً إلى ما تزخر به محافظة المفرق والمحافظات الأردنية والوطن العربي من حضور في الشعر النبطي والشعبي، وهو ما عبّر عنه الضيوف العرب في قصائدهم من شعور بالامتنان لهذه الفرصة التي يعبّرون من خلالها عن عواطفهم ونصائحهم وشعورهم الجميل في قضايا ذاتية ونصائح ووصف لأحوال النفس الإنسانية، على اعتبار أنّ الشاعر يرسم الحياة شعراً وينقل تجربته للناس ليستفيدوا منها، لأنّ الشاعر هو صاحب رسالة ويحتاج دائماً إلى من يحترم نتاجه الإبداعي ويتيحه للجمهور.

وانطلقت الأمسية الأولى بقصيدة ترحيبية جميلة ومعبّرة من ابن منطقة الخالدية الشاعر محمد مقداد الخالدي، الذي أشاد وقدم الشكر والامتنان للشعراء والضيوف ولمديرية ثقافة المفرق التي تنفّذ المهرجان، كما أعرب عن تقديره لوزارة الثقافة في إقامتها هذا المهرجان العريق كل عام، معبراً عن قيمة الوطن الكبيرة في النفوس، مزجياً عبر الأثير الأردني إلى العالم باقات من الورود والأزهار والرياحين التي تحمل السلام والتحية لكل المشاركين، حيث افتخرت القصيدة بالقيادة الهاشمية ومكانة القائد جلالة الملك عبدالله الثاني في قلوب الأردنيين والعرب، كما احتفلت القصيدة بالجيش الأردني المدرب ورمز العزة والكرامة والمنعة والصمود الذي يواصل الليل والنهار في السهر على راحة الوطن، كما ختم الشاعر الخالدي بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم نسل الأخيار الكرام.

أمّا الشاعر المبدع هلال الشرفات، فقدّم شكره لوزارة الثقافة ومديرية ثقافة المفرق، وابتدأ بأبيات حيّا فيها دار الكرم والعز والشهامة تحت ظلّ القيادة الهاشمية المظفرة، كا افتخر الشاعر الشرفات بأردنيته وشموخ هامة الوطن وعلو مجده.

وفي قصيدته الثانية بعث الشاعر الشرفات في قصيدة وجدانية جميلة نداءاته العاطفية وأشواقه، في نوع من العتاب الآسر والتعبير عن الجروح الداخلية للشاعر، والذكرى التي بدأت تعصف به، في صور جميلة حملت معاني الزلازل التي تدوي به، ومضامين النجوم ومعبراً عن نفسه أمام كلّ هذا التجاهل والنكران في ذكرياته الأليمة مع الأيام والحب.

كما أبدع الشرفات أيضاً في التعبير عن معاناته ورحلته ومشواره مع الشعر، مستعيراً مفرداته من البيئة البدوية الأردنية، حيث برع في تضمين شعره مفردات الشمس والبحر والنهر والجروح والخيل وبنات الريح والهيل والفنجان والدّلة وكل المعاني المرتبطة بالشاعر والتي صاغها وجدانياً بشكل متدفق بالعاطفة الصافية النقية التي حملتها بحور الشعر النبطي الكلاسيكية في جو من التجديد والصور الفنية الجميلة داخل القصيدة.

الشاعر الثاني في أمسية الافتتاح كان الشاعر الأردني المبدع أحمد الفاعوري، صاحب الكلمات الراقية والمغنّاة والذي كان يعتمد التجديد في القصيدة الأردنية دون أن ينزع عن هذه القصيدة أصالتها، وقد برز ذلك من خلال تأثره بأسلوبه الإعلامي وكتابته الأوبيريتات الغنائية، إذ بدأ قصيدته الأولى بنقل صورة الرحيل والاشتغال على المتناقضات في القليل والكثير والموت والحياة والهديل والغياب والحضور والبئر التي تدفن فيها كلّ هذه الأمنيات، لكنّه ظلّ وفياً مع كلّ هذا العتاب وباقياً على العهد، يبحث عن الرحيل مع من رحلوا، وهو جزء من الوفاء المغمّس بالصورة الشعرية السهلة والعذبة التي كان لها مردودها في نفوس الحضور والتذوق الشعري على صفحات الفيس بوك، في بحر شعري سريع الوقع الموسيقي وجميل يحمل هذه الدفقات العاطفية المشغولة بعناية.

وفي نصوصه الشعرية الأخرى ذهب الشاعر الفاعوري إلى قصيدة عمودية في شكلها الفني حملت ليل المشاعر وكف الأيام والأحلام الموؤودة وسواليف الزمن البعيدة، مستعرضاً شريط الذكريات والحلم ومناجياً الذئب في استعارة جميلة لقصص الأطفال وقصّة ليلى والذئب وحصص المدرسة والتعاليم الأولى في دروس باسم ورباب وجدول الضرب والطقوس العاطفية الأولى للشاعر في البيت والحي والمدرسة، والكثير مما علق بذهن هذا الشاعر من أيّام زمان، وقد استطاع الفاعوري أن يلعب باقتدار على المعنى في مقاربة بين الأزمان من خلال هذه المفردات التي ربطها بالواقع المرير والمشاعر البليدة التي لم يعد لها وجود في هذا الزمن ولم يعد لعذوبة تلك الأيام أيّ معنى جميل في ظلّ غياب الروح وموتها ورحيل الشمس، لكنّ عزاء الشاعر ظلّ هو الحلم الذي بقي متمسكاً به ومراهناً عليه في هذه الحياة المليئة بالروتين والتحديات. كما خاطب الشاعر الفاعوري نفسه موجّهاً نصيحةً للذات بأن يظلّ قوياً بالرغم من كلّ هذه المتغيرات التي طرأت على العواطف، ليبقى للشاعر دوره ويظل حضوره رئيسياً ويبقى معتزاً بنفسه لا يقبل أن يعيش بين الأقواس أو بعيداً عن الحضور الإنساني، وقد برزت مقدرة الشاعر الفاعوري في استعارته معاني الفأس والحطب والغصون بمفارقة جميلة واشتغال على الإدهاش في هذه المفردات.

الشاعر الثالث في الأمسية كان ضيف المهرجان المبدع السعودي صالح العنزي، الذي استهلّ مشاركته بقصيدة مدح فيها مهرجان الخالدية ودار النشامى وبلاد العز، ليطيب الشعر ويتدفق هذا الشاعر القدير والممتلك لناصية اللهجة الأصيلة والمعبّرة والتي تميزت ببصمة شاعرها ومقدرته على الإتيان بالجديد والمدهش في سياق قالب القصيدة السعودية المتميزة بأصالتها وبحورها الشعرية بين السريع والطويل من الموسيقى التي تطرب لها الآذان.

ليدخل الشاعر صالح العنزي في جوّ العاطفة في حوار جميل تضمنته قصائد كانت مقطوعات رائعة وتحمل فكرة الرحيل ومدار الجدي وسهيل ومعاتبة العمر الضائع وبوح الشاعر أمام حالة عجيبة من الهجران الذي ظلّ يعانيه، وقد برزت في القصيدة مقدرة الشاعر العنزي على الوصف الدقيق في استعارته الأرض والسماء والسفر، كما برع في العتاب كغرض شعري وجداني رائع يفرح به الجمهور والشعراء في التعبير عن حالات الصّد والهجرام والحياة المليئة بالجروح والآلام.

وفي قصائده المتتالية استطاع الشاعر الغنزي أن يصف معنى الشعر ومقومات الشاعر القوي والواثق الذي تقبل عليه القصائد والأبيات بطواعية للتعبير عما يصادفه ويعانيه، فالشاعر من واقع هذه القصائد هو إنسان حكيم صاحب تجربة وينظر في الأيام ويقيسها بمقياس لا يخطئ فيه، خصوصاً حين تكون هذه المعاناة سبباً لأن نثق ونتعظ بما يعانيه الشعراء من وجوه الغدر والتنكّر للوفاء والشهامة والتضحية بالعمر دون أيّ حساب للمشاعر النبيلة التي يحملونها. وقد برع الشاعر العنزي في التعبير عن ظاهرة الاستعلاء التي لا تجدي نفعاً ولا يمكن أن تكون سبباً في التواصل الإنساني، وحتى يحمل هذه المفردات والمعاني عبر القصيدة الشعرية لجأ العنزي إلى مفردات جميلة في المطر والشمس وغدر الأفاعي بمجرد أن تشعر بالدفء والكثير من هذه الصور التي ظلّ يقدحها زناد الشعر في تقليبه للأيام ومرور شريط الذكريات عليه. وفي الختام نوّع الشاعر العنزي بين الشعر الفصيح والنبطي في قصيدة جميلة برز فيها افتخاره واعتز من خلالها بمقدرته الشعرية حين يأتيه الشعر، منتقداً ما يعيشه الناس هذه الأيام من سيطرة غير الشعراء على منصات القراءة والحضور بين الناس، وذلك لا يستقيم مع الإبداع وسرعان ما ينكشف أمام الجمهور والشعراء الذين لا يرضون بغير الإدهاش والمقدرة الشعرية سبيلاً في توصيل مشاعرهم وصوتهم النقي والجميل إلى الجمهور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :