facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المعلّم .. قَلَمٌ لا ينكسِر ونورٌ لا ينحسِر


محمد عبدالجبار الزبن
06-10-2020 11:03 AM

كلّنا ذلك الإنسان الذي أخذ بيده أحدُ والديه، يومًا ما، إلى أول مَدرَسةٍ وثاني بيتٍ يحتويه. فبعد سنوات قليلات، امتلأ الصّدرُ فيهنّ محبّة لصغائر الأمور، وكنّا نَظنُّها أكبر شيء في الحياة، ولم ندرِ يومها، أننا ما زلنا في مرحلة اسمها: الطفولة.
لننطلق يافعين منذ الدّرس الأول في الحياة، حيث تعلّمنا أنّ القلَم هو الأساس والنّبراس، وأننا لا بدّ أن نبدأ مع الألِف دون تأفف، ومع الباء بالإباء، ومع الجيم على خطّ مستقيم، وتعلمنا أن الأعداد أول الإعداد لإنسان يرفع راية العلم عالية، فيحمي حماه، ويذود عن حياض الدين والوطن.
ومع المعلّم–ة تبدأ نبرات الكلمات الهادئات، حيث التعرّف على أسماء وصفات، لكلّ ما يدور حولنا أو ندور حوله، وممن له الفضل علينا في حياتنا، فاللهُ خالقنا والوطنُ سياجنا، والناس أُلفتنا.
ويبدأ المسير لتحديد المصير، بجهود القلم الذي لا ينكسر ونوره الذي لا ينحسر، فها هو جذوة نورٍ وشمعة بَنُّورٍ، إنه المعلّم-ة هادينا ومن أخذ بأيدينا، فمن مخاطر الخوف إلى مأمن الرجاء، ومن منزلقات الأهواء إلى ثوابت الحياة.
فمن خلاله عرفنا خبايا التاريخ الماضي، ومرتفعات الجغرافيا التي يُعتبر الإنسان أعلاها والوطن أسماها، وكيف بنا وقد عرفنا معادلة الحياة الصعبة، وعرفنا كيف نتعامل مع أضلاعها، وإذا دارت الدوائر أن نبقى في نقطة الارتكاز حيث المبادئ الإنسانية التي لا تتغير نحو شمس الضياء التي تجمعنا ولا تنقصنا، وتقبل القسمة علينا دون أن نتطارح.
يوم المعلم يشرق من جديد، يصهر معادن الإخاء والمحبة التي تصقل مواهبنا، لنحقق رغائبنا، فالمعلم الذي يتعب لأجلنا حيث غرس فتعلمنا ونغرس فيتعلمون، هو القلم الذي ينبري للعلم ولا ينكسر، وهو البدر بنوره، عن ربوعنا لا ينحسر.
حتى في ظروف قاسيات أبعدتنا عن أن نكون بين يديه متواضعين، وللعلم بالمشافهة حاضرين، للتباعد الذي أجبرتنا عليه أسباب الجائحة، إلا أنّ كفيه ما زالت للعلم مانحة، فها هو المعلم-ة يتعامل مع التقنيات ويتفانى الليالي ذوات العدد، ليرسخ فينا مفاهيم لن تغيب.
وأما الذكريات فهي ذات شجون، فما بين ابتسامة لا تغيب، حققت فينا شيئا كثيرا، فالمعلم الذي أعطانا من جهوده المخلصة، وبنى بنا بناءً لا يخيب ولا يتهدّم، فكان الحكمة الناطقة، فمن درس: الإناء المغطّى، إلى درس الحصان والبخيل، إلى دروسٍ لا تنسى وأيام لا تَبلَى، كيف وهي جزء منا؟.
في يوم المعلم، نقف لعلنا نوفّه التبجيلا، وتأخذنا الذكريات إلى مواقف شتى، يجمعها: إخلاص المعلّم، وأيام الطباشير تباشير، فنحن نحنّ إلى أيامها، لأننا تعلمنا فيها حدود الوطن، وحقوق الإنسان، وكيف محقق أحلامنا السعيدة القريبة منها والبعيدة، وأننا لا ينبغي أن نتوقف عند مواقف المحن والإحن، بل نتابع المسيرة ما سار بنا الزمن، ونقف حيث وقف الوطن.
لنسطر انتصارا على كلّ عقبات الحياة، فهي إن لم نزلقها تعاظمت، ولا عظيم أمامَ قوة الله تعالى، الذي علّم بالقلم، وقلم معلِّمِي الخير لا ينكسر ونور عطائه لا ينحسر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :